ملف المقولات الفلسفية والدروس النقدية الخاص بالعرض المسرحي ستريتيز عشر مقولات فلسفية على هامش العرض المسرحي ستربتيز مقولة ١ : مفهوم الكلية الاسرية /د.جبار صبري

يصر الكثير ممن لا يفهم شيئا في الاجتماع على ابقاء ذلك الفهم الخاص بــ : الكلية الاجتماعية التي يرى من خلالها كلية الدولة ونظامها بوصفها الواحدة ، القوية ، المتماسكة في هيكلها العضوي . بينما لا ينظر او لا يفهم احد منا ان بقاءه ينظر الى مفهوم الكلية الاجتماعية كمنقذ او طريق خلاص لوحدة الدولة هو بالضرورة انعدام لمس المشكلة المزمنة في صميمها . وان النظر الى مفهوم العلاقات باعتباره علاجا انسب في ادارة مفهوم وحدة المجتمع والدولة وأقرب لأن يمس جوهر تكاثر الانقسام في جسد الاسرة – المجتمع – الدولة وان هذه العلاقات في حال فهمها ستؤدي الى اعادة انتاج المجتمع من جديد وإعادة ترتيب مصالحه في ضوء ترتيب علاقاته وان الوحدة بدلا من ان تكون مبادئ كلية عامة ستكون منافع علاقاتية عامة .
ان شدّة الرغبة في توحيد المجتمع على أسّ كليته هي نفسها شدة التفارق الحاد التي تدفعه نحو الانقسام او نحو الانفصام . وان ذلك الفساد الدولتي فينا والذي نتلطخ به افرادا ، أُسرا ، جماعات ، مبادئ عليا ، في كل مؤسسات الدولة عمومها او خصوصها إنما مرده استمرار المرض الذي نظنه علاجا وطريقة اداء بينما هو بالواقع الترياق الخاطئ الذي نتعاطاه ولا نعي مغالطة نتائجه الكارثية .
في ستربتيز ان دائرة العرض المسرحي اكتفت بنموذجها الوحدوي وهو دائرة الاسرة ، وهذه الاخيرة عبارة عن تمثيل رمزي وأداتي لدائرتي المجتمع والدولة . ان هذا النموذج ينظر اليه بوصفه تمكينا كليا يقبل الجدل طالما تقبل الصراع . لكن المنظور من وراء ذلك الصراع بالحد الواضح هو انهم جماعة تمركزت في دائرتها وهذا التمركز من شأنه ان يغلق باب الدائرة على فرض ان جدل صراعها قائم من حيث جدل كليتها .
من هنا تصدر العمل عرضا مسرحيا اجتماعيا بــ :
١- ان كل فرد في ستربتيز نتيجة انغلاق دائرة الاسرة الكلية قد التمس لنفسه تلك الدائرة وفي هذا النحو تحول الفرد الى كلية خاصة لا تجيد ربط نفسها مع العالم الخارجي الا بمقدار نزعتها الواحدية .
٢- النظر على ان الأنا في واحديتها هي أنا مركزية وبالتالي كل ما كان في المحيط الخارجي حتى لو في الوحدة الصغرى منه كذلك المحيط وهي الاسرة إنما كان متنافرا مع الأنا من جهة ويشكل هامشا بذاته من جهة ثانية .
٣- نفي افتراض ما اسميه : العلاقة ، بوصفها فاعلا حيويا لتحريك التقارب او تحقيق فعل التشارك الجمعي الرابط بين سلسلة أطراف الاسرة او المجتمع او الدولة كدوائر ينبغي ان تنفتح على بعضها لا ان تنغلق ..
٤- ان الفرد هو نظام سياسي صغير لكن هذا النظام في حال غلق دائرة العلاقات بالضرورة يتحول الى دولة وهذه الدولة من أشراط ذلك الفرد انها ملكيته الكبرى التي يقدر من خلالها انموذج سلطته . لذلك كانت جموع أفراد العرض المسرحي ستربتيز هي جموع تلك السلطات التي رسمت حدودها السيادية وانكمشت عليها .
٥- في هكذا حال نشهد حقيقة الدولة من حقيقة المجتمع وصولا الى حقيقة الفرد في الاسرة . هذه الشهادة مجروحة بوجهتين : وجهة ظروف تلعب على الغاء سيادة الفرد على وفق منظورها الخارجي الذي يفرض سلطته الفوضوية ووجهة ظروف يلعب فيها الفرد عنصر المواجهة الممتلئ بالتمرد والرفض بل الممتلئ بالانفصام . هي حركة مزدوجة ولكنها تشكل نفورا عاما واحدا .
٦- ان الاقتراب الشديد من وحدة الاسرة لأجل اعادة نظامها واعتبارها هو نفسه الابتعاد عنها ، ذلك على اعتبار ان غلق الكيان الفردي يعد صورة واضحة لانفتاح العنف الاسري والانفصام عن الواقع السوي له لذلك كانت ستربتيز كعرض مسرحي تعبيرا يناضل من اجل فضح تفكك الاسرة المستمر من جهة ويناضل على ان لغة القتل والتدمير هي العنوان والطريق في المواجهة من جهة ثانية .
٧- ما يمكن ان يتخارج مما كانت عليه الاسرة في عرض ستربتيز كنموذج مقتطع هو فقدان القيمة الجامعة او لنسميها القيمة الموضوعية العامة والتي يمكن ان تشكل ضميرا فوقيا للفرد او الاسرة او المجتمع او الدولة ولما انفقدت تلك القيمة نزلت الفوضى لتحل بدل النظام ونزل العنف بديلا عن السلام وهكذا نزل الخراب كله
مما توافر أعلاه من معطيات يمكن القول ان استمرار النظر بعين الإفراط الكلي لوحدة الاسرة والتي تعمل على وحدة الدولة هو استمرار التعالج الذي ينعكس سلبا على صحة الفرد واسرته وينعكس سلبا على النظام الاسري جميعا وبالتالي أصبحت الحاجة الى تغيير المفهوم ضرورة شفاء ثم ضرورة استبداله بمفهوم العلاقة والعمل به محاولة لإعادة ترتيب الدولة من حيث ترتيب الاسرة

عشر مقولات فلسفية
على هامش العرض المسرحي ستربتيز

مقولة ٢ : ايديولوجيا الفرد المستهلك
كثيرا ما ندخل مرحلة التدوير الايديولوجي كأفراد في لحظة يكون الدخول اليها بناءً لنا كأننا محطات لعلاقات إنتاجية وسبل أنظمة لا ينبغي الا ان تكون أليفة وساكنة بوصفها الحاضن الذي خرجنا منه وبوصفها الغطاء الخارجي الذي يمارس لعبته علينا باعتبارنا نلعب في سجونه المتداخلة والمضطربة وبذات الوقت الحادة والمغلقة بل والتي ترانا جزء من حطب اشتعال نيرانها لإدامة شتاء ذلك النظام الثلجي في مظهره ، البركاني في بواطنه .
من هنا لا يحق للأفراد مساءلة الأيديولوجيا لكن يحق لهذه الاخيرة إقامة اختبار الأفراد بكم الأسئلة التي دائما تحاصرهم في قوقعة النظام . ولا يتأتى من ذلك نضوج الصوت الذي يتشكل منه التفاوت الطبقي وحسب بل ينضج بشدة ذلك الصوت الرمزي الممتلئ ء بمخاطر العقائد والتقاليد وضرورات النسق الثقافي ونمذجة الهوية .. اننا جميعا ازاء مشكلة الخضوع لمطلب الأيديولوجيا على الرغم من ان ذلك المطلب تحول من مناورة راهنة في التاريخ الى قوقعة ثابتة في الدين والوطن .
ومن هنا اذا عرفنا ان الأفراد هم كينونة الأيديولوجيا فان هذه الأيديولوجيا لم تعمل بوظيفة ان يكونوا أولئك الأفراد مادة الانتاج بل عملت على ان يكونوا مادة الاستهلاك وأكثر من ذلك حراكها المستمر الذي يفضي الى مزيد من جعل تاريخ الأيديولوجيا لحظة راهنة لا تقر على حضور بقدر ما تقر على غياب وغيبوبة . الغياب الذي يجعل من تلك اللحظة هي التأريخ نفسه كمعادل للفرد نفسه . وهذه الاستعاضة ساهمت كثيرا بسلخ جلد الذات من حاضرها كمرجع لعمليات الانتاج والتغيير الى ماضيها كمرجع لعمليات الاستهلاك والثبات ، ولهذا السبب ان جميع أفراد الاسرة في ستربتيز يشعرون انهم بغايا ذلك التاريخ يمارسون الجنس فيه لكن من غير لذة ويتصارعون فيه حد القتل ولكن من غير ألم .
فإذا افترضنا اننا جميعا موجودون داخل الأيديولوجيا وان الأيديولوجيا هي رهان الانتاج وان الفرد هو ذلك الرهان الذي يتموضع في الأيديولوجيا والإنتاج فإننا ايضا نفترض على وفق مقدرات قوقعة الفرد فيها فان تاريخ الفرد إنما هو تاريخ لا – ايديولوجي لعدم توفرها وبالتالي ان الفرد مجرد انكماش حاد في لحظة ماضوية حادة وصرفة .
في ستربتيز يتجلى ذلك العرض الأيديو – مسرحي بذلك العرض الذي يجد فيه الفرد استهلاكه هو مصدر إنتاجه من حيث :
١- يرتبط الفرد الـ ستربتيزي بالاتجاهات طالما ارتبط بالانتاج لكن ثبات الجهة واستمرار ثباتها يدل على ثبات اللحظة التي لا تنقلب او تختلف او تتغاير فكرتها ولهذا في ستربتيز كانت الجهة هي فكرة تكبير / مقدس ازاء تغيير / مدنس وأصبح الانشطار الجهوي مجرد تكبيرتين او تكفيرتين متضادتين : تكبيرة اتخذت من اليمين السالب اولا جهة للإنتاج بدواعي الاستهلاك وتكبيرة اتخذت من اليمين السالب ثانيا المتضاد ولنفس السبب
٢- ان عائلة ستربتيز لم تعد عائلة مجتمعية في إطار ايديولوجي إنما أصبحت أعضاء عقائدية منزوعة من تاريخ لا انتاج فيه وهذا ما يدعو ان تكون العائلة إثبات لوصايا الدين المغلفة بالسياسة او وصايا الاعراف الناجزة في فعلها اليومي او القيمي .
٣- قول ستربتيز الدلالي يؤكد : في كل الأحوال ان الأيديولوجيا هي مشروع الآباء الذي يستعبد الأبناء . ان كل ايديولوجيا هي انا + انت بعد رفع كل ضمير غائب عنها والمجتمع / الأبناء هو ذلك الضمير المرفوع بين تكبيرتين تكفيريتين هما في الأصل واحدة : اليمين وحسب وان اختلف الظرف عليها .
٤- ان كل الذين هم لا – أب ، بالأحرى هم رعايا في مصهر الاستلاب وهذا الأب الممروض باليمين المتطرف سواء كانت ابوته قبل ٢٠٠٣ او بعد ٢٠٠٣ هو يمين استلاب الأيديولوجيا
٥- اذا كانت الأيديولوجيا هي مرض الانتاج فان الفرد الستربتيز في تلك اللحظة يعبر عن صحة افتراض ذلك المرض وبالتالي ان المجتمع يكون مجرد رعايا لذلك المرض
٦- في ستربتيز ثمة قسمة ملحوظة من الاستلاب ففي يمين ما قبل ٢٠٠٣ تجد الأبناء يملؤون مساحة العرض . شرط ان ذلك الامتلاء نابع عن فراغات تامة في أبويتهم وهم بذلك في قوقعة ايديولوجيا وطن بلا مساحة تقبل مكوث الأبناء . بلا أدنى فكرة يمكن ان تؤدي الى قبول التواجد في ايما مساحة خارج الأيديولوجيا وبذلك لم نر في اليمين اولا الا المنفى سفرا ممكنا لبلوغ أمكنة الوطن المؤجلة بالاستلاب والتي هي مجرد قوقعة ايديو – منفىى استفرخت بعد عام ٢٠٠٣ استلاب اخر هو : ايديو – تكفير
نلحظ من ذلك ان ابوية الأيديولوجيا هي افراط الاستهلاك المزمن والملازم للفرد في عوالم أسرية المظهر عقائدية الجوهر

عشر مقولات فلسفية
على هامش العرض المسرحي ستربتيز

مقولة ٣ : الفرد داء التبادل والتعميم
في ظرف يؤذن فيه اليمين الراديكالي كل وقت ، يصير الفرد أشبه بعدد / رمز لا – ذات له . انه عدد مفرَّغ من محتواه ، وهو لاعب ضمن قابلية يستفيد منها موجَّه ذلك العدد / الرمز من خارجه . وبالتالي ان هذا الفرد يعاني – ولا يدري انه يعاني – التجوّف التأريخي . بل اكثر من ذلك انه يعاني التجوّف الماهوي ، وهو بذلك يعاني فراغ نفسه المؤدي به نحو مشاهدته المعميّة الى هامش وجوده . هذا الهامش الذي يمارس من خلاله دوره الحقير . وضاعة وضعه الفارغ . مساحته التي لا مكانية فيها . بل هي مساحة الرمز – الدمية التي يعاد اللعب فيها لنفس الغرض باستمرار وبنفس الأداء . ان رمز الفرد الستربتيز هو ذاته رمز الدمية ، وهو الفرد العدد، الإطار ، الهامش ، الرمز الذي لا يفكّ شفراته لانه بالأساس لا يملك شفرة .
هذا الفرد المفرّغ الشفرة أضحوكة تبادل ادوار لا مضامين لها او فيها إنما هي حركة من التبادلات الاجتماعية – السياسية – الثقافية .. ولكن تحت قناع واحد . وجه لا يتحرك في فضاء الزمن بقدر ما يتحرك في فضاء الحالة المتشابهة والمتكررة ، حتى ان المكان الذي يشغله لا يؤثر به ولا يتأثر به ابدا . تلك الحالة هي فرد خارج ذاته .
اننا بالوقت الذي ننظر فيه الى ما يتراءى لنا في العرض المسرحي ستربتيز من دالات متعددة ومختلفة بقدر ما هي مأزومة ، يبدو ذلك النظر بذات الوقت لم يخرج الى تعيين الروابط او التباين او شبكة العلاقات او بلوغ محددات واضحة لمرتسم الأحداث المتغايرة مظهرا ، ذلك بسبب ان تلك الأحداث مثلما هي في واقع اجتماعي غاطس بالتعميم جاءت عبر العرض المسرحي ستربتيز غاطسة هي الاخرى في عرض التعميم . ان هذا القدر من الدالات المظهرية التعميمية بمقدار ما أفضى الى تشخيص حالة اجتماعية من حيث الرؤية بمقدار ما أفضى الالتباس في فهم ما يكون من ستربتيز المماثلة الآن كعرض مسرحي .
اذن الأب – الأبناء مجرد بنى رمزية لا ذات لها . لذلك هي في صورتها الخاصة تشبه عموم مرآتها العامة والعكس ايضا صحيح . اي ان ذاتها وموضوعها لا مسافة تعتمل بينهما لأجل التمييز والاختلاف والتغيير . بل ان صورتنا الواقعة كما هي صورتنا المفترضة التي تؤرخها ستربتيز فنيا . واغرب ما في صورتنا تلك انها تتكسر باستمرار بل هي اقرب الى هشيم مرايا لا تعكس الا ظلام كائن فرد ، رمز تعفّن في تأريخ فراغاته ولا جدواه .
وهذا يدل ان الأب هو شبكة دالات تتواصل عبر التبادل في ( الحالة ) مع الأبناء . الأب في هكذا مصير يتوافر الى معادل : واحد أب X أربعة أبناء لكنه بناتج الانضواء في الواحد / الأب نفسه وهكذا بالنسبة للابناء حين الضرب المتبادل نبلغ ذات النتيجة . وهذا التبادل / التشابه ممروض بتعميم الشعور عند الفرد بواقعه الفني مثلما هو بالأصل معمم الشعور بواقعه الاجتماعي . انه تأريخ من تكرار التبادل المتشابه . وهي محاولة للتطابق لا لأجل تحقيق صورة موضوعية لما يمر به الفرد بل لتقديم نظام احواله الذي يلعب عليه . ويكرر لعبته دون توقف او نباهة ادراك .
اذن الفرد اصبح بيت التعميم . داء التعميم . ولما جاء التعميم عملا لتبادل الحالات المشابهة وشكّل التباسا في فهم الفرد لما حوله ، وفهمه لنفسه ، وفهم الخارج عنه اليه . هذا اذا أضفنا الى ذلك الفهم الانتقال من التشخيص عبر الجزئية الخاصة بالأب – الأبناء وجعلهم عموم حالات متبادلة مع ربط ذلك بطبيعة الهيكل البنائي للعرض المسرحي ستربتيز الذي اعتمد لوحاته الدائرية التي بضرورة مذهب التعبير كانت اقرب الى الانفصال فيما بينها من الاتصال مما أعطى التباسا مضاعفا نقل به المتلقي من التعميم الانثروبولوجي الذي يحاكي الفرد فيه نفسه عبر مرآته المكسورة الى التعميم الفني – بسبب معمارية العرض – الذي لا يوجّه المتلقي بضبط التتابع الدرامي في تبادل حالات الفرد المكررة والمحددة .
هكذا يمكن ان نفهم ان افهوم التبادل الذي تلبّس به الفرد تاريخا في مشواره الاسري – البيئي – الاجتماعي – الدولتي إنما هو تبادل حالات الفرد التي في اصلها تشكل حالة واحدة وبالتالي يمكن ان نرى :
• ان الفرد الستربتيز هو رمز لا ذات له . دال فقد في تأريخ فراغاته مدلوله
• ان الفرد الستربتيز لعبة بيد نظام يوجّهه من الاعلى وحسب وان هذا التوجيه أعطاه تكرار الكينونة باقرار تفريغها من حضورها الذاتي او الغائي .
نتأكد هنا ان رفع الثالث الذي يساوي : هو ، في عالم الضمائر وعدم توفر بنية دينامية او غائية – كالطفل مثلا – بوصف ان ستربتيز أظهرت لنا عائلة تجمدت على لحظة من القرابة المحدودة والمنزوعة عن الزمن او التغاير او التجدد . هي عائلة بلا امتداد . بل هي عائلة لا مدى لها الا لحظتها الراهنة بالعماء . ولهذا السبب وجدنا الابنة هي لا – زوجة . لكن هذه الـلا في جوهرها لا تمنع من ان تكون زوجة طالما ان ما يحدث في الرهان القربائي عند العائلة هو عقم المدى والامتداد ، وانعدام توفر الثالث / الاخر / الـ هو / الطفل الدينامي – التغيير الذي اسميه ضميرا. يمتلك قابلية الخروج عن فلك موت الزمن كله وتماثل القرابة الاسرية المحدودة في ذاتها حد الإباحة والقتل .

عشر مقولات فلسفية
على هامش العرض المسرحي ستربتيز
مقولة ٤ : القناع الكرنفالي
هكذا ستربتيز بلا مقدمات تصرخ بِنَا : أي وجه هذا يا وجهي ؟
هكذا أينما التفت – تحت ضرورات الحركة ، الفعل ، الأداء ، الحضور ، الجهة – كأنني التفت الى نفسي حصرا . انني أراني هنا ولكن ليس لهذه الـ هنا اكثر من واهمة افتراض صورتي التي طالما خبرتها بلا دلالة . بل اكثر من ذلك انني خبرتها ساكنة ، مجتّرة على الرغم من صرختي المخنوقة بالحركة او الفعل او الجهة او الحضور . انني مقمّط الوجود في مرآتي المشلولة .
قديما كان يُنظر الى القناع على انه درجة من درجات النفاق ، صوت يتجاوز صوته ، ثوب من ثياب المخادع ، الخداع ، الكذب .. لكننا اليوم ونظرًا لسلسلة الاوهام التي أصبحت سببا لإدامة حياتنا . ونظرًا لسلسلة متراكمة من الافتراضات الفكرية التي أصبحنا موضتها التي تتغاير من لحظة الى لحظة ، من تفكير الى تفكير ، صار التعدد في ارتداء الاقنعة سببا للضرورة والإيجاب لديمومة حياتنا لا على استس طابعه السلبي ضمن مفهومه الاول : النفاق . بل على أساس قيمومة التعدد في الأدوار والتي مجملها تشكل صورة إيجابية لمواجهة الحياة . وهذه مسألة ينبغي التفكير فيها كثيرا في مجتمعاتنا التي لا تعكس في مزاياها الا صورة واحدة ، منمذجة ، ومقتطعة من تأريخ مزكوم بالجهل والعنف .
اننا هنا كمن يحتفل بنفسه ذات ظرف سسيو – ثقافي لا منطق فيه اذ بالوقت الذي نمارس تهرئه أقنعتنا الراهنة ، نمارس ايضا طرح أنفسنا كموضوع يقبل النقاش على مائدة الفهم ، الفن ، العرض ، الافتراض ، الوجود ، وهو ايضا بالوقت نفسه الفرجة . بل نحن الفرجة ذاتها بمثل ما نحن الموضوع ذاته .
في ستربتيز لا عليك ان تضحك مثلما لا عليك ان تبكي .. وهذه المعادلة في النسق المسرحي تتطارح في تنميطيتين بنائيتين هما : التقديم والإيهام ، ذلك لان ستربتيز اقرب لان تكون بناءً ثالثا يتجاوز دلاليا الأسلوبية النمطية في البناء وان كان من محاضنها توالد عرضها .
ستربتيز تقذف مشكلتها الدلالية او مشكلتنا الاجتماعية لا بدواعي الاقتراب من الحياة ولكن ايضا لا بدواعي الاقتراب من الفن . هي الحافة بين الطرفين . هي الحياة الاجتماعية بوصفها لا فن ، وهي ايضا الفن المسرحي بوصفه لا حياة . ان اليومي مجرد فرجة لملازمة فنية وان الفني مناورة لذلك اليومي الذي يعاني الغرق والشيخوخة الحارقة ويعاني فقدان ذلك القناع الذي يصرخ كل لحظة مؤذنا بفقدان الفردية . وما يترتب ازاء هذا الفقدان الا الصورة التي ننتحلها في وجودنا ولا نعي عنها اي وجه بل هي شخصيتنا المجهولة .
ذلك كله يؤكد ان ما يحدث في ستربتيز ليس تمثيلا او محاكاة بقدر ما هو عرض لموضوعنا نحن المتفرجين الذي لا يمكن ان نضحك عليه ولا يمكن ان نبكي له . اننا نتفرج لأننا خارج ايهامية الفرجة ذاتها وبالتالي ما يحدث في ستربتيز هو كرنفال مجهولات شخصياتنا التي تدرك ذاتها عن طريق مجهولات حضورها الدلالي .
اننا كمتفرجين لستربتيز عانينا ازدواجية فرجتنا : نحن هنا أعين تراقب موضوعها الذي هو هناك . ولهذا كان الفرد اجتماعيا قد انطوت على تجربة هذه الازدواجية : هو لاعب وهو لعبة وما يترتب في ضوء ذلك توفر نظام يسوّغ له الاستمرار في طرح تلك الازدواجية . الامر الذي لا يجعلنا نتعاطف مع ستربتيز لدرجة تقبل إيهامنا الفني بها ولا يجعلنا نتضادد معها بوصفها تطرحان موضوعا يصدق ان يكون موضوعنا ذاته .
اذن الكائن الستربتيز يعد فردا متذبذبا : لا يمكن ان يصدق عليه الصدق ولا يمكن ان يصدق عليه الكذب . هو كممثل يرى نفسه موضوعا لقناع مجهول الوجه والمعنى . آنذاك لا يبقى الا ان يتفرج ذلك الممثل على نفسه وان المزيد من تدميره هو المزيد من ابداعه هذا ، مثلما ان المزيد من موته يعد معادلا للمزيد من ولادته او حياته .
هكذا الممثل ، المتفرج كانوا متساوين في الفرجة لأنهم – تناظرا – كانوا حقا متساوين في الموضوع . بل غالبا ما يمكن ملاحظته ان الموضوع يهضم في معدنه كلا من الممثل والمتفرج في مسرح الأداء . يهضم ذلك لعدم توفر الحدود التي ترسم الفرد كقابلية اجتماعية واضحة بقدر ما هو فرد مجهول الهوية وبالتالي هذا الجهل الهوياتي سوف يعدد الهويات التي لا ملمح لها وبدلا من ان يكون القناع الفردي هنا مكشوف الماهية او الدينامية سيكون لاعبا رمزيا يزيح باستمرار ما يجاوره حتى لو كان ذلك المجاور نفسه او متعضيا فيه كما كانت ازاحة العائلة لنفسها ولافرادها من داخلها كتفجير ذاتي .
هكذا ستربتيز استطاعت ان تؤرخ :
• ان قناع الفرد الستربتيز عبارة عن قماط لمرآته . فهو لا ينظر الى نفسه على وفق الضرورة التعددية الا من خلال وجهه الواحد . غالبا ما هو ذلك الوجه الذي لا ملامح له .
• ستربتيز ليست محاكاة لانها لا توهمنا بموضوع آخر منفصل عنا وهي ليست تقديما لانها لا تجادل فيه .
• ستربتيز هي الحياة في لا – حياة وهي الفن في لا – فن . بل هي ذلك الكرنفال الذي يمس الحياة من وجهة انه ليس من الحياة ويمس الافتراض الفني لتلك الحياة من وجهة انه ليس من الفن . ستربتيز حواف صاخبة فقط .
• الفرد الستربتيز يعبر عن مجهولات نفسه التي يتناسل عنها مجهولات الهويات المتعددة
• لطالما الفرد الستربتيز يعد مجهولا لا يصدق عليه شيء ولا يكذب عليه شيء اذن سيظل ذلك الفرد موضوعا ازدواجيا في العين الرقيب وفي الأداء .

عشر مقولات فلسفية
على هامش العرض المسرحي ستربتيز
مقولة ٥ : تعرية الجسد الكلي
ان استمرار تكرار الجسد الذي لا ينقطع عن نفسه لإدراك انه لا – جسد . لا يمكن ان يكون اكثر من قاذورات عابرة يتم تدويرها ايديولوجيا او ثقافيا او اجتماعيا . ان ذلك التكرار يؤدي بالضرورة الى استمرار قيء الجسد نفسه . لفظ هامش ارادته التي لا حول لها في هذا العالم .
سواء كان الجسد هو الجسدنة العامة او كان الجسد الفرد لحظة منازعة وجوده فان الناتج هو تحصيلات جمعية لمرور الجسدنة باتجاه قيء نفسها في كل ظرف وتحت أية مناسبة . ذلك لانه الجسد الذي فقد هويته . فقد اسمه . بل فقد اكثر من ذلك جسده ، ولهذا كلما تأزمت حالة الجسد في تبيان هامشيتها الممروضة بالقذارة كلما زادت الحاجة الى ولوج عالم تطهير ذلك الجسد وبدلا من ان يكون التطهير مطرا يتساقط من خارج الجسد صار مطرا يهبط من داخل الجسد الى ذلك الخارج وبالتالي ان هذا الأداء يعود اليه على أساس ان امكان التدوير هو امكان لبقاء الجسد يزاول قيأه في نفسه وعلى نفسه وفي مجال محيطه .
ستربتيز الأب – احمد شرجي هي نفسها ستربتيز الأبناء : ياسر ، وسام ، هند ، عامر . هي جميعا في حال ذلك القيء المدوَّر اجتماعيا او ثقافيا او سياسيا . هي لحظة يمر بها الجميع بصورة ممظهرة بالتتابع او الامتداد لكنها في حقيقة الامر مبطنة بنمذجة واحدة تجتر نفسها طالما هي خاضعة لمشرط استلابها .
بقدر ما كان الجسد مفضوحًا اذ لا يستره في عالم حضوره الا استلابه المكرور عليه بقدر ما ان تلك التعرية التي تلازمه تدلل على تعرية عامة . ان تعرية الذات من لا – حضورها هي ذاتها تعرية الجسد من لا – حضوره وهي ذاتها تعرية العائلة من لا – تآلف جماعتها المصغرة وهي ذاتها تعرية اجتماعية كبرى .. وصولا الى تعرية الدولة او النظام .
اذن التعرية لعبة يتطهر الفرد فيها تحت عنوان القيأ لكن ذلك التطهير مغزاه استلاب الدولة اذ حتى المطر النازل لأجل التطهير والذي يوجه بدوره لعبة تدوير نفايات الجسد في الزمان والمكان والفكرة هو نفسه المطر القيأ الذي يتخارج أدرانا من ذلك الجسد نفسه .
الجسد الستربتيز هو الجسد الاجتماعي عموما . هو مجموع الانساق التي يتحرك من خلالها فضاء الدولة ولما قدم هذا الجسد نفسه بلا جسد أعلن انه بلا اجتماع مثلما أعلن في عموم التصور انه بلا دولة . وهذا المؤدى مما يفرضه كواقع حال . ان هذا الجسد مباح تماما . جسد مجموع خرائطه وحدوده ليست لنفسه بل هي وباء تلك النفس . شدة انهيارها في كل شيء .
لهذا السبب تجد ان الأب هو لا – أب لكونه الأب المهروس بفقدان كينونته . كذلك الأبناء . الامر الذي جعل ميزة التطهير مقلوبة النتائج . ان ذلك التطهير الجسداني إنما هو قيح يمارسه الجسد على نفسه مثلما تمارسه السلطة اجتماعا او ثقافة عليه . يظن الجسد هنا انه لاعب في محيط اجتماعه لكنه بالحروب مغلوب على أمره . هو اللعبة التي تؤدي قهرها وقمعها من نفسها ومن النظام الذي ترتبط به ومن الموجهات المرجعاتية التي تشحن او تستفز انهياره .
ستربتيز لا تعري الجسد وحسب بل تعري فكرة وجوده ، هويته ، محتواه بل الأنكى من ذلك تجرده من سيرورة جسدانيته حتى انه لم يعد منظورا اليه بوصفه جسدا ظاهرا بقدر ما ينظر اليه القمع الذي يواصل تجلياته عبر شبهة او ظل يتجسم بصورة جسد افتراضا فنيا يخلع عنها صدق الواقع .
اذن هذا الجسد لا يطرح على نفسه مبدأ السلالة . مبدأ التناسل . لا يستطيع فهم او عمل ذلك ابدا ، انه يمتد او يتمدد بل هو انكماش يُحد نفسه لهذا كانت ستربتيز تمظهرات بجسدية مقموعة من جهة ولكنها بواقع أشد من القمع انها عائلة بلا زوجة ، بلا أم من جهة ثانية . وهذه الـ بلا هي تاريخ الجسد المقتطع من تاريخ مجتمعه . وهذا التاريخ وان كان في مسمى نفسه الا انه لا يشكل اكثر من خبر لذلك الجسد المفرّغ منه
ان كل جسد حين لا يكون جسد نفسه ينزع نحو تدمير ذلك الجسد . لا يوليه اي اعتبار او أهمية بل ينسى دائما انه بجسد ، ولهذا يجد الفرد انه يقصي عنه المستنسخ / الحقير / الثانوي / المسمى بالجسد وأكثر من ذلك لا يتوانى بإصدار الحكم وتكرار ذلك الحكم الذي يفضي الى تصفية الجسد ، قهره ، هلاكه وبأي الطرق الممكنة لا تفرق عنده .
وهذا الجسد في ستربتيز كان أسطورة الجسد الذي غايته في استمرار تواجده هي نفسها غايته في تدميره . انه يتواطأ على نفسه بنفسه فهو يشكل اعانة على نفسه من خلاله مرة ومن تلك السلطات المجهولة والمتعالية عنه مرة ثانية .
وأسوأ ما في الجسد انه يشرعن قتله . يشرعن انتحاره الحيواتي ، ويجعل من قمعه ايمانا لما بعد الجسد . ان قمع ذلك الجسد بالضرورة سيكون انتصارا عليه وان هذا الانتصار نجده في الشرعية الدينية مفازات له . ان قهر الجسد مؤدى لبلوغ سعادته . وهي سعادة الفرد بما بعد الجسد . اصبح الجسد هو الوضع الحيواتي الراهن الذي يعاني من دنس وجوده وبالتالي ما يضادد تلك المعاناة هو قمعه وقهره باستمرار .
في ستربتيز كان الجسد أسطورة : أسطورة تحكي لنا دفق قهر الجسد ودفق العمل على هلاكه ، مما يدفع وتحت يسر دوافع القتل بالنسبة للأب ان يقتل ابناءه وان الأبناء وبيسر ذات الدوافع ان تتقاتل بينها لقمع او قتل كل جسد . وهذا ما أفصح عنه لحظة، تعرية العرض المسرحي ستربتيز .
يظن الأب / Ahmed Sharghi انه سلطة كل جسد ، ذلك على اعتبار ان الأبناء هم مما انخلق عنه . عن جسده بالتحديد . وهذا الظن تلازم معه لتكرار سلطته المميتة على الأبناء وبغض النظر عن انه لعبة الجسدنة التي توجهها إرادات مجهولة ، خارجة عنه مثلما توجهه إرادات مضمرة فيه ، مملؤة بقاذورات مرجعياته التي لا تريد جسده ، بغض النظر عن ذلك كله انه يشعر دائما بأنوثته المزمنة ازاء ذكورة مجهولة – سلطة لا قوام لها الا تعرية ، قتل ، تسفيه الجسد .
من هنا كان الجسد أنثى الدولة . الحاضرة المدنسة في نظامها العام . الجسد الذي يعاني في ذكوريته التي تعمل على قهر كل جسد : قريب او غريب مجرد أنوثة موهومة . أنوثة لطالما وجدت في تعريتها ديمومة لبقائها وديمومة لفضح ايديولوجيتها او شرعيتها الغيبية او نواميسها عبر قانونها الوضعي الجديد .
ستربتيز حين استكملت حلقاتها من قتل او تدمير كل جسد كشفت لنا ان ما يكون من وباء اجتماعي إنما يكون بدواعي ان يكون الجسد ملهى الدولة ، المجتمع ، النظام ولأجله يظل كل جسد فرد في هذه الدولة هو لحظة استباحة وغواية للقتل والتدمير واللعب . هو ذاته الامر الذي جعل الابنة / هند نهاية لتكرار انموذج وهوية الدولة التي منظورها ان يكون الجسد ملهى الدولة .
الجسد في ستربتيز لا يتكلم ، لا يتحدث عن نفسه ، لا يخبرنا شيئا عما يريد وعما لا يريد . انه يتعرى وحسب . حين يظهر الى كل راء يتعرى . حين تمر به لحظة ما يقشّر عريه الى طبقات شفافة . كل كلام الجسد هو التعرية . هذا الجسد مهما تغطى بالقتل ، التدمير يزداد تعرية . انه بالنتيجة ملاذ الدولة المتعربة وخلاصها المميت .
وإذا كانت هوية الدولة محطاتها وان الجسد هو تلك المحطات التي تقف عندها سيادة الدولة ومستقبلها . فان ستربتيز تفضحنا اجتماعيا عندما جعلت من الجسد سفراً وتيهاً لا محطات فيه وصارت معادلة الجسد / الدولة هي معادلة فقدان الهوية . وبدلا من ان يكون الجسد وطنا صار السفر والتيه وطنا لا نجاة منه الا بفرم الجسد في فرامات ضياعه واستبداد الضياع فيه .
لا فرق – على أية حال – حين ينعكس الجسد عبر مرآته وهو يشكل وهما ممروضا من :
• الجسد الأبوي
• الجسد الراديكالي
• الجسد الرومانسي
• الجسد الملهوي
• الجسد النرجسي
انه اذن جسد العائلة التي ترى في ستربتيز لحظة او مناسبة لا لتعرية نفسها او مجتمعها او دولتها بل لتزيد من عناء ذلك الجسد بفقأ أعين الجسد المعمية اصلا . حتى هنا يصير الجسد / الفرد / الاسرة / المجتمع / النظام ، تعرية عمياء لسلطة مجهولة وعمياء بذات الجرح .

دروس في النقد
الحلقة الاولى : النقد النفسي
العنوان : عُصاب الخلاص في الأنا – الأبناء
مسرحية ستربتيز انموذجا

تقدمة واصفة
المشهد الاول فقط :المسرح إظلام . الفضاء مسكون بالفراغ . بقع ضوئية تكشف أربعة أبناء وجوههم الى أفق الخشبة المعتم ، ظهورهم الى المشاهدين . يلوّحون بايديهم الى مخلص ما . عندما تتلاشى إشارة خلاصهم يتنافرون ..
عُصاب الخلاص
تقبع الأنا في فضاء مفرَّغ من قيمومته الفاعلة في صناعة اعتبار الأنا في أسرتها او مجتمعها او دولتها بغية إنعاش وجودها . قيمها . حضورها العملي في الواقع المعيش . في كل خطواتها التي تترجى املا في استتباب مستقبلها عن طريق التماهي فعلا او انفعالا ورؤية في حاضرها الآن . ولما وجدت تلك الأنا انها مجرد مرقوم جسدي مسحوق تحت عجلة السلطة الدكتاتورية وأنها بلا دافع حقيقي يعزز من املها في الاستمرار والتواصل مع الحياة أشكلت على نفسها البحث في طريق الخلاص من حيث :
١- ان أنا الأبناء كلها اندفعت باتجاه ترك وطنها خلف ظهرها .
٢- تلويح الأنا لاستدعاء مخلص خارجي ينتشلها من واقعها اللاواقعي .
٣- واقع الأنا مجرد فرض وجود لأجساد لا اعتبار لها على مستوى الوطن . الذات . الواقع . النظام . الدولة ..
٤- الأنا مجرد أبناء بلا أب كأنما القول ان أنا الأبناء في ضياع بلا أب ، ثم بلا مرجع ..
٥- الأنا التي هي في واقع حالها بلا واقع من جهة ، هي بلا أفق يخلصها مما هي عليه من جهة ثانية .
مما نلحظ في هذا العُصاب ان الخلاص رهين الآخر لا الذات . وفي هذا مدعى ان الخارج عن الأنا هو الذي من شأنه ان يعيد الى الأنا واقعها او داخلها او بالأحرى يعيد ما استلب من ذاتها . وهذا الخلاص سوف يفصل بين أنا مهزومة من داخلها ، ذاتها ، وطنها ، ايديولوجيتها ، وأنا لا تعيد لنفسها كل ذلك الحضور الا بيد او دافع هو بالأساس خارج عنها . وفي هذا مؤشرات تفيد :
١- الأنا / الأبناء تمثيل منكسر ، مهزوم لـ :
أ- الذات
ب- الواقع
ت – السلطة
ث – الدولة
٢- كل أنا هي عزل مستمر لـ الهو بوصفه قادرًا على الاستمرار بدواعي الامتداد التناسلي او بعبارة ثانية الاستعاضة الجنسية كانتصار لما يخسره الأبناء من حرمانهم الواقع .
٣- كل أنا هي تفريغ او نسيان للضمير الأعلى من حيث :
أ – تفريغ الأنا من قيم الداخل
ب – الاستعانة بضمير آخر مجهول القيمة لغرض الخلاص
هنا نلتمس تداعيا حرا من قبل أنوات الأبناء على نحو :
١- ان مرجعيات الأبناء في ند الخلاص هي مرجعيات جسد خال من الـ هو بوصفه آيروتيك البقاء من جهة وخال من الاعتبار العموم لقيم الدولة ومرجعياتها .
٢- كذلك ان المتلقي بوصفه متماثلا لنفس المرجعيات العامة تداعى فيه البحث عن الخلاص عبر الامتداد مع الماضي القريب الذي كانت السلطة تستخدم اجسادهم الحاضرة الآن أرقاما مصفوفة في مستنقع النظام الدكتاتوري .
ان ما يتميز به الأبناء ادوارهم بوصفهم أنوات مفرغة من محتواها من جهة ومغرية عن واقعها من جهة ثانية . تلك الأدوار التي تجعل جزء من تلك الأنا متكامل الاندماجة مع تطلعات وثوابت السلطة في مسخ الذات وفرض ادلجتها التي تسيّر تلك الذات في عماء مفتوح الدلالةوقد تبين ذلك من خلال الزِّي وتحديدا افتراض اللون الأحمر بــ :
١- الابن الأكبر : الحذاء الأحمر
٢- الابن الأوسط : القميص الأحمر
٣- الابن الأصغر : البنطال الأحمر
٤- الابنة : القميص الأحمر
ما يمكن قوله سايكو – علاميا ازاء هذا التراتب في اللون الأحمر واقعيا او جسديا او وظيفيا يندرج في :
١- الأنا الصغرى المتمثّلة في الاسرة داخل الدولة هي أنا الدكتاتور ونظامه . اي انهم بالوقت الذي هم عائلة منفصلة ومستقلة وظيفيا عن النظام الدموي هم ايضا جزء من أدواته .
٢- يمثل اللون الأحمر جانبا من الـ هو الأكثر دموية وهو الجانب السلبي الهالك للحياة ، ذلك على اعتبار ان الجسد الذي توزع عليه التوظيف الدموي استقبالا للعنف او تصديرا هو الجسد الذي امتد وتمدد مع السلطة في ممارساتها القمعية على ذاتها او على أفراد الدولة الآخرين .
كذلك يمكن القول ان شبكة بناء الاسرة التي ابتسرت على الأبناء وحسب أكدت ان غياب الأب مهما كان الأب في اول وهلة هو غياب الأنا العليا : تلك الأنا المتعالية المحددة والمتمثَلة بأب الاسرة والتي من الممكن ان تكون قيمة اعتبارية تناهض اغتراب وضياع الأبناء لكونها تعزز فيهم استمرار الماضي والتأريخ والسبب . واكدت ايضا ان غياب الأم يفرض غيابا دلاليا الى الهوية ، الارض ، المجتمع ، وبالتالي أصبحت هذه الشبكة المبتسرة مجرد عُصاب سايكو – ايديولوجي يمارس طقوسه في التداعي على أساس تفريغه من طاقته ، استمراره ، ذاته ، حضوره ، واقعه المعيش ، قيمه ، اعتباره ، هويته ، دولته . ان تلك الأنا / الأبناء عندما وجدت نفسها بلا : هو ، أنا عليا ، بوصفها الامتداد والبقاء وبوصفها القيمة والهوية ، بلا بوصلة دالة وان المتجهات هي أنوات بالضرورة متقاطعة ، متصارعة ، تجرّ اقدامها الرغبة في الانتقام ، القتل ، سفك المزيد من الدم والغربة والضياع في وطن اقتصرت خارطته على تلك الأنوات المفرغة من ذواتها .

دروس في النقد
الحلقة الثانية : النقد البنيوي
العنوان : التفكك البنائي للاسرة
مسرحية ستربتيز انموذجا

تقدمة واصفة
المشهد الاول فقط :المسرح إظلام . الفضاء مسكون بالفراغ . بقع ضوئية تكشف أربعة أبناء وجوههم الى أفق الخشبة المعتم ، ظهورهم الى المشاهدين . يلوّحون بايديهم الى مخلص ما . عندما تتلاشى إشارة خلاصهم يتنافرون

التفكك البنائي
– المشهد المسرحي بناء مشيّد بذاته
هكذا تضعنا هيكلة المشهد المسرحي المستقطع عن مسرحية
ستربتيز امام ان يكون التمظهر الخارجي انموذجا لفهم المشهد . انموذجا نستدل عن طريقه التصورات ، الشفرات ، العلائق ، البنيات التي من شأنها ان تكشف عن دلالات المشهد المخبوءة والتي يراد لها ان تؤكد العمق الغائب من حيث كشوفات التمظهر الحاضر .
يمكن ان نقسم المشهد ابتداء الى :
• الهدف ، وفيه :
اولا : البنيات المحددة
وتتكون من :
١- الظلام
٢- بقع الضوء النازلة من الأعلى لتكشف بنيات اخرى
٣- اجساد الممثلين / الأبناء – الإخوة
ثانيا : العلامات المترابطة
وتتكون من :
١- الرحيل : وهو بحث الأبناء كبنية متفاعلة مع بنية خارجة عنهم تتمثل إشارة غائبة لصفارة منقذ وانتشال الأبناء من واقعهم المرفوض من قبلهم .
٢- التقاطع : عندما لم يجد الأبناء منقذا اخلاصهم من ورطة وجودهم كبنيات تريد الرحيل صار ضياعهم الداخلي سلسلة من العلامات المتكررة من جهة والمتقاطعة ، المتصارعة ، الضائعة ، المغرّبة عن واقعها من جهة ثانية والتي استقرت في وحدتها الفوضوية بالبيت كأسرة متضاربة ومنزوعة التواصل من جهة ثالثة .
ثالثا : النسق
ان دائرة الضياع التي كشفت عن بنيات الأجزاء المضطربة بالضرورة كشفت عن البنية الكلية لدائرة الضياع العامة ، فبما ان الأفراد هم اجزاء ضائعة اذن يترتب في ضوء ذلك ان الاسرة ضائعة والمجتمع وصولا الى الدولة والنظام . وهذا يعني ان كلية الأبناء كنسق عام جميعا في دوامة الضياع .
• الوظيفة
عرفنا ان آليات المشهد ترتبت على وفق بنياته وَمِمَّا تآلف داخل المشهد من حراك وعلائق ترتب على نحو :
اولا : علائق تتابعية
وهذه تمايزت في :
١- ظهور الظلام كوحدة بناء
٢- ظهور الأبناء كوحدة رحيل
٣- الإشارة / التلويحة التي تطلب المنقذ هي نفسها إشارة الرحيل
٤- الحركة المتقاطعة والمتنافسة في تحقيق صراع داخل الاسرة : الأبناء فيما بينهم
ان جميع تلك العلائق التي تراتبت في تتابعيتها كانت علائق حضور تؤكد شكل وانموذج بنيات المشهد عبر آلياته الحاضرة وحسب .
ثانيا : علائق تبادلية
وهذه تمايزت في :
١ – صورة الأبناء لو تحقق الرحيل خارج وطنهم
٢ – صورة الأبناء لو كان السلام مبدأ العيش في وطنهم
٣ – صورة تحقيق المراد سواء في وصول إشارة الإنقاذ او في ازاحة بعضهم البعض
هذه جميعا شكلت علائق غياب في المشهد لكنها تلك العلائق التي من الممكن تصورها كونها أطوارا للشكل الغائب والذي من الممكن استحضاره بديلا عما يحدث لهذه الاسرة وحضورها للابناء .
كذلك يمكن ان نتعرف على :
١- ان سياق الرحيل عبر إيجاد منقذ هو السياق الخارج عن معطى المشهد الذي سيتحقق فعله الان في ظل واقع أسرة ضائعة
٢- ان سياق الصراع بين الأبناء والذي شكل مجموعة جمل كلها متشابهة وتدفع باتجاه الصراع الداخلي هو سياق الداخل في البناء المشهدي الذي من خلاله يبدأ الفعل المسرحي المؤطِر لحكاية العرض .
من هنا يمكن ان نتلمس المعنى تحصيلا : ان الأبناء نافرون عن وطنهم وعن أنفسهم وهم في حاجة الى منقذ خارجي اكثر مما هم في حاجة الى اعتبار داخلي وبالتالي يمكن الوصول عبر ذلك المعنى الملحوظ ان الشفرة التي أراد زرعها المخرج في هذا المشهد تتمثل : ان طبيعة النظام المؤدلج هي طبيعة كلية تصادر الطبيعة الجزئية عند الأفراد .
وعبر ثالوث التواصل المؤلف من : المرسل ، الرسالة ، المرسل اليه نتمكن من تحديد لعبة المشهد على فرض :
١- ان المخرج أراد تبيان المشهد على نحو تبيان فكرته والتي يخلص فيها الى : ان الأبناء داخل الوطن مجرد لعبة لديمومة الضياع
٢- ان المشهد يدفع باتجاه تحصيل بنياته المتوافرة فيه ويدفع ايضا ان تلك البنيات مهزومة ، مهدمة ، ضائعة ، تريد النفور عبر الخارج خلاصا لها من داخلها ونظامها السياسي .
٣- اننا كقراء نفهم من وراء تلك البنيات بعد كشفها : ان الأيديولوجيا تُمارس قهرا مضاعفا تجعل من الاسرة تفككا للدولة .
ان تلك التراكيب البنائية التي طرحها المشهد في مسرحية ستربتيز هي تراكيب لظواهر الأبناء الذين بمقدار ظهورهم ترتب مقدار تضامنهم في العلائق والأدوار او في خراب النظام والسلطة او في تفكيك الاسرة ذاتها . وَمِمَّا ينظر اليه هنا هو اشتمال الاسرة بابنائها الى :
١- الفرد ، الاسرة ، المجتمع ، الدولة ، النظام ، عبارة عن وحدة كلية واحدة بغض النظر عن زمانها ومكانها .
٢- البحث ، السفر ، الصراع ، الضياع ، التفكك ، كلها حالات تمتلك قابلية التحول فيما بينها تبعا لحركة الأبناء فيها وتبعا لسيرورات العلائق التي تتابع وتبادل في عمليات من الحضور والغياب .
٣- لعدم توفر منقذ سواء كان ذلك المنقذ من خارج الوطن او من داخله لزم ثبات تلك الوحدات البنائية وشفراتها في المشهد مما ترتب في ضوء ذلك انعدام التعديل او على الأقل تغاير الأدوار بما ان هناك تغايرا في أطوار صناعة المشهد وحيوانه المتغيرة افتراضا .
مما تقدم نكشف ان تلك البنيات الحاضرة تعاني أزمة حضورها كأجزاء في المشهد بوحدة كلية وان هذه المعاناة نتج عنها ضياع وتفكك الاسرة وهو ذاته تفكك الوطن وصولا الى اكتشاف الشفرة التي تبين ما يجري على أساس تبيان ان السلطة الدكتاتورية الموجهة لعلائق وحركة الأبناء جعلت من تلك الاسرة والذرات مجرد دمى ضائعة تبحث عن حرية المعنى من خلال حرية الحضور غير المدنس بالضياع .

دروس في النقد
الحلقة الثالثة : النقد التفكيكي
العنوان : أثر الجيو – عتمة وانتشاره
مسرحية ستربتيز انموذجا
تقدمة واصفة
المشهد الاول فقط :المسرح إظلام . الفضاء مسكون بالفراغ . بقع ضوئية تكشف أربعة أبناء وجوههم الى أفق الخشبة المعتم ، ظهورهم الى المشاهدين . يلوّحون بايديهم الى مخلص ما . عندما تتلاشى إشارة خلاصهم يتنافرون
الجيو – عتمة
يضعنا العرض المسرحي ستربتيز في سلسلة من مواضع لا قرار لها في إمكان التوقف عند عتبة الشكل او عند عتبة المعنى اذ طالما يندلق في أبصارنا نزيف الشكل طالما يندلق ايضا ماء التخصيب لإيجاد معنى لا يراهن عليه في إيقاف ذلك النزيف وَمِمَّا يتجلى من هذا التدفق اندلاقا هو استمرار لعبة التخصيب كمحاولة منا لبلوغ معنى محدد من جهة واستمرار تأجيل ذلك المعنى لما استنزفه أثر ذلك الشكل الذي ما ان نراه حتى يحرض فينا سؤال ما بعده او ما يضمره من معنى ما من جهة ثانية .
ان بدء ذلك الشكل يتمظهر علينا بوصفه كتابة العرض التي تمايز داخلها اولا من حيث :
١- دال الظلام
٢- دال البقع الضوئية
٣- دال الممثلين
٤- دال المؤثر الصوتي
اننا اذ نميز اولا دال الظلام فان ذلك التميز يشير الى :
١- القلق
٢- الخوف
٣- التوتر
٤- التشوق الى ما بعده
كذلك ان ما يشيره الأثر الناجم عن البقع الضوئية يمكن ملاحظته عند استدعاء مدلوله من خلال :
١- الكشف الملحوظ بدءً يؤدي الى جرّ المتلقي الى سدّ شغفه بمتابعة عتبة المشهد الاول .
٢- انكشاف العالم مثلما انكشاف السر يتم تدريجيا
٣- صورة الواقع المعيش متباينة : كثير من الظلام ينزاح عنه قليل من الضياء
٤- محاولة لإزاحة الظلام الجيو – مسرحي نحو الظلام الجيو – نفسي . هذا ايضا ترك مشاهدتنا للممثلين تتطلع الى احصاء المعنى من حيث تتبع اثر ما انكشف من أولئك الممثلين بوصفهم أجسادا ترنو الى بلوغ معنى معين يمكن للمَشاهِد ان يستدل عليه مما :
أ – الحد الأفقي لمنظورهم هو حد مجهول الملامح والمصير طالما كان حدا غارقا في مستنقع الظلام المعتمد كفضاء يتمثل سينوغرافيا المشهد المسرحي .
ب – التوسل بالخلاص هو توسل الهروب من الذات ، الوطن ، الأيديولوجيا ، الهوية على اعتبار ان ما يطفح حولهم من ظلام يطفح في داخلهم مثلما في خارجهم وليس لهم من مواجهة الا النفور عما يجري من ظلام وطني – ذاتي .
ت – الأنا محتاجة بوصفها الجسد – الذات – الهوية الى اخر لينقذها مما هي فيه وَمِمَّا يحيطها .
ث – التراصف المنظور للممثلين ينبئ عن تكرار دوال الممثلين / الابناء الذين بإحرازهم هذا يؤكدون ذات النسق الجاري عليهم والذي مفاده ان جميع الابناء عبارة عن سلسلة من أفراد في مجتمع لا يشكل ذلك المجتمع المتعدد الا صورة واحدة تنعكس في فرد واحد ممسوخ الملامح ومجهول الذات والهوية .
د – ان اثر اجسادهم المتعرية ازاء ايديولوجيا لا وجه لها الا مسخ الذات هو ذلك الأثر الذي يستدعي عموم النسق الحاضن للابناء في دائرة الصراع – الاستبداد – الخضوع – القهر .
من هنا نلحظ ان النسق قد شكل من دائرة علاقات ترمي الى رصد معانٍ مؤجلة يمكن استدعاؤها عن طريق :
١- اختلاف دال الظلام مع دال البقع الضوئية
٢- اختلاف دال الظلام مع دال الممثلين
٣- اختلاف دال البقع الضوئية مع دال الممثلين
وعبر هذا الاختلاف الذي يوفر لنا استدعاء المعنى الرابض هناك في لحظة تأجيله المستمر نبين مدلولات تلك الدوال على نحو :
١- ان الظلام بقدر ظهوره يعاني من حاجته الى تلك البقع الضوئية التي يبحث من خلالها وجوده او معناه هند المشاهدين وان هذا المعنى سوف يتأرجح في :
أ – الضياع
ب – الامل
ت – الحضور
ث – الغياب
٢- الجيو – عتمة تعد شكلا من أشكال الجيو – وطن وان انكشاف او حضور الممثلين بأجسادهم إنما هو ذلك الحضور الذي يمنح الجيو – عتمة القدرة على إحالتها الى الجيو – دال : ذلك الجسد الذي من خرائطه الحاضرة توافر الفعل بالهروب منها والبحث عن مخلص آخر يساعد تلك الاجساد بتحقيق ذواتها عن تحقيق رفع المسخ عن دوالها .
٣- ان ظهور اجساد الممثلين هو محاولة للتصريح بــ :
أ – أثر حضورهم الجزئي ينبئ بمعتقلهم داخل النظام الشمولي المظلم
ب – اثر حضورهم الجزئي يؤكد وجود مجتمع غارق في راديكالية السلوك الجمعي الذي لا يميز بين احد من هؤلاء الابناء بقدر ما يساوي في نسبة أثرهم المتكرر وحسب .
ت – كل ضوء او انكشاف هو مرآة تعكس وجه النفس التي تعاني غربة واغتراب حاملها : ذلك الجسد الممروض بأثره .
ان الامر الذي جعل معنى الخلاص عبر الجسد ، الإشارة هو معنى يتناسل الى سلسلة لا تحصى من المعاني في لحظة من الانتشار والتشتت تناسب مع ذلك النفير المتقاطع مع حركة الاجساد والتي بلغ حد خلافها حد تخالفها الدموي في نفسها وعلى نفسها ومع مجتمعها وصولا الى مدار الدولة الذي انغلق على تلك التقاطعات المتخالفة التي تؤدي ابدا الى فورة من الضياع والجهل والانتقام تحت يافطة واسعة من أدلجة القهر والاستلاب .

محمد سامي : موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *