المهرجان المسرحي الخليجي يستبدل «عرض مسرحية» بـ «أمسية شعرية»

أبدى المشاركون في المهرجان المسرحي الثالث لجامعات دول مجلس التعاون الخليجي استياءهم من تحول حفل الافتتاح للمهرجان إلى إلقاء كلمات خطابية، وإلقاء فقرة

 

شعرية للشاعر البحريني عبد الرحمن رفيع في الوقت الذي غابت فيه العروض المسرحية عن حفل الافتتاح، موضحين أنهم أصيبوا بخيبة أمل نتيجة عدم خروج الحفل الافتتاحي بشكل يعكس مكانة وعراقة المسرح السعودي، إضافة إلى تواضع أعداد الحضور من الطلاب نتيجة القصور في الإعلان عنه وهو ما يعكس عدم اهتمام الجامعات السعودية بالنشاط المسرحي بشكل عام.

وعبر لـ ”الاقتصادية” الدكتور حزاب الريس أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود ورئيس لجنة التحكيم عن استيائه من تواضع فقرات الحفل الافتتاحي، موضحا أن ثقافة المسرح التي نشأت في جامعة الملك سعود في طريقها للتلاشي، ويبدو أنها لن تعود إلى المستوى الذي كانت عليه في السابق.

وأضاف الدكتور الريس في حديثه لـ ”الاقتصادية” قائلا ”أنا حزين على مستوى المهرجان، وحفل الافتتاح لم يكن بالمستوى المطلوب الذي يليق بجامعة الملك سعود وكان متواضعا جدا لا يمثل المهرجان المسرحي ولا يمثل الجامعة، وهناك خلل معين ولا نعلم لماذا أقحمت الفقرة الشعرية في حفل الافتتاح وبما أن المهرجان مسرحي بالدرجة الأولى وعلى مستوى دول الخليج فمن المفترض أن يكون هناك عرض مسرحي”.

ولفت رئيس لجنة التحكيم وجود مشكلة في تنظيم الجامعة للمهرجان الذي يقام على مستوى دول التعاون الخليجي، لذا لم يظهر بشكل يعكس مكانة الجامعة على مستوى دول الخليج العربي.

وقال: ”دول الخليج التي تسعى إلى الوحدة وتعتبر السعودية أكبر تلك الدول وأغناها، وجامعة الملك سعود التي تتولى التنظيم تعد أقدم جامعة على مستوى الخليج والجزيرة العربية، وبالتالي يفترض أن المهرجان يعكس مستوى عراقة هذه الجامعة من الناحية الفنية والإبداعية والجمالية وهذا للأسف لم نشاهده”.

وأكد الدكتور حزاب الريس أنه ما زالت هناك مشكلة في فهم المهرجانات المسرحية والعمل الإبداعي بشكل عام، مضيفا أن جامعة الملك سعود كان لديها تاريخ عريق في تقديم أسماء مسرحية مميزة على المستوى المحلي والخليجي مثل ناصر القصبي وعبد الله السدحان، إضافة إلى الوجوه الجديدة مثل نايف المطيري ومشعل خلف وغيرهم من الأسماء الفنية.

وحول دور لجنة التحكيم بصفتها تضم أسماء أكاديمية وفنية متخصصة بالمسرح قال: ”نحن في لجنة التحكيم ليس لنا علاقة بالبرنامج ومهمتنا هي تقييم المشاركات فقط وعمادة شؤون الطلاب هي المسؤولة عن التنظيم، والمسارح الجامعية بحاجة إلى مخرجين متميزين، وإلى دعم مالي واهتمام من قبل الجامعة”.

من جانبه، أبدى الفنان عبد الإله السناني عضو لجنة التحكيم في المهرجان استياءه من تنظيم حفل الافتتاح، موضحا أنه في كل حفل افتتاح مهرجان مسرحي لا بد من تقديم فقرات لعروض مسرحية، لكن فوجئ الجميع بوجود شاعر كبير يكرم بإلقاء قصائده في الاحتفالية، وكنا نتمنى أن نشاهد عرضا مسرحيا للجامعة التي تتولى تنظيم المهرجان.

وأضاف ”أعتقد أن هناك قصورا في إدارة الإعلام لتنظيم هذا المهرجان، أو هناك عدم تبنٍ من الكليات لحضور هذا المهرجان الذي يعد مهما بالنسبة للنشاط اللا صفي للجامعات والذي يحسب كمادة مهمة لطلاب الجامعات، وكنا نتمنى أن يتواجد الطلاب، لكن فوجئنا بعدم حضورهم.

ربما أنه كان نتيجة قصور في الإعلان عن المهرجان، إضافة إلى غياب الهيئات المسؤولة والراعية للمسرح في السعودية كجمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية والرئاسة العامة لرعاية الشباب”.

وقال: ”سبق أن نظمت جامعة الملك سعود مهرجانا مسرحيا، وقدمنا عرضا مسرحيا مماثلا للجامعات قبل 20 عاما وكان المسرح ممتلئا بالطلاب على عكس ما حدث في هذا المهرجان الذي نثمّن دور الجامعة في تنظيمه، ويعد نقلة حضارية مهمة بالنسبة للسعودية وتوجهنا في تطوير المسرح الجامعي”.

من جهة أخرى، أكد الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود أن الهدف الأساسي هو تجمع أبناء دول الخليج وإتاحة الفرصة لهم لتقديم العروض المسرحية وتبادل معارف إضافية في المجال المسرحي، موضحا أن النشاط المسرحي يعد حراكا أساسيا في مختلف الجامعات، حيث يقام المهرجان المسرحي الخليجي الثالث في السعودية بعد أن تم تنظيم الدورة الأولى والثانية في مملكة البحرين ودولة الكويت.

وحول توقف النشاطات المسرحية في الجامعة قال العمر: ”إن التوقف في النشاط المسرحي لجامعة الملك سعود ليس توقفا كاملا، ولكنه توقف نوعي لدراسة وألا يكون الهدف إقامة نشاطات مسرحية غير مدروسة”.

وافتتح مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر نيابة عن وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري صباح أمس المهرجان المسرحي الثالث لجامعات دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة نحو 13 جامعة خليجية الذي تستمر فعالياته لمدة أسبوع.

وذكر مدير جامعة الملك سعود في كلمته أن الحاجة إلى توثيق عرى التواصل بين مواطني دول المجلس أكثر إلحاحا في هذه المرحلة من أي وقت مضى، حيث إنه من المعروف أن الإنسان في وقت الاهتزازات يتشبث بما يحميه ويقويه، فإن لم يجد ركنا ركينا أو حبلا متينا صار مصيره في يد العاصفة تعبث به كيف تشاء.

وقال: ”إنه يجدر بجامعات دول المجلس تكثيف علاقاتها وتعميق عرى التواصل بينها، وفتح آفاق جديدة للتواصل العلمي والأكاديمي والبحثي، ونتمنى أن تتخذ الجهود المبذولة لطلاب جامعات دول المجلس أبعادا أوسع بتنشيط الجوانب المعرفية وإطلاق مناسبات تنافسية في موضوعات البحث والابتكار والإبداع لاحتواء المبدعين من الطلاب أسوة بما سيحققه هذا المهرجان”.

 

عبد الحميد الأنصاري من الرياض

http://www.aleqt.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *