“تمارين في التسامح” لعب مسرحي و”صهيل الطين” دراما بمذاق فنتازي

الجمع بين التمثيل والرقص والموسيقا والشعر وأسلوب الحكواتي من جهة، والدارما الفنتازية والسينوغرافيا والأداء المميز من جهة أخرى هو أهم ما ميز الأمسية

الرابعة من أماسي مهرجان المسرح العربي في الدوحة، وذلك من خلال مسرحيتن هما “تمارين في التسامح” وهي عن نص وشعر عبد اللطيف اللعبي، وقد أعدها وأخرجها محمود الشاهدي لفرقة “نحن نلعب” المغربية، ومسرحية “صهيل الطين” وهي من تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري لمسرح الشارقة الوطني .

 

 

تعرض مسرحية “تمارين في التسامح” التي قدمت على مسرح كتارا في الدوحة شخصيات تمثل شرائح مختلفة من المجتمع، وتبرز في قالب ساخر التناقضات الاجتماعية المعششة في المجتمع، وذلك عبر لوحات أدائية جمعت بين فنون عدة، منها الموسيقا حيث لم ينقطع العازفان الموجودان على الخشبة عن مداعبة أوتار آلتيهما الموسيقيتين طيلة العرض الذي استمر أكثر من ساعة، فقد تخللت العرض لوحات راقصة بأداء فردي وجماعي، وكذلك استخدم المخرج فن الحكواتي في تقديم بعض الشخصيات لنفسها، حيث تروي حكايتها بأداء تمثلي كأنها حكواتي محترف، وكذلك حضر الشعر فقد بني العرض في الأصل على أشعار عبداللطيف اللعبي، كما كانت هناك مقاطع مسجلة من قصائد هذا الشاعر باللغة الفرنسية تمت ترجمتها على شريط معروض .

 

لم يجد محبو الدراما في عرض “تمارين في التسامح” مبتغاهم لأن هذا العرض يقوم على نوع من اللعب المقصود، الذي يركز على التجريب ويسعى لمزج الأشكال الأدائية جميعاً في قالب واحد، ومهما تكن دعوى المخرج من السعي إلى طرح الأسئلة وتحفيز المتفرج للتفكير والبحث عن الأجوبة، فإن العرض لا يستطيع أن يتجاوز كونه نوعاً من اللعب الذي بلغ حداً من الإفراط جعل الممثلين يشركون القاعة معهم بشكل مفتعل وغير مقنن من خلال فتح باب الأسئلة الموجهة للشخصية “التي تمثل الملك” .

 

أما مسرحية صهيل الطين التي عرضت في مسرح قطر الوطني فتتناول الصراع الأزلي بين إرادة التحكم والسيطرة المتجذرة في الإنسان والتي تجعله يريد أن يسيّر كل شيء حسب ارادته .

 

يقدم الصراع من خلال شخصية الأب ويؤديها الفنان أحمد الجسمي الذي سخّر ابنته “حنان المهدي” لتصنع له التماثيل الجميلة التي يدخلها في النار ليخرج منها الماء رمز الحياة والإرادة، فتكون طيعة بيده ويوجهها كيف يشاء، وظلت الابنة منذ صغرها تحلم باليوم الذي تشكل فيه تمثالها الخاص بها “رمز تحررها”، حتى لا يتحكم فيها والدها فيمنعها ذلك من التحرر، وبعد صراع طويل تنجح في صناعة تمثالها، وبذلك تهزم أباها “رمز السيطرة والدكتاتورية” .

 

جمعت المسرحية بين الأداء المتميز للممثلين جميعاً، بدءاً بالفنان أحمد الجسمي والممثلة حنان اللذين تقمصا الدور باحترافية كبيرة، ثم مجموعة الممثلين الذين جسدوا صور التماثيل عبر وضعيات متعددة، إلى جانب السينوغرافيا والموظفة جيداً لتعطي الجو الفانتازي للأحداث .

الدوحة – محمد ولد محمد سالم:

http://www.alkhaleej.ae


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *