«مسرح الهواة» .. تناساه الكبار وأدمنه الشباب

نه كان دائمًا يوصف “بأبو الفنون”، إلا إنه فعليًا يكاد يقترب من أن ينسى أو يهمش بجانب أنواع الفنون الأخرى، ولكن من يهوى التمثيل ويجربه مرة، قد يفضل أن يبقى على خشبته مغمورًا وألا يتركه من أجل الشهرة أو المال، هذا هو ما اعتقده رواد «المسرح» قديمًا ويسير على دربهم الشباب القلائل، الذين اختاروا المسرح هواية لهم، واحترفوه من خلال ما يسمى بـ “المسرح الحر” أو “مسرح الهواة”.


 


ظاهرة المسرح الحر أو مسرح الهواة ليست جديدة إطلاقًا، بل كان يُعد أهم من السينما في وقت من الأوقات ، وإن كان هناك تركيز على هذا النوع في الآونة الأخيرة، إلا إنه كان بداية كل من احترف التمثيل المسرحي فيما بعد، وهذه البداية هي “مسرح الجامعة”، هذا هو بداية حديث «معاذ وجدي» لـ “بوابة الشروق”، عن فكرة المسرح الحر، الذي انتشر دعاته في الفترة الأخيرة على صفحات الإنترنت.

 

معاذ وجدي، الطالب بكلية العلوم جامعة حلون، والذي يرأس فريق المسرح بكليته، ويشغل منصب المدير التنفيذي لفريق “أجلاسير” إحدى فرق مسرح الهواة في مصر، يرى أن مشكلة المسرح بوجه عام تتمثل في نقطتين “أولهما الجمهور المحدود، وثانيهما المشاكل المادية”.

 

أضاف معاذ “لا يوجد جهة ترعى مسرح الهواة، فهو معتمد فقط على الإمكانيات الذاتية للفريق، ويستثنى من ذلك بعض الجهات الخاصة؛ مثل ساقية الصاوي أو المركز الثقافي الفرنسي، فإن كانوا لا يرعون هذا المسرح ماليًا، إلا إنهم دائمًا ما ينظمون المسابقات بين الفرق المسرحية، في حين أن مسرح الدولة انفصل تمامًا عن الهواة حاليًا”.

 

أما فيما يخص الجمهور المحدود للمسرح، استشهد معاذ بمسرحية “أوبريت شهرزاد”، التي عرضت على مسرح الهناجر، قائلا “رغم أن الدولة أنفقت على هذه المسرحية الكثير، وتم رعايتها جيدًا من الناحية المادية، وكنت أتوقع أن أذهب لأجد المسرح ممتلىء، إلا أنى فوجئت أن العدد محدود جدً اوبعدها عرفت أن هذا الجمهور هم أصدقاء الممثلين، فالجمهور العادي لا صلة له من قريب أو من بعيد بفن المسرح”.

 

من جائزة أفضل ممثل في الجامعة في عام 2011 على دور مسرحي مدته 8 دقائق ونصف فقط، في عرض “العالم لنا جميعا”، إلى جائزة أفضل ممثل في مهرجان الساقية العاشر عن عرض “الأشياء تتداعى” للكاتب (تشينو أتشيبى)، بفرقة أفريكان، يقول أحمد عصام، مؤسس الفرقة: “إن المسرح إدمان لمن يحبه، فمهما عملنا في أي أنواع أخرى من التمثيل، بنجري لو في عرض مسرحي محترم”.

 

يقول عصام: “تعملت من المسرح ما لم أتعلمه في حياتي أبداً، فالمسرح عن تجربة يجعل من الانعزالي شخص اجتماعي، ويكسب الثقة بالنفس، ويمنح صاحبه مخزون هائل من التراث والثقافة”، مضيفًا أنه يجدد الحالة النفسية للممثل المسرحي مع كل دور مختلف يقوم به”.

 

تحدث مؤسس الفريق المسرحي الحر “أفريكان”، عن المشكلات التي تواجه مسرح الهواة في مصر، قائلا “المسرح مش واخد حقه، ولكن من فكر من قبل أن يمنحه هذا الحق؟!، فالجهات التي تهتم بالفن المسرحي والهواة، قليلة جدًا، من بينها على سبيل المثال مركز الإبداع الذي يديره (خالد جلال)، فهو كيان ناجح جدًا ويضيف للوسط المسرحي والفني بشكل عام، ولذلك فنحن نحتاج إلى المزيد من الجهات التي تدعم هذه الفرق الشبابية والمواهب الحرة”.

 

“الجمهور موجود ولكن القائمين على المسرح ليسوا عوامل جذب لهم” هذا ما اختتم به عصام حديثه ،مشددًا على أن وزارة الثقافة لابد أن تساهم في دعم المسرح والفرق الحرة، قائلا “في الخارج، لا يقومون بتوزيع جوائز أو مراكز على الفائزين في مسابقات المسرح، بل إنهم يمنحون جميع الفرق الحق في العرض، ولو ليلة واحدة شهريًا”.

 

مثله مثل أشياء كثيرة تغيرت بعد الثورة، كان للمسرح نصيب، فيقول معاذ وجدي، المدير التنفيذي لفرقة أجلاسير للمسرح الحر: “إن مسرح الهواة غير محكوم بشىء، وإن كان قبل الثورة هناك بعض التحفظات على الاتجاهات السياسية، إلا إن الآن المسرح أخذ بجانب الاتجاه الاجتماعي، جانب سياسي لا يقدم صراحة بل يعتمد على الرمزية، لأن الرؤية السياسية غير واضحة الآن”.

 

اختتم معاذ حديثه قائلا: “رغم أن الكثير يتجه إلى السينما ويترك المسرح، إلا إنني أجد متعة في مواجهة الجمهور، وأقتنع أن الممثل الحقيقي هو الممثل المسرحي، وأن المسرح هو الذي يصنع الممثل”، متمنيًا أن يتجه الجمهور العادي، وليس جمهور المسرح المعتاد فقط إلى متابعة هذا النوع .

 

نسمة مصطفى

http://www.shorouknews.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *