هايل المذابي : مسرح الأكشن!

مسرح الأكشن!

هايل المذابي

كنت قد طرحت موضوعاً للنقاش في منشور على صفحتي الشخصية في الفيس بوك و تساءلت فيه عما سميته بمسرح الألعاب القتالية الرياضية و حكيت تجربتي فيه التي قلت فيها 🙁 في عام 1996- 1997 كنت لاعباً في لعبة التايكوندوا وحاصلاً على الحزام الأسود وقد توجب علينا حينها تقديم عرض مسرحي مدته بين 25 دقيقة إلى 30 دقيقة من خلال حركات هذه اللعبة القتالية في مركز الدراسات والبحوث بصنعاء. وملخص العرض المسرحي الذي قدمناه يومها هو القضية الفلسطينية وما تواجهه من مؤامرة، وتم اختياري لدور البطولة في العرض. وضعت على كتفيّ الشال الفلسطيني بعد أن ارتديت بدلة التايكوندوا للتمييز، ووضع البقية اعلام لدول أخرى أجنبية هم أعداء فلسطين ثم يهاجموني بحركات تسمى بالكورية – موطن لعبة التايكواندوا – ” سفن كورجيه” وهي حركات قتالية يتم تصميمها و تشبه تصاميم الحركات القتالية في عالم السينما الذي يستمدها دائما من هذه الألعاب و هي مرتبة بطريقة واحد اثنين ثلاثة التعليمية وبالطبع كان يجب أن تنتصر القضية الفلسطينية وتلك كانت المعجزة فرغم صغر سني وحجمي وكبر الأعداء الذي يهاجمونني إلا أنني أتغلب على الجميع بما أمتلكه من عزيمة وقوة.
ما  أود طرحه من تساؤل : لماذا لم أجد في الكتب إلتفاتة من النقاد والمنظرين المسرحيين حول مسرح اللعبة؟).
و حول هذا وضح الأستاذ المسرحي اللبناني القدير فائق حميصي عن ذلك بالقول أنه يتم اختبار الطلاب في المعهد المسرحي في هذا باشراف ابطال معروفين في الالعاب القتالية ضمن المقرر الذي يدرس لهم في المعهد و لا يسمح بذلك خارج المعهد أبداً..
أما الأستاذ القدير غنام غنام فأفاد بأن الفنان فؤاد نجم قد احتوى لعبتي الكارتية و التايكوندوا و استخدمهما في بعض العروض المسرحية التي قدمت في الأردن و لأن المسرح لعبة فلا نستطيع تسميته بمسرح اللعبة ..
اتفقت معهما في ذلك و استفدت بما قيل و فكرت في التسمية و خلصت إلى إمكانية تسمية هذا اللون بمسرح الأكشن..
الموسيقى و الرقص بالاضافة إلى الديكور و السينوغرافيا هي عوامل مساعدة تساهم في اكتمال العرض المسرحي و هي تشبه تأليف الجملة المفيدة في قوانين اللغة و يمكن اعتبارها أفعال مساعدة تصنع الجملة و تساءلت لماذا لا يكون مسرح الأكشن هو الجملة المفيدة التي تصنعها باقي الأدوات التعبيرية كالموسيقى و ما إلى ذلك..!
أتصور المسرحية التي تعرض كفيلم سينمائي و لكن على خشبة المسرح أي بشكل مباشر لا عن طريق مؤثرات بصرية أو خدع سينمائية و بدون اسراف في العنف سنجد متعة حقيقية ستشكل فارقا هائلا في تاريخ المسرح و تطوره لأن الألعاب القتالية تحتكم إلى أنماط محددة لو استطعنا تحريرها منها و تطويعها في المسرحية بطريقة مقبولة و معقولة لتضائلت حصة السينما جماهيريا أمام هذا الفتح العظيم الذي سيبادر به المسرح لأن هذه العروض على الأقل ستنطوي على الكثير من الصدق و الواقعية و هذا ما تفتقر إليه سينما الأكشن..
بلا شك ستعتبر هذه نقلة نوعية حقيقية للمسرح و تلبي ضروريات التغيير و التجديد فيه و الذي يحتاج إلى جرأة كهذه..
الأستاذة شادية زيتون دوغان كان لي حظ في نقاش الموضوع معها و أفادت بضرورة عدم الاخلال بالاصالة الجوهرية للعرض المسرحي..
كنت سأقول حتما ما قلته من أن ضرورة وجود القيمة الإنسانية في أي عمل فني حاجة ملحة لتحقيق أمرين الأول هو الرسالة الفنية التي يحتويها العمل الفني و الآخر هو الخلود لهذا العمل الفني الذي يتحقق بالقيمة الإنسانية بكل تناقضاتها ..
ربما بالامكان القول أن حدوث هذا و تحقق مسرح الأكشن هو أمر في غاية الأهمية فهو تطوير و تحديث يحتاج إلى جهود ليتحقق و لكنه إذا لم يتحقق كما قد يفكر البعض فلن يكون هناك أي مشكلة.. !!
ربما نعم ستكون الإجابة القاصرة التي لا يرى أصحابها إلى أبعد من مواطئ أقدامهم لكن الرؤية المستقبلية ستجعل ضرورة هذا التغيير أو نسميه التجديد و التحديث حتمية لأن عدم تحقق ذلك سيشكل فجوة لن يتمكن الجيل اللاحق ردمها مثلما كان سبب تخلف العرب عليماً و فنياً و ثقافياً تلك الفجوة التي بدأت في القرن الثاني عشر و استمرت حتى اللحظة..

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *