مهرجان المسرح العربي فـــــــــــي الكويت..ليلة أولى و3 عروض

على #مسرح عبدالحسين عبدالرضا في مدينة الكويت، انطلقت، الليلة قبل الماضية، عروض مهرجان المسرح العربي الثامن، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت.

استهلت عروض المهرجان بالمسرحية السورية «مدينة في ثلاثة فصول»، التي تنافس على النسخة الخامسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عرض مسرحي. ولاقت المسرحية استحسان الحضور وإقبالاً جماهيرياً كبيراً، تفاعل مع العمل منذ اللحظة الأولى حتى النهاية، وعبّر كثيرون عن شكرهم وتقديرهم ومحبتهم لسورية، وأعربوا عن تمنياتهم بأن تعود كما كانت وأجمل.

في إطار متصل، شهد #مسرح التحرير في منطقة كيفان بمدنية الكويت عرضاً آخر من العروض غير المنافسة، وهو مسرحية «ليس إلا»، للكاتبة والمخرجة انتصار العيساوي، وحمودة بن حسين وحمزة بلحاج.

بينما شهد #مسرح الدسمة في منطقة الدسمة عرضاً آخر من العروض غير المنافسة أيضاً، وهو مسرحية «العنف» للكاتبة جليلة بكار والمخرج الفاضل الجعايبي.

طرحت المسرحية التي استند فيها معد العمل كفاح الخوص، إلى نص قديم في سبعينات القرن الماضي للكاتب السوري الراحل مصطفى الحلاج، بعنوان احتفال ليلي خاص في دريسدن، سؤالاً كبيراً هو «الحرب بين مَن ومِن؟».

وطرحت المسرحية حزمة من التساؤلات على ألسنة مجموعة من الأشخاص حوصرت بقبو، في ظل القصف، والبحث عن مخرج منه إلى الخارج، حيث الحياة كما يعتقدون، على أمل أن تكتمل فصول المسرحية أو الحياة بفصل رابع عنوانه الحب وليس الحرب.

النص الأصلي يحكي عن جرائم النازية الألمانية التي دمّرت أوروبا وقتلت عشرات الملايين، فكان أن دفع عاقبتها سكان مدينة دريسدن.

موت يدرك الجميع

في العمل هناك أحداث متتالية لموتٍ يدرك الجميع في القبو: فتاة ليل، وصاحب مكان، وتاجر حرب وابنته (تعرّضت للاغتصاب على يد مختطفيها، حيث يحضر أحدهما متنكراً بزي ضابط في الجيش، وجنرال متقاعد، وعشيقان، وشاب مذعور، وعازفة تشيللو.

وطرحت المسرحية حكاية هؤلاء الأشخاص المحاصرين، وقدمت تفاصيل حول كيفية حياتهم، في ظل الحصار والبحث المستمر عن مخرج من القبو، الذي يهدد حياتهم كما هي الحال خارج القبو حيث القصف.

الديكور الذي صممه وجهزه المهندس زهير العربي، (والد المخرج عروة العربي)، كان يوحي بواقعية الحدث وطبيعيته، أما الإضاءة الشاحبة والخفيفة ذات الدرجات الرمادية المتفاوتة التي اشتغل عليها الفنان أدهم سفر، فقد صوبت منذ البداية أشعتها نحو كراسي المسرح، حيث الجمهور، وحاول العرض توظيف السينوغرافيا عنصراً رئيساً في صياغة الفضاء عبر الديكور والإضاءة ومؤثرات عازفة التشيللو، رغد قصار.. فجاءت هذه العناصر في خدمة الممثلين على المسرح، وزادت من الإيحاء بطبيعية ما يحدث.

ندوة تطبيقية

شهدت قاعة الندوات في #مسرح الدسمة الندوة التطبيقية الأولى في المهرجان. وتناولت مسرحية «مدينة في ثلاثة فصول»، وشارك في الندوة، الباحث والناقد الدكتور علي العنزي، ومخرج العمل عروة العربي، ومعد العمل كفاح الخوص، وأدار الندوة الدكتور محمد الزنكوي.

وقال العنزي: «إن فكرة المسرحية قائمة على معارضة الحرب»، مضيفاً أن «الممثل السوري لا يحتاج إلى شهادتي، وكل المشاركين كانوا رائعين ومبدعين». وتابع: «كان الله في عون المسرح السوري، في ظل هذه الظروف التي تمر بها سورية، ونرفع القبعة لكل المشتغلين في عالم المسرح السوري في ظل هكذا ظروف». وأشار إلى أن «العمل الذي يتعرض للنقد يعدّ عملاً جيداً، ووفق مخرج العمل، فالفصل المفقود في هذه المدينة ذات الفصول الثلاثة، هو فصل الحب»، «لكن بالنسبة لي الفصل المفقود هو فصل الشتاء.. وأتمنى أن يتم حقن الدماء سريعاً».

ولفت العنزي إلى أن «النص الأصلي كتب في سبعينات القرن الماضي، وبيّن أن القبو هو البوتقة.. والبحث عن منفذ للحياة، في بلد يبحث عن ذلك، وهذا هو الواقع». وأكد أن العمل فيه عقلانية ومتوازن.

المخرج.. ممثل

قال مخرج العمل، عروة العربي، خلال الندوة التي أعقبت العرض: «لابد من الإشارة إلى أن أحد الممثلين لم يتمكن من الوصول إلى الكويت، فاضطررت إلى أن أؤدي دوره، كالتزام أخلاقي بالحضور والأداء، وقمت بتمثيل الدور خلال يومين فقط». وأكد أن «المسرحية تطرح قضية إنسانية، وليست سورية، فكلنا معرضون لما يجري، وكلنا يعيش ما يجري في سورية بصور وأشكال ودرجات متفاوتة».

وأوضح أن «اللسان الذي تم الاشتغال عليه في الديكور على خشبة المسرح، واقترب كثيراً من الصفوف الأمامية، يعدّ مؤشراً رمزياً إلى أن الحرب تقترب منا جميعاً في كل مكان».

محبة

لاقت مسرحية مدينة في ثلاثة فصول استحسان الحضور وإقبالاً جماهيرياً كبيراً، تفاعل مع العمل منذ اللحظة الأولى حتى النهاية، وعبّر كثيرون عن محبتهم لسورية، وأعربوا عن تمنياتهم بأن تعود كما كانت وأجمل.

 

http://www.alhyatalmasrya.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *