«أوفيليا لم تمت».. مسرحية مغربية عمرها 45 سنة تعود مجددا إلى الخشبة

يفاجئ الفنان المسرحي والسينمائي المغربي نبيل لحلو، من حين لآخر، الجمهور والنقاد والفنانين بركوب المغامرة والاختلاف والمغايرة. وفي هذا الإطار، تأتي عودته إلى عمل مسرحي كتبه قبل 45 سنة، وقدّمه من قبل في خمس صيغ إخراجية. يتعلق الأمر بمسرحية «أوفيليا لم تمت» التي سيقدمها «مسرح نبيل لحلو» مساء يومي الأربعاء والخميس 16 و17 كانون الأول/ديسمبر في مسرح محمد الخامس في الرباط، وستؤدي الممثلتان صوفيا هادي ونادية نيازي دوري «هاملت» و»ماكبث» باللغة العربية.
بدأ تعامل لحلو مع نصه هذا عام 1970، حيث تناوب على أداء هاملت ـ على التوالي ـ كل من جوزيان بن نعيم وميشيل دومولن وعباس ابراهيم، فيما أدى نبيل لحلو دور ماكبث. وفي سنتي 1987 و1999 أسند الدورين إلى الممثلتين: صوفيا هادي وأمل عيوش. ومنذ تقديمها قبل أكثر من أربعة عقود، حظيت المسرحية بتعليقات كتاب ونقاد وصحافيين ممن أثنوا عليها، فكتب الطاهر بن جلون في نشرة جمعية طلبة شمال إفريقيا أوائل السبعينيات: «نحن مستدعون للسماع الى مونولوغ وغضبة بأصوات عديدة، تتطرق إلى الفساد الاجتماعي والسياسي والديني وإلى العنصرية والمنظمات السياسية الوطنية والدولية والإيديولوجيات الثورية الفاشلة…» كما كتب خالد الجامعي في صحيفة «لوبينيون» (الرأي): «هاملت وماكبث، شخصيتان مسرحية أوفيليا لم تمت، ما هما في الواقع سوى رجل واحد، وهذا الرجل هو نحن. انفصام عبر صرخة التمرد والاستقالة. والتأرجح بين هذين النقطتين يشكل محنتنا وإدانتنا ويعدمنا إلى الشلل.». ومما جاء في مقال عبد الجبار السحيمي بصحيفة «العلم»: «… وكأن نبيل لحلو يقول لنا: لن أعطيكم الفرجة هذه لليلة. هذه الليلة سأعطيكم الألم، وسأحاول أن أجعل ليلكم يطول ومعه ألمنا. لقد مات موليير. فلتعش أوفيليا».
كما نشرت صحيفة «لوموند» مقالا لكوليت كودار مما ورد فيه: «أوفيليا لم تمت، رجلان ينتظرانها. ممثلان، أو بالأحرى ممثل واحد يتكلم بصوتين. إنه ينتظر أوفيليا كما ينتظر أن يستطيع أن يقوم بعمله بكل حرية في بلد حر. يحكي ويصرخ عجزه بكل ألم و حب مرفوض. نبيل لحلو صادق ومواهبه واضحة».
وأكد رشيد بوجدرة في مقاله بجريدة «لوبينيون» أنه «بعد أوفيليا لم تمت، لم يعد لدى بعض الكتاب المسرحيين من شمال أفريقيا الحق ليقدموا لنا نصوصا مسرحية أكل الدهر عنها وشرب. إنه بالتأكيد تاريخ جديد يمثل قطيعة مع الأعمال لمسرحية التقليدية للدراماتورجيا العربية. وعبر عبد الكريم كابوس بصحيفة «الصباح» التونسية عن انطباعه قائلا: «لم أر أبدا عملا مسرحيا بلغ الكمال مثل أوفيليا لم تمت. ـوفيليا لم تمت ستبقى شاهدا جديدا على المسرح العربي الذي سوف لم يمت أبدا».
وكتبت زكية داود في مجلة «لاماليف»: «يظل النص قويا جدا وعنيفا جدا. لم يفقد شيئا كأنه كتب اليوم تحت الغضب والتخويف والمخاوف. هذه المسرحية التي ألفت سنة 1968 أصبحت ظاهرة مجتمع. منذ 1965 ونبيل لحلو يحارب الظلامية و التطرف والفساد والاستبداد الذي يقتل الأحلام والآمال. بعد 23 سنة على كتابتها تبقى أوفيليا أقوى من ذي قبل.» وسجل إدريس كسيكس في مقاله في أسبوعية «لوجورنال» ما يلي: «في إخراج نبيل لحلو الجديد لنصه الممتع ، أوفيليا لم تمت، اختار أن تلعب دوري هاملت وماكبيت الممثلتان: صوفيا هادي بأدائها الجميل والسلس، وأمال عيوش بنظراتها الموحية والمثيرة… وكأنه أراد أن يعطي من خلال أنوثتهما للرجولة الملتبسة والتعب الوجودي لشخصيتي العرض المسرحي حساسية أكبر. وكأنهما يجسدان أكثر من ذي قبل رهافة النص وتلاعباته اللفظية والمجازية».

الطاهر الطويل

http://www.alquds.co.uk/

 

 

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *