مهرجان دمشق المسرحي..ذكـريات النجـاح وقصص طريفة

لعل مهرجان دمشق المسرحي الدولي، أحد أعرق الفعاليات المسرحية العربية، وأهمها، ذلك على الرغم من عدم تضمنه أية جوائز تقليدية، ولكن المشاركة فيه، كانت بحد ذاتها، بمثابة جائزة مميزة يعتز بها المشاركون.ومن حسن حظي شخصياً، أنني دعيت إلى المهرجان مرات عديدة، وشاركت بشكل فعلي، في دورتين هامتين، كمخرج

للمسرحية الرئيسية – باسم دولة الإمارات، إذ كان لنا خلالهما، زملائي وأنا، شرف تحقيق نجاحات ظلت كمحطات تذكر في تاريخ منجز الدولة المسرحي.

 

كنت على رأس فريق مسرح الشارقة الوطني وكادر العمل في عرض «حكايتي الرجل الذي صار كلباً وبانجيتو» لأزفالدو دراكون، حين شاركت في دمشق المسرحي الدولي، للمرة الأولى، في عام 1984. وكان ذلك، عقب مشاركة إبراهيم جلال وفريق الإمارات، في المهرجان نفسه، نهاية السبعينيات من القرن الماضي، والتي مثّلت، آنذاك، مغامرة شبابية أصر جلال على خوضها مع شباب من أبناء الدولة، بهدف تحقيق حضور مسرح الإمارات في هذا المكان، كنوع من الانخراط وإثبات الوجود في الأنشطة الدولية المتخصصة.

وفي رؤى خططنا التحضيرية لمشاركتنا في المهرجان في دورته التاسعة، عام 1984، كان في ذهننا التركيز على التسلح بآليات ومناهج عمل جوهرية، تفضي إلى تجاوز ماهية المشاركة الأولى للإمارات فيه، فاعتنينا بتكثيف برامج تأهيلنا.. وهكذا أعددنا العدة لذلك، واقتدينا برؤى تجربة جديدة، بعد أن نظمنا معسكراً تدريبياً في مسرح الشارقة الوطني، كان يكثف الفريق، خلاله.

وبشكل متواصل، على مدار 12 ساعة يومياً، منوال وأشكال تجريبه وأعمال تطوير مهارات أعضائه. وحينها لم تك تقتصر أطر التأهيل على بروفات المسرحية، إنما كنا نتعداها، لنجعلها تطال تمارين رياضية تعنى بمرونة الجسد، وأيضاً مساقات تدريبية متخصصة بمهارات الصوت المسرحي وفنون الإلقاء، سعياً إلى تحسين قدرات الممثلين، والذين كانوا أربعة فقط، وهم: أحمد الجسمي، سيف الغانم، عبد الله مفتاح، أمينة القفاص.

وهؤلاء كانوا يقدمون أدواراً لـ 30 شخصية في المسرحية، خلال 75 دقيقة. ترأس وفد الإمارات إلى مهرجان دمشق المسرحي الدولي، الشيخ أحمد بن محمد القاسمي، رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، حينذاك، وضم الوفد: الدكتور يوسف عيدابي، يحيى الحاج، عبد الكريم عوض، مصطفى غزال، فريق العمل في «حكايتي الرجل الذي صار كلباً وبانجيتو»، عبد الإله عبد القادر، إضافة إلى عدد من المسرحيين، منهم: عبد الله الأستاذ.

واقع مخالف للواقع

لحظة وصولنا مطار دمشق الدولي، واجهتنا لافتة كبيرة جداً، ترحب بضيوف دمشق – عاصمة كل العرب، وما أن جلسنا في صالة الاستقبال، بينا كنا ننتظر استكمال إجراءات ختم الدخول على جوازات سفرنا، حتى ظهر ضابط برتبة ملازم، في موقع تحت اللافتة المذكورة: (دمشق عاصمة كل العرب)، وهو يصرخ بحدة:» إن هذا الوفد ليس إماراتياً»: (شو هاد.. هاي عراقي، وهاي مصري.

والتاني سوداني، والأخير فلسطيني). وأصر الضابط ذاك، والذي كان برتبة ملازم فقط، على أن لا يسمح بدخول من يمثلون تلك الجنسيات ضمن الوفد، إلى دمشق، كون العلاقات السياسية مع هذه الأقطار العربية، كانت متأزمة يومها.

وما كان من الفنان أسعد فضة، إزاء هذه الحال، إذ كان مديراً للمسارح في وزارة الثقافة، إلا أن سارع إلى وضع حد لذلك الضابط الشاب، فركز على لجم تصرفه، وتوجيهه بصيغة اعتراضية حادة، إلى عدم التعاطي معنا بهذه الصيغة. وفي خضم الموقف ذاك، ضحك الشيخ أحمد القاسمي، وخاطبنا مداعباً:(راح نرجع بالطيارة نفسها). وبدورنا، ضحكنا جميعاً، خاصة وأن اللافتة التي وضعت فوق رؤوسنا كانت ترحب بالعرب في عاصمتهم.

لم تك حلول مشكلتنا العويصة تلك، سهلة وفورية.. وبذا تأخر خروجنا من المطار، إلى أن تدخلت السلطات العليا مع الملازم الثائر ضد الجنسيات العربية، فأطلق سراحنا، وسمح لنا بالدخول إلى سوريا.

لا أدعي أبداً، أن شباب مسرح الشارقة الوطني، قدموا يومها عرضاً لـ «حكايتي بانجيتو والرجل الذي صار كلباً»، هو بمثابة الإنجاز النوعي في عالم المسرح، خصوصاً وأن كل ممثل فيها، كان يؤدي أدوار شخصيات عديدة، يقدمها بحرفية وإتقان، كأي فنان مخضرم، مازجاً بين التعبير الجسدي والإبداع الصوتي والحركي.

كما أن المسرحية ذاتها، تعبر في مضمونها، عن مدى سقف الحرية التي تتمتع بها الإمارات في هذا الشأن، وفوجئنا بأسئلة كثيرة تنهال علينا في الندوة التطبيقية، عن حدود حرية الإبداع في الدولة، وكان جوابنا في منتهى البساطة والصراحة، ومفاده أن الحريات في الإمارات أوسع من سقفها في أي بلد عربي آخر يدعي الحرية ويتغنى بشعاراتها. وكنا نلفت في إجاباتنا، إلى أن الفريق المشارك في العمل، مدعوم من قبل الدولة، لا بل يرأسه مسؤول على مستوى عالٍ في حكومة الشارقة.

إنجاز نوعي

عاد فريق مسرح الشارقة الوطني من دمشق، بعد مشاركته في مهرجانها المسرحي، عام 1984م، حاملاً معه عطر وفخر إنجاز نوعي حققته الإمارات، على صعيد الساحة المسرحية الدولية. وكان معنا نسخ من أعداد الصحف التي أشادت بالعرض، ورأت، حينذاك، أنه مثّل مفاجأة مهمة أمام عمالقة المسرح العربي.

عدنا، مرة أخرى، إلى خوض غمار تلك التجربة الإبداعية، بعد أن كنا قد اكتسبنا فيها خبرة كبيرة، تأتت بفعل مراسنا في مشاركتنا الأولى بالمهرجان، وما أنجزناه خلالها. وهكذا تشرفت أيضاً بقيادة فريق الإمارات إلى فعاليات الموسم المسرحي في سوريا، وهذه المرة كانت مع مسرح دبي الشعبي، في عام 1988.

وتكللت بفوز عرض مسرحية «رحلة حنظلة» من تأليف الراحل سعد الله ونوس، وتفوقها على كافة عروض الموسم المسرحي، آنئذ، ورشحت المسرحية بجدارة، إلى خوض تجربة مهرجان دمشق المسرحي الدولي في دورته الـ11، والذي كان في ذلك العام، غنياً جداً بمشاركات هي لمخرجين كبار استقدموا، خصيصاً، من قبل بعض الفرق، ولكنهم لم يحققوا الفوز أمام «حنظلة» دبي الشعبي، العرض الذي حاز على إعجاب وشهادة القائمين على المهرجان، من نقاد ومحكمين وغير ذلك.

دخول سهل

كان دخولنا دمشق هذه المرة، سهلاً جداً. فلم نواجه في استقبالنا، ضابطاً ثائراً يعتزم منع أبناء بعض جنسيات الدول العربية، المشاركين في المهرجان، من دخول سوريا. وكان اللافت، أننا فوجئنا بالراحل سعد الله ونوس، مؤلف «رحلة حنظلة»، ينتظر وصولنا عند استعلامات «فندق الشام»، بينا يبدو عليه القلق. وذلك كعادته في أوقات أو فترات اقتراب موعد عرض إحدى مسرحياته ضمن أي من الفعاليات. وفور مباشرتنا الحوار بشأن العمل، فاجأني بسؤال شديد الحساسية، يتعلق بفلسفتي في معالجة النص، وكان يدور تحديداً، حول نهاية المسرحية. ومفاده: «كيف أنهيت المسرحية يا عبد الإله؟».

حيرة شديدة

لا أخفي حقيقة أن سؤاله ذاك، أوقعني في حيرة شديدة، إذ كان النص المكتوب مرهوناً ومرتبطاً بآمال عديدة، ربما كان سعد الله ونوس، يتمناها أن تحدث، حين كتب النص. لكنني شخصياً، ومع معايشتي للمسرحية، وكذا اختباري الواقع العربي الذي عشناه ووعيناه جيداً( وأنا فعلياً، رجل مخضرم في هذا الصدد، إذ عشت ويلات وانكسارات وانهيارات أوطاننا، واحدة تلو الأخرى).

وجدت أن بصيص الأمل الذي رسمه سعد الله في نص العمل، ضاع في نفق مظلم لا يوجد نور في نهايته. وبناء على هذا الأساس، أجبته عن السؤال، في صيغة توخيت فيها دقة الاستعانة بكلمات منتقاة تسعفني في مبتغاي حول نمط عباراتي في الإجابة، إذ كنت أحب سعد الله كثيراً.. وأحترم رأيه ..

بل أحترمه شخصياً لما كان يمثله من رمزية تجربة إبداعية في كتابة النص المسرحي العربي. فقلت: «يا سعد .. لم أجد في نهاية النفق أنه ثمة ضوء.. اضطررت إلى حذف نهايتك التي فيها بصيص نور، وعمدت إلى استبدالها بنهاية معتمة هي الأخرى.. سامحني فهذا جزء من رؤيتي…».

نفث سعد الله ونوس دخان سيجارته، والتي أحرقت أصابعه فاستبدلها بواحدة جديدة .. ثم نظر إلي.. وابتسم .. ثم قال : «الآن .. أدخلت الاطمئنان إلى صدري، لم تذهب بعيداً عن رؤيتي.. فعلاً .. لا ضوء في نهاية النفق.. رغم أننا بشر يحدونا الأمل.. لكن مع الأسف .. لا أمل».

في أثناء تلك الزيارة إلى دمشق، جاءني، في اليوم التالي مساوماً، صديقي الصحافي: المرحوم (م. ع. ر)، ليخيّرني بين الدفع إليه هو ومجموعة من الصحافيين، أو تشويه مستوى عرض المسرحية، عبر الكتابة عنها بوجهة تقييم سلبي، حتى قبل عرضها. وشهد معي تلك الحادثة، لحظتذاك، عدد من المسرحيين، من بينهم، وعلى ما أذكر، الفنان أحمد الأنصاري. وكان ردنا على الصحافي المذكور نفسه، أننا واثقون بقيمة مستوى المسرحية وبتميزها، ولذا لن ندفع أي مبلغ..

وأتبعنا حديثنا ذاك بتوجيه كلمات تحد إليه، قائلين له بأن يذهب، هو ومن معه، فيخبطوا رؤوسهم بالحائط. ثم نقلنا الموضوع إلى الدكتوره نجاح العطار- وزيرة الثقافة، آنذاك، عن طريق الفنان أسعد فضة. فوجهت بدورها، الجهات المعنية، إلى المباشرة في التحقيق بالأمر. وبالفعل، وُجدت «مافيا» تضم عدداً من مدعي الصحافة، تمارس الضغوطات على الفرق الخليجية في هذا الخصوص، إلا أن تلك الفرق، وبمجملها، لم تخضع إلى الابتزاز في هذا القبيل.

ذكريات طريفة

وكان من بين ذكرياتي الطريفة، حادثة وقعت خلال البروفة الأخيرة لمسرحية» رحلة حنظلة»، في دمشق، قبل عرضها ضمن فعاليات المهرجان، تمثلت في إدراكنا قبل الشروع في البروفة، غياب الفنان سعيد عبد العزيز، والذي كان محالاً أن نستطيع التمرن على البروفة الختامية، من دون مشاركته..

وهكذا انتشرنا في أرجاء العاصمة، وأخذنا بالتفتيش عنه، فوجدناه وقد تاه وفقد بوصلة مسيره في حواري أسواق الصالحية. ولكن جهود البحث عنه، وقبل أن نجده، كانت مضنية ودقيقة، إذ كوّنا فريقاً توزع أعضاؤه بشكل مدروس، في أنحاء وحواري المنطقة المحيطة بمكان إقامتنا:

فندق الشام. وفي المناطق المجاورة للفندق.. هكذا عاد إلينا سعيد عبد العزيز، حينها، وأتممنا بروفاتنا في حضور هذا الممثل الجميل الذي طالما كان بمثابة ملح الحياة ورونق الابتسامة لفريقنا، وبدونه كانت تغدو الحياة ومعها أوقاتنا شتى، جافة عسيرة.. هكذا كان وبقي سعيد عبد العزيز، إذ جبل في تكوينه ومسيرته المسرحية، على خفة الدم والروح المرحة.

ومن جملة الطرائف، في تلك الفترة، والتي لعلها شكلت ما هو أهم من ضياع سعيد عبد العزيز، خوف الفنان محمد سعيد من التمثيل باللهجة السورية، والتي كانت، حينها، سمة مشهد كنت قد ابتكرته بغرض الكشف عن جشع بعض الحكام العرب، وكذا قسوتهم، وإمعانهم في قتل شعوبهم، والتنكيل بهم وحجب الحريات، علاوة على دمويتهم تجاه حركات التحرر.

وكان على كل ممثل أن يؤدي بلهجة عربية مغايرة: ( عراقية، مصرية، مغربية، سودانية، ليبية). وعليه، كان من نصيب سعيد أن يؤدي اللهجة السورية، كتجسيد دلالي رمزي على شخصية الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد. ولذا كان مرعوباً تتنازعه المخاوف. وفي قرارة نفسه، اعتزم أن لا يمثل باللهجة السورية، والتي كان قد أتقنها بنسبة مائة بالمائة، وعبر عن ذلك في حديثه إلي:

« ستقوم نجاح العطار بافتتاح العرض، فكيف يمكن لي أن أؤدي أمامها، دور شخصية حافظ الأسد، فربما يفعلون شيئاً لي؟». فأجبته:» لا تخف يا محمد.. ستكون أول من تصافحك الدكتوره نجاح العطار، حتى تبعد الشبهة عن الرئيس حافظ الأسد، وستشد على يديك، وهو أسلوب تتبعه السلطات لإبعاد الشبهة عنها في مثل هذه الحالات».

قناعة على مضض

اقتنع محمد سعيد بما قلته، على مضض. وحين كان على المسرح، نسي خوفه، وأبدع مثل عادته، كممثل من الدرجة الأولى، يعرف كيف يلعب على الخشبة. وبالفعل، صعدت العطار في ختام العرض، إلى خشبة المسرح، وطفقت تفتش عن محمد سعيد لتشد على يديه وتثني على إبداعه المسرحي باللهجة السورية، وفعلت ذلك وهي تبدي له استغرابها، بل إعجابها، بمدى إتقانه اللهجة، مع جمالية عكسها في الأداء.

كانت مسرحية «رحلة حنظلة»، من أهم عروض مهرجان دمشق المسرحي الدولي، في عام 1988، وكان موعد العرض قد حدد في الثلث الأخير من أيام المهرجان، والذي لم تلق مسرحياته المتعددة آنها، رضا النقاد أو الجمهور، حتى جاء عرض مسرح دبي الشعبي مع «رحلة حنظلة»، فقلب التصورات والآراء في هذا الصدد. وأجمعت الصحف.

وكذا النقاد والندوة التطبيقية، على أن هذا العرض الإماراتي، أسعف المهرجان في تلك الدورة، وحمى عروضه، في مشهدها العام، من حكم السقوط. وبذا، رأى الجميع أن» رحلة حنظلة»، مثّل إنفاذاً لمستوى المهرجان.

وأود الإشارة في هذا الصدد، إلى أن كتاباتي عن «رحلة حنظلة»، حول دورها كمحطة أساسية وانتقالية إبداعية في تاريخ عروض المسرح في الإمارات، ليست من قبيل المبالغة، فما أثبتته عبر التجربة، وما برهنته في نتائج وحصيلة مشاركاتها ضمن المهرجانات العربية والإقليمية والدولية، أكبر دليل عملي على سمات جودتها وحرفيتها وقيمة مضمونها، ورقي رسالتها.

ولابد أن أذكر أيضاً، وللتاريخ والحقيقة، أن مهرجان دمشق المسرحي الدولي، كان من أهم نوافذ الحياة المسرحية العربية.. كما أن سوريا مثلت مصدراً لأفضل مجلة متخصصة في المسرح: « الحياة المسرحية»، خاصة في الفترة التي تولى سعد الله ونوس رئاسة تحريرها، وكانت تعد مرجعاً أساسياً لجميع المسرحيين. وتميزت بما كان ينشر فيها من نصوص عربية وأجنبية، ذات مستوى جيد. إضافة إلى تغطيتها جميع فعاليات وأخبار المسارح العربية كافة.

طبعاً، هناك المزيد من الأحداث في هذا الجانب، إلا أنه لا يتسع المكان هنا في هذه الصفحات، للتمادي في سردها.. ولعلنا نعود، في مرة أخرى، لنفعل ذلك، ونكون مع غنى مكنون الذاكرة وهي تحكي عن ما في جعبتها من قصص عن مهرجان دمشق المسرحي الدولي.

محطة أساسية

كتاباتي عن «رحلة حنظلة»، الخاصة بدورها كمحطة أساسية وانتقالية إبداعية في تاريخ عروض المسرح في الإمارات، ليست من قبيل المبالغة، فما أثبتته عبر التجربة، وما برهنته في حصيلة مشاركاتها ضمن المهرجانات العربية والإقليمية والدولية، أكبر دليل عملي على سمات جودتها وحرفيتها وقيمة مضمونها، ورقي رسالتها.

المصدر:

  • عبد الإله عبد القادر

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *