الوعي والتجربة في الميزان

تحل يوم الأحد المقبل الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد

 

القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتجيء هذه الدورة على خلفية تحولات عديدة شملت المجال الثقافي العربي في عمومه، وبشكل خاص العواصم التقليدية للمسرح (تونس، القاهرة، دمشق..)، حيث تردت الأوضاع هناك بشكل ملحوظ وغابت فعاليات مسرحية مهمة (مهرجانات، منشورات، ومؤتمرات..) لطالما انتظرها أهل المسرح العربي في المشرق والمغرب.

صحيح أن عواصم مثل عمان ومسقط والجزائر والكويت عرفت نشاطاً مسرحياً مميزاً إلا أنها لم تقلل من فداحة الغياب، نظراً لما طبع مهرجاناتها، في السنوات الماضية، من تراجع وتقطع وتوقف فيما حافظ مهرجان أيام الشارقة المسرحية على استمراريته إلى أن بلغ سنة النضج هذي، مسنوداً دائما بوقفة رمزية كبيرة الأثر من صاحب السمو حاكم الشارقة. من هنا، بات مهرجان أيام الشارقة المسرحي من المناسبات المنتظرة، فهو مع تخصيصه خشبته للعروض المحلية، إلا أنه انفتح على المسرحيين العرب دائما على مستوى ندوته الفكرية والنقاشات النقدية التي تعقب العروض، ومنذ دوراته الأولى استضاف المهرجان مئات المسرحيين العرب وكان لذلك تأثيره على نوعية النقاشات والاطروحات والنتائج العامة، كما أنه أثر كثيراً على المسرحيين العرب انفسهم؛ فثمة خصوصية للمسرح هنا نابعة من خصوصية المكان الخليجي والتصورات المختلفة التي كرستها حوله رؤى ثقافية ونقدية مشوشة بالأيديولوجيا والنزوع التنافسي وأمور أخرى، كانت صدرت في وقت سابق من مسرحيين ومثقفين عرب!

ثمار

مراجعة متعجلة لسيرة المهرجان، تبين أنه بدأ بسيطاً، ولكنه مع الوقت كسب متانة وصقلاً بخاصة من الناحية التنظيمية، وعلى الرغم من أن دورات عدة في البدايات بدت متواضعة من الناحية الفنية، إلا أن السنوات العشر الأخيرة جاءت عامرة بعروض قوية لا يزال صدى بعضها يتردد الآن، وهذا مؤشر على أن الغرس الذي عرفته تربة أوائل ثمانينيات القرن الماضي بدأ يثمر ويمكن للمتابع أن ينتبه إلى أن المهرجان أثمر على أكثر من صعيد: فثمة زيادة لافتة في عدد المشتغلين بالمسرح تمثيلاً واخراجاً وكتابةً ونقداً ومتابعةً، وهذا الأمر لا يقدّر أهميته إلا من يعرف الظروف المعقدة التي يعيشها “أبو الفنون” منذ حين في العالم بسبب الاختراعات التكنولوجية التي وفرت خيارات سهلة ومغرية للتسلية والترفيه وجذبت الجميع.

إذن، إلى مهرجان أيام الشارقة المسرحية يرجع الفضل أيضا في إطلاق العديد من المهرجانات المسرحية (النوعية) في الإمارات، وفي تصميم وتهيئة العديد من الأمكنة المسرحية وفي صدور مئات العناوين المسرحية العربية والمترجمة..، وكل ذلك يدل على أن هذا المهرجان لم ينحصر في أيامه المعدودة، بل شمل معناه فعاليات وأفكار وتصورات في عصب المجتمع الإماراتي، بالتالي يمكن القول إنه ـ المهرجان ـ مثّل تلك الرؤية الرشيدة التي بذرته أول مرة، وكل تلك الجهود التي تتابعت حتى يستمر مشواره وتتوسع خطواته إلى الأمام.

ولعل مما له دلالته الخاصة أننا عندما ننظر إلى المسافة بين الدورة الماضية للمهرجان وهذه الجديدة التي ستنطلق مطلع الاسبوع المقبل نجد أن الجهة المنظمة للمهرجان (دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة) استلهمت من الدورة التي انقضت أنشطة مسرحية عدة، وبذلتها على مدار السنة حتى تأتي دورة هذه السنة والدورات المقبلة أكثر تطوراً ومواكبةً، ومن الأنشطة التي أحدثتها الدائرة البرنامج التدريبي الذي ضم في ورشه المتنوعة أكثر من مئة وخمسين متدرباً من أعمار مختلفة وشارك بالإشراف عليها العديد من المسرحيين المحليين والعرب من كافة أرجاء الوطن العربي وهو استمر وقتاً ليس بالقصير، وسيشاهد جمهور الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية لوحة مسرحية في حدود 30 دقيقة هي من ثمار تلك الورش التي عرفتها الشارقة أخيراً.

معرفة

على ان المهم، هنا، أي في الكلام عن البرنامج التدريبي، لا يتعلق حصراً أو يقاس بالمهارات التقنية التي تمكن منها أولئك الشباب المتدربين، ولكن أيضا هو مهم ذلك الأثر الإعلامي الذي تحدثه تلك الورش؛ فهي تشيع معرفة ضرورية بالمسرح في نهر الحياة اليومية بالإمارات وتكسب بالتالي المزيد من المهتمين أو المتابعين، بطريقة أو بأخرى؛ فالأهم دائما هو ألا يتوقف الحراك المسرحي وألا يقال وسط العامة: هنا كانت حياة ما!؟ الأهم هو ان يظل الفعل متصلاً فيما يشبه العرض المفتوح، وألا تنطفئ إنارة المسرح ..سيأتي الجمهور في وقت ما. إن متابعة شبه دورية لما يقدم من ورش ودورات تدريبية تؤكد ان كثيراً من الطاقات الشابة تجيء مع مرور الوقت، وسرعان ما تتآلف مع ما يحصل وتضبط مواقيتها على ما تقرأه في جدول ورش ودورات تدريبية.

الآن، يبدو صعباً الحديث عن ارتباط النشاط المسرحي في الشارقة بـمهرجانها السنوي الذي يحل في النصف الثاني من مارس، إذْ إن نظرة عابرة إلى المشهد تبين أن الحراك المسرحي هناك بات مستمراً بصفة يومية تقريباً منذ بداية العام إلى نهايته!

إلى جانب الملتقيات (الشارقة للمسرح العربي، ملتقى كتّاب المسرح، ملتقى البحث المسرحي إلخ..) ثمة مهرجانات مسرحية فئوية، مثل “مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي” الذي يحل في مايو وهناك “مهرجان المسرح الكشفي” وثمة “مهرجان المسرحيات القصيرة”، إضافة إلى “مهرجان الإمارات لمسرح الطفل” إلخ.. وينشط في هذه الفعاليات التي تغطي بروفاتها أياماً وشهوراً مئات المسرحيين المحترفين والهواة والكبار والصغار من الإماراتيين والعرب المقيمين، وتصدر عنها عشرات العناوين إلخ..

دينامية

هذه هي الدينامية المسرحية العامة التي ألهم بها مهرجان أيام الشارقة المسرحية خلال ثلاثة عقود من عمره؛ فكيف أمكنه ذلك؟ لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل واف في هذه المساحة، ولكن يمكن القول إن المهرجان الذي يحظى بدعم كبير من صاحب السمو حاكم الشارقة تميز بلائحة تنظيمية مرنة تميل في جوهرها إلى استقطاب المزيد من المسرحيين إلى خشبة المهرجان، وهي تتطور سنة تلو أخرى وتنفتح على ملاحظات لجان التحكيم والرؤى النقدية التي تصدر من هنا أو هناك ويمكن القول إنها تعتبر الآن نموذجاً نوعياً في انضباطها وحداثتها ويبدو لافتاً، في هذا السياق، ان إدارة المهرجان تعمد على نشر هذه اللائحة في الدليل الإعلامي المصاحب للمهرجان، وكأنها تدعو الجميع على معاينتها واختبارها؟ ثمة لجنة اختيار، وهي مكونة في أغلبها من مسرحيين عرب تطوف على الفرق المسرحية (16 فرقة) وتعاين عروضها وتجيز ما يصلح منها للمنافسة على جوائز المهرجان، ولكن حظ الفرق غير المتأهلة للمنافسة من الموزانة الإنتاجية التي يضعها المهرجان لا يقل عن نصيب تلك المتأهلة وهذا يكشف لنا أن الهدف الأساس للمهرجان هو دعم هذه الفرق في مجملها وتنشيطها، سواء نجحت في المرور إلى المسابقة أو لم تنجح.

تقليد لجنة المشاهدة هذا يشبه مرحلة أولى من التنافس، وهو لا يعني اختباراً لخبرة الفرق، أو احترافية المشاركين في عروضها؛ فثمة شرط في اللائحة المنظمة للمهرجان يلزم إدارته بقبول الفرق المسرحية المشهرة أي المعروفة في المجال، وبهذا المعني فإن لجنة الاختيار إنما تفرز بين الفرق المتأهلة وغير المتأهلة بمعايير ذات صلة بالجاهزية الفنية والمواكبة والإضافة النوعية لدورة المهرجان الجديدة، وليس مما يخص لجنة الاختيار في شيء أن تكون فرقة كذا انشط من الفرقة الأخرى أو أكثر خبرة من تلك.

ونشير هنا إلى ان موضوع هذه اللجنة كان محل جدل طيلة السنوات الماضية، فثمة من كان يرى أنها غير ضرورية باعتبار أن الفرق محترفة، وبالمقابل كان هناك من يصر على وجودها إثراء لصورة المهرجان.

انتظارات

ينتظر جمهور المهرجان أيضا مشاهدة العرض الفائز بـ “جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي” التي تمثل أرفع جائزة عربية مخصصة للمسرح، وتنظمها سنويا الهيئة العربية للمسرح بمكرمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، وقد استحق الجائزة في دورتها الأخيرة العرض اللبناني الموسوم “الديكتاتور” وهو من تأليف عصام محفوظ وإخراج لينا أبيض، ويُنتظر أن يبدو مختلفا قليلا أو كثيرا، مقارنة بصورته حين قدم في الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح العربي الذي نظم في الدوحة في يناير الماضي.

مرعي الحليان… مكرماً

ينتخب المهرجان في كل دورة شخصية مسرحية محلية لتكريمها، ووقع الاختيار هذه السنة على فنان متميز بإسهامه الإبداعي المتنوع بين الشعر والكتابة والتمثيل وهو مرعي الحليان الذي لفت الأنظار بحضوره القوي في سائر الأنشطة المسرحية التي أقيمت في السنوات الأخيرة، وكذلك يحتفي المهرجان بالحائز على جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي التي وجه صاحب السمو حاكم الشارقة بإطلاقه في سنة 2007 ومنذ ذلك الحين كرمت أسماء مسرحية عربية في وزن الراحل سعد أردش والمبدعة المغربية ثريا جبران، والفنان الكويتي القدير سعد الفرج، والمسرحية اللبنانية المتميزة نضال الأشقر، وثمة في القائمة الفنانة المصرية المعروفة سميحة أيوب والفنان السوري المبدع دريد لحام، وفي هذه السنة منحت الجائزة للفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا الذي يعتبر من أهم وأبرز وجوه المسرح الكويتي.

وهذه التكريمات المصحوبة بكتب وجلسات نقاش هي بمثابة قيمة مضافة للبعد الثقافي لمهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي يتميز أيضا بتلك الندوات التي تعقب العروض، والتي يشارك في محاوراتها الحارة والحيوية العديد من المسرحيين الضيوف، وهي تسعف، بما تطرحه من ملاحظات، الجمهور في تدبر ما تضمنته الأعمال المقدمة من اقتراحات فكرية وجمالية، كما تسهم بطابعها العلمي في تنبيه المسرحيين الشباب خصوصاً إلى إشكالياتهم الأدائية، كما أنها تمثل صدى مباشرا يمكّن المخرج أو الممثل، أو الكاتب من الوقوف على أهمية ما قدمه؟

دورة متميزة.. عروض وورش وذكريات..

يبدو مما صدر من أخبار أن الدورة الجديدة للمهرجان تتميز ببرنامج ثقافي مواز كثيف ينشط على مدار أيام المهرجان، ويغطي مجالات السينما والشعر والتشكيل، ومن ابرز ملامحه: لقاء أوائل المسرح العربي والذي يمثل لمحة احتفائية ذكية من الشارقة لعشرة من الطلاب الذين تميزوا بنتائج متقدمة في معاهد وكليات المسرح العربية خلال السنة الماضية، إضافة إلى حلقة نقاشية تضم مجموعة من إدارات المهرجانات المسرحية العربية فضلا عن أمسيات تذكارية وشعرية/ مسرحية ..إلخ، ويشرك المهرجان في هذه الأنشطة ضيوفه بمعظمهم، وبالتالي ينفتح على مرجعيات وأذواق وأساليب وأشكال شديدة التنوع، ولا شك أن كل ذلك سيثري صورته كثيراً.

فقد أعلنت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية أنه إلى جانب العرض المسرحي اللبناني “الديكتاتور” من تأليف الكاتب الراحل عصام محفوظ وإخراج لينا أبيض، الذي سيعرض خلال المهرجان، بمناسبة فوزه بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي في الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح خلال الشهر الماضي في العاصمة القطرية، الدوحة، فإن المهرجان سيحتفي بعرضين قصيرين قدما في الدورة الأولى لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة الذي نظم في سبتمبر الماضي وهما “مشاجرة رباعية” تأليف يوجين يونسكو، وإخراج الشاب بدر الرئيسي وقد فاز بجائزة أفضل عرض مسرحي، و”المشهد الأخيرة للمأساة” تأليف صموئيل بكيت وإخراج نور نواف يونس وهو حاز جائزة أفضل إخراج.

وثمة عرض رابع سيقدم على هامش المهرجان وهو نتاج عن ورشة مسرحية بعنوان “ممثل، خشبة، ومخرج” كان أشرف عليها المخرج المصري خالد جلال.

ومن البرامج الموازية التي أعدتها اللجنة المنظمة للمهرجان لقاء يجمع نخبة من المطربين والملحنين والموسيقيين والشعراء في مسامرة بعنوان “أغنيات المسرح الإماراتي” وهي من إعداد المسرحي عبد الله صالح الذي سبق ان قدم للمكتبة العربية ببلوغرافيا مهمة حملت عنوان “الأغنية في المسرح الإماراتي”. وفي سياق الذكريات ذاته تأتي المسامرة التي سيتابعها جمهور المهرجان وضيوفه وهي تحت عنوان «“ذكرياتي مع المسرح الإماراتي” ويشارك بها المخرج والممثل السوداني يحيى الحاج الذي تابع تجربة المسرح المحلي منذ بداياتها الأولى ونشط في الورش والمحاضرات وقدم العديد من الوجوه الإماراتية الشابة إلى المشهد المسرحي، وكذلك يشارك في هذه المسامرة القاص والصحفي والناقد السوري نواف يونس الذي أخلص في تتبع مسارات المسرح الإماراتي بالنقد والمتابعة والتفاعل وقتاً طويلاً.

إلى ذلك يغطي البرنامج الثقافي الموازي للدورة العديد من المجالات الفنية والثقافية ويشهد مشاركة واسعة للعديد من الأسماء الإبداعية العربية.

ومن الفعاليات التي سيشهدها البرنامج الثقافي الموازي ورشة تشكيلية بعنوان “لون المسرح” حيث ستقدم مجموعة متنوعة من الفنانين التشكيليين تصوراتها الجمالية حول “أبو الفنون” عبر الفرشاة واللون.

وكذلك سيشهد البرنامج عرضاً مصوراً بعنوان “جزء خارج1” والذي أعده وأخرجه الفنان البصري المغربي يوسف الرياحني ويسعى العرض إلى التأكيد على ميلاد الفنان “المؤدي” بدلاً عن “الممثل”، وفي العمل الذي قام بتمثيله وإخراجه وتأليفه، يحاول الرياحني إثبات أن بالإمكان تقديم تجربة أداء من دون حكاية، شخصيات، أو مكان.

كما يستضيف المهرجان المخرج والمترجم العراقي قيس الزبيدي في تجربته الفيلمية “إننا محكومون بالأمل” التي وثق عبرها سيرة المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس (1941 ـ 1997).

كما تشهد الأيام، دورة ثانية من ملتقى الشارقة لأوائل المسرح الذي يستضيف مجموعة متميزة من طلاب وطالبات معاهد وكليات المسرح في الوطن العربي، في برنامج تدريبي ينطلق في التاسع عشر من مارس المقبل ويستمر إلى السادس والعشرين من الشهر نفسه، وذلك بمشاركة أساتذة مسرح من اختصاصات مختلفة.

ويشهد ملتقى الطلاب في دورته الجديدة مجموعة من الورش القصيرة منها: “صوت الممثل” ويشرف عليها الممثل العراقي عزيز خيون، ومن العراق يسهم هيثم عبد الرزاق في ورشة “ذاكرة الممثل”، فيما تشرف دلال مغاري من ألمانيا على ورشة بعنوان “تمارين سايكو درامية”، ومن المغرب يشارك سعيد الناجي بتقديم محاضرة تحت عنوان “مفهوم الدراماتورجيا”، أما ورشة “التفكير النقدي”، فيشرف عليها الناقد المغربي عبد الواحد بن ياسر، ويقدم ياسر سيف من البحرين معلومات عامة حول المكياج المسرحي، ويشرف ماهر هربش من سوريا على ورشة “تصميمات الإضاءة”، وتقدم المسرحية التونسية رجاء بن عمار تجربتها مع الخشبة المسرحية للطلاب والطالبات.

عصام أبو القاسم

http://www.alittihad.ae

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *