أنطون تشيخوف تزوج الطب وعشق الأدب

لو شاء القدر للأديب العالمي أنطون تشيخوف أن يبقى على قيد الحياة لاحتفلنا معه اليوم بعيد ميلاده الـ”153″ لكننا ما زالنا نقرأ إبداعاته، كما لو أنها كتبت أمس على منضده مبللة وبقلم جاف وبحبر أزرق، بل ريشة قد تكون لنعامة، من يدري؟.

فمن ولد يوم “29 يناير 1860 ومات يوم 15 يوليو 1904″، كان كالعديد من المشاهير عصور النهضة الإسلامية والأوروبية ملما بأكثر من علم، فهو “طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي” يعتبر رائداً للقصة القصيرة التي يعتبر ملكها غير المتوج عبر التاريخ.

اشتهر بالعديد من العبارات التي كانت تكتب في الدفاتر والمذكرات وتخبأ بين ثنايا “المفكرات” الخاصة بالذكور والإناث الحالمين، ومن بعض أشهر ما قاله ..«الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي» و «كلما ازداد الشخص نقاءً، ازداد تعاسةً» و«لا تقل لي كم هو القمر مضيء، بل أرني وميضًا من الضوء على زجاج محطم»و«إذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل أي شيء»و «الإنسان الطيب يخجل أحياناً حتى أمام كلبه» وغيرها من العبارات الشهيرة التي تنم عن ثقافة عالية وخبرة وساعة في الحياة التي خاضها بطولها وعرضها بحب وشغف كما يشير “موقع ويكيبيديا، الموسوعة الحرة” الذي استعرض الكثير من مراحل هذا الأديب الكبير، وفيه نجد أن “تشيخوف تخلى عن المسرح بعد كارثة حفل النورس “The Seagull” في العام 1896، ولكن تم إحياء المسرحية في العام 1898 من قبل قسطنطين ستانيسلافسكي في مسرح موسكو للفنون، التي أنتجت في وقت لاحق أيضًا العم فانيا لتشيخوف وعرضت آخر مسرحيَّتين له وكان ذلك لأول مرة، الأخوات الثلاث وبستان الكرز، وشكلت هذه الأعمال الأربعة تحديًا لفرقة العمل وكذلك للجماهير، لأن أعمال تشيخوف تميز بـ”مزاجية المسرح” و”الحياة المغمورة في النص”.

في العام 1890، قام تشيخوف برحلة شاقة بالقطار مجرورًا من الخيول، وبباخرة إلى الشرق الأقصى قادمًا من روسيا وكاتورجا، أو “مُستعمرة العقوبات”، في جزيرة سخالين في شمال اليابان، حيث قضى ثلاثة أشهر وقام بإجراء مقابلات مع آلاف من المحكوم عليهم. 

تُعتبر رسائل تشيخوف التي كتبها خلال رحلته الممُتعة شهران ونصف الشهر لسخالين من أفضل ما كُتب في حياته. كانت تُصبح تصريحاته لأخته عن تومسك شهيرة. 

بحلول مايو 1904، كان أنطون تشيخوف مُصابًا بمرض السل. وأشار ميخائيل تشيخوف إلى أن “جميع من رآه شعروا بداخلهم أن نهايته ليست ببعيدة” وفي 3 يونيو انطلق مع أولجا باتجاه مدينة الحمامات الألمانية بيدرفاير، في الغابة السوداء، حيث كتب رسائل مرحة إلى شقيقته ماشا واصفًا المواد الغذائية والبيئة المحيطة، مؤكدًا لوالدته بأنه في تحسن مُستمر، وهذا ليس صحيحا، «وفاة تشيخوف أصبحت واحدة من “مجموعة من القطع الكبيرة من التاريخ الأدبي”، سرده، مطرزة، والخيال، لا سيما في مهمة القصة القصيرة التي كتبها كارفر رايموند. في العام 1908، كتبت أولجا هذا الأمر من لحظات زوجها الماضي: قام أنطون بشكل غير اعتيادي ومستقيم وقال بصوتً عالٍ وبوضوح “مع أنه لم يكن يتقن اللغة الألمانية”:أنا على شرفة الموت. قام الطبيب بتهدئته وحقنه بمادة الكافور وأمر بإحضار شمبانيا. شرب أنطون كوبا كاملا، ابتسم وقال: “لقد حان الوقت مُنذ زمن طويل شربت الشمبانيا” استنزف عليه وجلس على جانبه الأيسر بهدوء وتتكأ في جميع أنحاء السرير، ونادينه، لكنه كان قد توقف عن التنفس، وكان ينام بسلام كطفل…» ونقلت جثة تشيخوف إلى موسكو في سيارة السكك الحديدية المبردة. 

دُفن تشيخوف بجانب والده في مقبرة نوفوديفيتشي. 

تعلم الكثير من كتّاب المسرحيات المعاصرين من تشيخوف كيفية استخدام “المزاج العام للقصة والتفاصيل الدقيقة الظاهرة وتجمد الأحداث الخارجية في القصة” لإبراز النفسية الداخلية للشخصيات. 

وقد تُرجمت أعمال تشيخوف إلى لغات عديدة، عمل الكاتب الأوزبكي الشهير عبد الله قاهور على ترجمة العديد من قصص تشيخوف إلى اللغة الأوزبكية. 

وقد تأثر قاهور بتشيخوف واعتبر هذا الكاتب المسرحي الروسي استاذه، له أربع مسرحيات كُبرى “النورس والعم فانيا والأخوات الثلاث وبستان الكرز” ومن أشهر قصصه وفاة موظف والسمين والنحيف والمحار وحورية البحر والراهب الأسود ورجل في الدرع وسيدة مع الكلب وخطيبته وحياتي.

 

 

إعداد-رأفت ساره

http://www.shabiba.com

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *