د . صبري حافظ: من الصعب المقارنة بين المسرحين العربي والعالمي

 

لدى سؤاله عن الذي قدمه المسرح العربي المعاصر بالقياس مع المسرح العالمي يرى الباحث والأكاديمي المعروف المقيم في لندن د . صبري حافظ أنه من الصعب المقارنة بين ما يدور هنا والمقصود المسارح العربية وما يحدث في بقية العالم في أوروبا وفي لندن على سبيل الخصوص، ويقول ”أنا أتردد بانتظام على مهرجان أفينيو في فرنسا، وأتابع ما يدور هناك، ومن الصعب المقارنة، لأننا نقارن بين سياقين مختلفين في بلورة العمل المسرحي”
ويوضح د . صبري حافظ أن ثمة سياقا مفتوحا حرا تكون في تاريخ المسرح الأوروبي وتراكم من خلال الخبرة، ومن خلال التقنيات الجمالية المختلفة، وهناك سياق آخر متغير ويعاني كافة أنواع ومصادر التحريم المختلفة، لذلك لا بد من التعامل مع كل مسرح في سياقه التاريخي والاجتماعي كما يؤكد د . صبري حافظ لأن المسرح من وجهة نظره من أكثر أشكال الفنون اجتماعية، فهو عمل جمعي يشارك فيه المجتمع بأكمله، ومع كل الرؤى التي بلورها هذا المجتمع سواء في القصة أو الرواية أو التشكيل والغناء والسينما وفي المجالات كافة .
وحول توصيفه للحال المتردي الذي وصل إليه المسرح العربي، وما إذا كان السبب منوط بمنتجي العمل الفني والثقافي أو له علاقة بالسياسات الرسمية العربية يؤكد د . حافظ أن طرح الأمر بهذه الصورة فيه نوع من الاستسهال الذي يريد أن يلقي باللوم على الجانب السياسي، فالقمع السياسي من وجهة نظره يمكن أن يكون أحد محفزات المسرح ويخلق استراتيجيات وشفرات درامية قادرة على توصيل الرسالة الدرامية بالرغم من كل أشكال التحريم السياسي، ومن أجل زعزعة الاستبداد نفسه وخلق وعي مغاير ونقدي، لأن المسرح كما يرى د . حافظ هو أحد أدوات النقد المهمة في أي مجتمع، وهو القادر على طرد كل سلبيات الجانب السياسي وطرح الرؤى البديلة والتقدم بالمجتمع إلى الأمام .
كانت للدكتور حافظ مداخلة في أيام الشارقة المسرحية حول (المسرح العربي والعالم) ركز فيها على المسرح العربي وبريطانيا، وطرح فيها مجموعة من الأسئلة حول حضور هذا المسرح في الدراسات والأبحاث الغربية، وتناول أسئلة تتعلق بمقومات المسرح العربي ليكون حاضرا في المشهد الغربي، ومما أوضحه في هذا السياق أن من الظلم والمغالطة مطالبة المسرح العربي الحديث، بأن يقدم للمسرح الغربي أي جديد على صعيدي المنطلقات الدرامية لا سيما أنه بدأ قبل قرن ونصف من الزمان محاكيا للمسرح الغربي، ومن جهة أخرى بسبب عراقة المسرح الغربي وتاريخه الطويل، وتمكنه من أدواته ورؤاه ما يضعه في مصاف المسارح الراسخة والمؤثرة في العالم .

 

 

الشارقة – عثمان حسن:

http://www.alkhaleej.ae/vvvv

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *