مهرجان مسرح الطفل بخميستي
وردة المحبة من سيدي بلعباس و”الثعلب الماكر والأطفال الصغار ” من الجلفة
تحققان الفرجة
نعمان وغباء مرجان من تيارت تعالج موضوع البيئة
تتواصل فعاليات مهرجان مسرح الطفل ببلدية خميستي بتيسمسيلت ،تحت شعار ” المسرح ثقافة الأجيال ” ، والمنافسة تكشف يوما بعد يوم عن مستوى العروض ومدى جديّة كل فرقة أو جمعية في تحقيق التفاعل ، الفرجة والتميّز .
يوم متجدّد آخر من المنافسة وعلى مرأى من لجنة التحكيم التي ترأسها الأستاذة ” برمانة سنية سامية ” ، والأستاذ ” زموري سمير ” عضوا ، كان الموعد مع عرض
“نعمان وغباء مرجان ” لجمعية الأمل للنشاطات الشبانية من ولاية تيارت ، العرض في بدايته عرف اطنابا وتكرارا الأمر الذي أسهم في انقطاع التواصل والتفاعل مع الجمهور ، مع بعض الهفوات ، ومع ذلك فقد طرح العرض موضوع النباتات وضرورة الاهتمام بها ، في ضوء معالجة البعد البيئي بشكل تربويّ وتعليميّ.
ثاني العروض كان من توقيع جمعية مسرح الشباب والطفل من سيدي لحسن ، سيدي بلعباس بعنوان ” وردة المحبّة ” ، عرض حقّق تفاعلا أكبر مع جمهور خميستي الذي تابع محطات وتفاصيل العرض باهتمام وشغف بالغين ، بخاصة وأن العرض في حقل مسرح العرائس تقنية الطاولة ، ومن حيث الايقاع الخاص والعام حقق التناغم المطلوبين .
” وردة المحبة ” جمعت بين المتعة البصرية ، المشهدية وبين المتعة الذهنية والروحية للمتلقي من حيث التوظيف السينوغرافي ، اعتماد الايقاع المطلوب بين مجموع الممثلين وبين الأداء الذي كان متّزنا ، الصراع بين الخير والشر كان موضوع العرض المسرحي ، صراع بين مجموعة حيوانات بغابة ، تلكم الأخيرة التي تحوي وردة المحبة التي تحافظ بدورها على توازن ، سلامة الغابة وجمالها ، الى أن تتمّ سرقتها من لدنّ التنين ، حينها تجتمع حيوانات الغابة للبحث عن سبيل ناجع لتحرير وردة المحبة واعادة الحياة الى الغابة ، مهمة الانقاذ التي لن تكون بالهيّنة استدعتهم الى الاستعانة ببطل من قرية مجاورة الذي وافق على القيام بمهمة الانقاذ ، ومن هنا بدأت رحلة المغامرات الشيّقة ، والمفاجآت التي اكتشفها الجمهور خلال فترة العرض حيث تابعه باهتمام وتفاعل مع كل محطّاته .
عرض ” وردة المحبّة ” حقّق الفرجة المطلوبة لجمهور متعطّش ، كشف عن قدرات الممثلين في تحريك الدمى ، عن مستوى الأداء من حيث توظيف الدمى والقاء النص في شكل حكايته الحبلى بالمغامرات ، التفاعل الأكبر تمخّض عن عنصر التشويق ، الايقاع المدروس وحقّق ردود الأفعال لدى المتلقّي ، الخدع المسرحية بسينوغرافيا العرض استقطبت اهتمامه أيضا ، عنصر التغريب كان له دوره البارز ، عناصر الاضاءة والتوافق والتناغم بين الممثلين عكس بدوره مستوى العرض وترك انطباعا جيدا لدى جمهور خميستي .
عرض ثان ضمن رزنامة مهرجان مسرح الطفل حقق الفرجة ، ألا وهو عرض
” الثعلب المحتال والأطفال الصغار” لجمعية الاشراق الثقافية ، جمع بين دقّة الأداء وتوصيل فكرة العرض ، كانت به الشخصية الرئيسية بالعرض ، وكانت مثال البنت العنيدة التي لا تستمع الى كلام الأم ، الى أن تجد عفريتا وتحرره من قارورة ، لتكتشف أن ذلكم العفريت تمّ احتجازه بسبب عصيانه ، كان بالعرض تسلسل منطقي من حيث البناء الدرامي والفعل الدرامي ، كشف عن أبعاد نفسية وأخرى تربوية هادفة .
القصة تمحورت حول البنات ومغادرة الأم للبيت ، في توصية صارمة منها أن تبقين بالبيت ولا يغادرونه ولا يفتحن لأي غريب ، لكن الثعلبي وثعلوبة كانا ماكرين جدا ، وتمّ خداع البنت بقصة الأكسورات وتمّ اختطافها ، وبمجرّد عودة الأم تمّ حبك حدث متجدّد ضمن تحضير خطة محكمة الدقّة لتحرير البنت .
الديكور بعرض الجلفة كان ديكورا غائيا ، تماشى ولوحات العرض ، تمّ تحقيق الفرجة والمتعة الفنية من خلاله ، ومن خلال أداء الممثلين المتناسق لإيصال رسائلهم التعليمية والتربوية الهادفة والتي تفاعل معها الجمهور واستوعبها حسب مستويات التلقي لدى كل طرف .
وعليه ، تبقى نافذة المنافسة مفتوحة بمهرجان خميستي ، لاكتشاف آخر العروض المبرمجة ضمن جدول المنافسة ، والأجمل أن بهته الدورة يتمّ لقاء عقب كلّ يوم من العروض ، لتكون الأمسية الليلية مخصّصة للنقاش والوقوف عند مزايا وهفوات كل عرض ، فتحا لمجال الحوار وتحقيق التفاعل الهادف فنيّا في حقل أبي الفنون .
بقلم : عباسية مدوني- سيدي بلعباس- الــجـزائــر