صالح زعل.. التمثيل مسؤولية وواجب وطني

يرى أن الشباب بحاجة إلى فرصة ودعم من المخرجين –


الفنان صالح زعل الفارسي من أبرز الفنانين العمانيين الذين سعوا إلى تطوير المسرح والدراما في السلطنة، كما قدم أعمالا مسرحية ودرامية كثيرة عرفت النجاح على مستوى منطقة الخليج العربي.
عاش زعل فترة من حياته في دولة الكويت ثم عاد إلى السلطنة، والتحق بوزارة الإعلام وتم تعيينه كمذيع في الإذاعة، ويعتبر من مؤسسي الدراما العمانية ومن الأعمدة الأساسية في مجال الفن، وقد عمل مع زملائه على تطوير وبناء ركائز الفن الحديث بالسلطنة من خلال ترسيخ فني المسرح والدراما.
وفي لقاء لمرايا معه أشار صالح زعل إلى أن بدايته في المسرح كانت في عام 1974، وذلك عند تأسيس أول فرقة مسرحية وهي فرقة مسرح الشباب، وفي عام 1980 تم إشهار الفرقة وانضمت إلى وزارة الإعلام، وتبنتها الوزارة وأصبحت تمارس نشاطها بشكل رسمي من خلال الوزارة. وقال زعل إن الإمكانيات في تلك الفترة لم تكن متوفرة بشكل تام بالنسبة للفرقة كشباب مؤسسين لها، كما بذل العاملون بالفرقة جهودا ذاتية كبيرة ومتواضعة من أجل نجاحها، ولم تكن تلك الجهود تعطي التقدم في تأسيس الفرقة من خلال الدعم المادي والمعنوي، فوقوف الوزارة مع الفرقة من أبرز الخطوات التي أدت إلى تطور أدائها.
وبالنسبة لانطلاقته الحقيقية في مجال الدراما التلفزيونية أوضح زعل أنها كانت في عام 1979 في فوازير “أمثال شعبية”، وفي عام 1981 شارك في مسلسل “الشايب خلف”.
واضاف: أن الأعمال كانت متواضعة وذلك لقلة الكوادر الفنية، بالإضافة إلى قلة الإمكانيات، حيث عمل الكادر على إثراء الدراما الكوميدية ووضع قاعدة جيدة للدراما العمانية في تلك الفترة، كما واجهت الدراما صعوبات وتحديات أكثر من الصعوبات التي تواجهها في الفترة الحالية، حيث وضعت خططا مدروسة لتلافي المشاكل وتخطي الصعوبات، كما هدفت إلى تأسيس كادر قادر على تطوير الأعمال الفنية خلال الفترة القادمة.
الأعمال القديمة
وأضاف زعل قائلا: إن الأعمال الفنية القديمة تركت بصمة كبيرة، وقد يكون قلة القنوات الفضائية سببا من الأسباب وجود اعمال لا تنسى، حيث اكتسبت تلك الأعمال إقبالا أكبر من الجمهور، وتضمنت مواضيع تلامس الواقع والمجتمع في تلك الفترة، فقد ناقشت قضايا قريبة من المجتمع، والدراما الكوميدية كانت تطغى على بقية أنواع الدراما في ذلك الوقت خصوصا في البدايات الأولى للدراما العمانية، حيث كانت بدايات جيدة، أما في الوقت الحالي فقد اختلفت الظروف عن السابق من جميع النواحي سواء من ناحية الإمكانيات والعناصر المشاركة، كما كثرت الأعمال عن السابق حيث كانت الأعمال سابقا موسمية ويتم إنتاج عملين تقريبا، أما الآن فالدراما تغيرت في حركتها، وتوفر الإنتاج بشكل أكبر حيث كثر أعداد الشركات الإنتاجية.
المشاركات الخليجية
ويقول الفنان صالح زعل إن أول مشاركة له بالدراما الخليجية كانت في عام 1988، وذلك من خلال مؤسسة البرامج المشتركة، كما شارك في عدة برامج خليجية متنوعة المواضيع، وكانت هذه المشاركات في تلك الأيام غير واضحة بسبب قلة القنوات الفضائية، حيث كانت تبث في قناة الكويت وبعض الدول الخليجية الأخرى، ثم قل مستوى نشاط مؤسسة البرامج المشتركة وأصبح محصورا على برامج معينة وابتعدت عن الدراما.
وعن مسلسل “غصات الحنين”، وهو أحد الأعمال الفنية التي شارك بها من خلال إحدى المؤسسات الفنية الكويتية وعرض في 30 حلقة، بشير زعل الى أنه قدم دور الشخصية الخليجية التي تغربت وعاشت في الهند، فأصبح رجلا مؤمنا بتخليص ومساعدة الخليجين في الهند، وقد استغرق العمل بالمسلسل في دولة الهند مدة شهرين، وكان من إخراج عبدالعزيز المنصور، كما شارك في المسلسل عدد من كبار الفنانين الكويتيين مثل حسين المنصور ومحمد المنصور، وهدى الخطيب وسالم بهوان، ومجموعة كبيرة من الفنانين، وتم عرضه قبل 7 سنوات.
وخلال العام الماضي شارك زعل في العمل الدرامي “ما نتفق” بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي عرض على مدى 60 حلقة بمشاركة عدد كبير من ممثلي الدول الخليجية، وتم بثه على قنوات مختلفة ولاقى رضى واستحسان الجمهور.
وأشار إلى أن سبب قلة مشاركاته الخارجية يعود لكثرة العنصر الرجالي بالخليج، فالمشاركات الخارجية بحاجة أكثر إلى العنصر النسائي، وكما هو ملاحظ فأن الفنان إبراهيم الزدجالي هو العنصر الرجالي الموجود خارج السلطنة بشكل دائم، بينما العنصر النسائي مثل فخرية خميس، وشمعة محمد وبثينة الرئيسية، ووفاء البلوشية يشارك بعدد أكبرمن الأعمال فعند الضرورة قد يلزم أن تكون هناك مشاركات من العنصر الرجالي من السلطنة لأداء بعض الأدوار المناسبة التي يجيدها الفنان العماني.
أحب الأدوار
وعن الأدوار التي يحب يقديمها للجمهور أوضح صالح زعل أنه لا يوجد دور معين يفضل أداءه سواء في المجال الكوميدي أو المجال التراجيدي، وفهو يحب أن يؤدي أدوارا مختلفة في أعمال مختلفة بحيث تضيف قيمة فنية مميزة، ومن خلالها يستطيع إعطاء الأدوار حقها وتحقيق النجاح في المسيرة الفنية.
وأضاف: إن الدراما العمانية اليوم تطورت عن السابق من حيث الانتاج وطرح المواضيع، والتقنيات الفنية من ناحية الإخراج والصورة، وتطور كبير في أداء الممثلين، فقد يكون التطور بطيئا ولكن توجد فروقات بين كل عام، فالأعمال الدرامية تتطور في كل عام عن الأعوام السابقة، وهو ما يسعى إليه المسؤولون وجميع المهتمين بالفن.
وأضاف : “في بدايتي لم أطمح أن يكون ادائي الفني مثل فنان معين أو أقوم بتقليد أحد الفنانين، ولكن كان هدفي هو الحرص على أن أكون ممثلا وأقدم عملا مميزا للوطن، وإحداث بصمة في الدراما العمانية، وبعد ذلك بدأت بالنظر إلى أن التمثيل يعتبر مسؤولية أكبر كواجب وطني”.
معهد للتمثيل
وأوضح زعل أن الشباب العماني لديه اهتمامات كثيرة من في مجال المسرح فقط ويحتاج إلى إتاحة الفرصة له، فلا يوجد ممثل لا يطمح لتقديم الأفضل سواءا كان في المسرح أو الدراما التلفزيونية، معربا أن المهرجان المسرحي الذي أقامته جامعة صحار كان يتميز بأداء جيد، وبكوادر طموحة للتطور في مجال المسرح وتعتبر كوادر واعدة، حيث تم عرض عروض بمستوى جيد بمحاولات بدايتها جيدة.
وأكد الفنان صالح زعل على ضرورة الاهتمام بالجماعات المسرحية في المنابر العلمية، وأهمية أن تقوم هذه المنابر بتخصيص أجزاء خاصة للمسرح وذلك لتطوير الحركة المسرحية، موضحا إلى أن هناك معهدا يقوم بتوفير دورات في مجال المسرح والاعلام، وهي دورات مبسطة وغير كافية، فالمجتمع بحاجة إلى معهد متخصص بالموهبة الدرامية ، حيث يقوم بعض المخرجين والممثلين بتقديم حلقات خاصة للمبتدئين، فكل مهرجان مسرح تصاحبه حلقات تساهم في خلق جيل جديد من الشباب.
وأضاف أن الشباب بحاجة إلى فرصة ودعم من المخرجين والمسؤولين، فهذا الجيل الواعد الذي سيستلم الراية مستقبلا بحاجة إلى اهتمام وتركيز لتطوير أدائهم الفني، متمنيا منهم عدم التسرع والانضباط والالتزام بالمواعيد.
كما يجب على شركات الإنتاج التعامل مع الشباب بكل مصداقية وامان، حيث توجد بعض الشركات التي لا تعطي الحقوق المادية للشباب، وهناك شكاوي كثيرة من قبل الشباب في ذلك، ويجب وضع بند معين لضمان حقوق الفنانين المشاركين، متمنيا أن تكون الأعمال القادمة عالية المستوى.

 

http://main.omandaily.om

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *