نزهة فى ارض المعركة / محمد بهجت

المصدر / الاهرام / نشر محمد سامي موقع الخشبة

أحيانا تكون الحرب هى الطريق الوحيد للعزة والكرامة واسترداد الحق ومقاومة الشر مثل حروب الجيش المصرى عبر تاريخه بداية من مقاومة القائد أحمس للمستعمرين الهكسوس وحتى العملية الشاملة ضد الإرهاب سيناء 2018 .. ولكن فى أحيان أخرى يصنع العداء صنعا وتشتعل حروب مدمرة دون أسباب منطقية وعن هذه الحروب المصطنعة كتب فرناندو آربال رائعته نزهة فى أرض المعركة والتى أخرجها أحمد فؤاد على مسرح مركز الهناجر للفنون

ضم العرض مجموعة من المبدعين الشباب يتقدمهم أحمد السلكاوى فى دور الأب المتفاخر بماضيه العسكرى ومروة رضوان فى دور الأم المهووسة بالنظام والنظافة والساخطة على زوجها الممل الثرثار ويتناول العرض عبثية الصراع الدموى الذى لا يفيد البشرية بشئ والذى يقوم على زرع الكراهية والحقد على الأخر ووصفه دائما بأبشع الصفات ونزع الإنسانية من كل تصرفاته حتى يسهل قتله دون تفكير.. وعندما يقوم أحد الجنود بأسر جندى من الأعداء يكتشف كل منهما كذب الحكايات العدائية التى سمعها عن الآخر .. ثم يتضح لهما مدى التشابه الشديد فى الطباع والميول وتشاء الصدفة أن يقوم أقارب الجندى المنتصر بزيارته فى أرض المعركة فى تصور خيالى عبثى ويشاركانه فى التعامل مع الأسير وبمرور الوقت يتعاطفان مع ذلك الأسير المهذب القريب فى الطباع من ابنهما وتكون المشكلة هل يستمر الجنديان فى إراقة الدماء أم يتجهان لهوايتهما المفضلة فى صنع الملابس من التريكو؟ وهى هواية يغلب عليها الطابع الأنثوى وتدل على المسالمة ورقة الطباع والهدوء .. تألق فى أدوار الجنود نمير القاضى وويزو كما ظهر أحمد طارق ومصطفى سالم رجلى الإسعاف فى مشاهد قصيرة مكثفة لكنها تدل على وجود طاقة كوميدية تستحق فرصة أكبر فى أعمال قادمة .. وصمم أحمد أمين ديكور بسيط وموحى من خلال وحدات رمزية من الصناديق والأسلاك لكنها تعطى الإنطباع بأن الأحداث تدور فى ساحة قتال حقيقية .. كما ساهمت إضاءة أبو بكر الشريف فى إضفاء الإثارة والتأكيد على رؤية المخرج بينما لم تجد أسماء عبد الشافى صعوبة فى تصميم الملابس المناسبة للجنود ورجال الإسعاف والأب والأم التقليديين ..

واستطاع أحمد السلكاوى أن يبرهن على قدرته كممثل من طراز رفيع ليس فقط على مستوى الأداء الكوميدى الذى اشتهر به ولكن ايضا فى المشاهد الإنسانية كما أثبتت مروة رضوان حضورها كممثلة بعد أن نجحت من قبل كمخرجة فى عدة عروض جيدة مثل «شى كايرو» .. ونجح أحمد فؤاد فى أول تجاربه المسرحية بعد عودته من الأكاديمية المصرية للفنون فى روما حيث قدم نفس هذا العرض هناك بمجموعة مختلطة من الممثلين المصريين والإيطاليين ولاقت التجربة نجاحا كبيرا فى إيطاليا مما دفع مركز الهناجر إلى استثمار النجاح وتقديم التجربة وصاحبها المخرج الواعد للجمهور المصرى

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *