مسيحية ومسلم محور مسرحية حول داعش

 

بقلم صالح قشطة:

بعد مسيرة حفلت بالعديد من الأعمال المسرحية والدرامية والكارتونية والإصدارات الأدبية، يعود اسم الفنان الفلسطيني غنّام غنّام إلى صدارة الأحاديث والأخبار في الوسط الفني، بالتزامن مع الرواج الذي تشهده آخر أعماله المتمثلة بمسرحية “سأموت في المنفى”، التي يتم عرضها حالياً في عدد من الدول.

هذا بالإضافة إلى اختيار معهد المسرح الياباني لنصه المسرحي الأخير “ليلك ضحى – الموت في زمن داعش” لتتم ترجمته إلى اللغة اليابانية، ما اعتبره غنام “حدثاً استثنائياً” في مسيرته الفنية، بعد أن كرمته وزارة الثقافة الأردنية بجائزة الإبداع المخصصة للنص المسرحي مؤخراً.

ويتحدث غنام إلى موقع (إرفع صوتك) حول مسرحية “ليلك ضحى – الموت في زمن داعش”، منوهاً إلى أن المسألة غير متعلقة بداعش بحد ذاتها، بل متعلقة بكل التطرف الديني “الذي يجتاحنا منذ سنوات طويلة، وربما يُرصد في العصر الحديث من الثمانينيات وحتى الآن، وهو في تصاعد منذ ظهور طالبان”.

رائحة سورية..

ويوضح غنام، الذي أراد التصدي لظاهرة داعش بشكل غير تقليدي، أن المسرحية لا تحدد اسم البلد التي تدور أحداثها فيها، “لكنك تستطيع أن تشتمّ رائحة سورية فيها مباشرة”.

وبحسب غنام، فإن المسرحية تتناول حكاية شاب وفتاة درسا في كلية الفنون سوياً، “هو درس المسرح وهي درست الموسيقى، هو مسلم وهي مسيحية”، أحبا بعضهما وتزوجا بعد الكلية.. وتم تعيينه في قرية تبعد 500 كلم عن العاصمة، بينما تم تعيينها هي في العاصمة، وسعت للانتقال إلى القرية البعيدة التي أطلق عليها غنام اسم “تل قمح”.

“تل قمح” تحت سيطرة داعش!

ويتابع غنام حول أحداث مسرحيته، حيث “تُفتن” القرية بالفتاة التي تحمل آلة الغيتار “كما تحمل البندقية على كتفها”، وبالشاب الذي يعلم الأطفال المسرح. لتقع القرية بعد ذلك تحت سطوة داعش، “وتُعلن فيها أمارة وأمير، وفجأة نجد أن معظم القرية انقلبت إلى داعش”.

ويتابع أن الشاب والفتاة يصبحان فريسة لكل من بالقرية، بما فيهم أمير داعش وشيخ الجامع، “وفجأة يلتفتون لفكرة أن الفتاة مسيحية.. وأنها وزوجها زنادقة وكفرة ويعملان بالموسيقى الحرام، ويتم حصارهما”.

ويشير غنام خلال حديثه إلى أن الداعشي الذي يحرس الفتاة والشاب في حصارهما هو فتى عمره 16 عاماً، كان طالباً لدى الشاب المسرحي ومثل معه دور عنترة بن شداد في إحدى مسرحياته.

سيف عنترة لا يذبح..

وفي أحد مشاهد المسرحية، يخاطب الفتى رهينتيه “سيف عنترة الخشبي الذي كنت تخبرنا عنه بالمدرسة الآن لا يذبح، وأنتِ يا معلمة الموسيقى، “نسّم علينا الهوا” التي كنت تعلمينها للفتيات لا تنفع اليوم، وصوت فيروز لا ينفع، فقد نسّم ريح الجنة..”.

وتتصاعد أحداث المسرحية التي تنتهي بتقديم الشاب والفتاة مشهداً مسرحياً، كون مكان حصارهما هو مسرح المدرسة. حيث كان المشهد من قصة عنترة “ولكن بشكل مختلف”، يقول غنام؛ موضحاً أن المشهد “توبخ عبلة فيه عنتر لأنه باع قضية العبيد وصار يريد أن يكون من الأسياد، علّه يُحصل تغييراً وجدانياً داخل الفتى الذي كان مكلفاً بأن يقوم بعملية انتحارية”، إلّا أن اليأس الذي دب في قلب الفتاة الموسيقية والشاب المسرحي لاحقاً دفعهما للانتحار في سجنهما. ليعود الفتى ليبشرهما بأنه قد عاد عن تنفيذ العملية بالشكل الذي كان مخططاً له، فيجدهما في رمقهما الأخير.

منع من العرض!

كما يضيف غنام “أخذ النص مخرجان عربيان وقدموه للإجازة في بلديهما ولم يُجز (رفض المخرج الإعلان عن اسم البلدين).. وهما بلدان يعانيان من داعش!”، مؤكداً أن النسخة الأولى لهذا العمل ستكون باللغة اليابانية، “وهذه مفارقة عجيبة”.

وفي ختام حديثه إلى موقع (إرفع صوتك)، يتطرق غنام إلى أهمية الفنون والمسرح في محاربة الإرهاب وقوى الظلام، ويقول “عندما تدلهم الخطوب (عندما تصبح المصائب كبيرة)، ويصبح الظلام أوسع كما يحدث الآن، تكتسب أية شمعة صغيرة أهمية كبيرة في مواجهة تجارة الموت”.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *