مسرح في الصحراء ومسامرة نقدية / أطياف رشيد

يعد مهرجان المسرح الصحراوي بدورته الرابعه في امارة الشارقة بالامارات المتحدة العربية والذي اقيم في ١٣ ديسمبر تظاهرة فنية لها نكهتها الخاصة حيث قدمت عروض البلدان المشاركة اعمالها بين احضان الصحراء.وقدم كل عرض بلد عربي تحت مسمى ليلة باسم ذلك البلد فكانت ليلة مصرية وموريتانية وتونسية وتبعتها الجلسات النقدية التي حملت عنوانا مغايرا ايضا وهو مسامرة نقديةيعد المهرجان انطلاقة تاسيسية مهمة لتوجه مسرحي غاية في التميز وشديد الفرادة كونه ينحى للتاصيل في توجه مسرحي مغاير من حيث الفضاء ويحاول ان يلتزم باشتراطات ومحددات اصول المسرح من حيث اللعب على المساحات الاخراج وبناء المشاهد في هذا الفضاء الصعب. تاتي ميزة هذا المهرجان ايضا كونه يعد تظاهرة حقيقية في استقطاب الجمهور الى بيئته الام الصحراء وهو يقدم صورة عن هذه البيئة متخذا من تفصيلات المكان وخصوصياته رموزا تتواصل بها مع المتلقي في فتح بوابات التفكير والاثراء المعرفي المتبادل في تلقي الرسائل الجمالية والقيم المعرفية والانسانية .واللافت في هذا المهرجان الحضور المميز والكثيف للمشاهدين رغم بعد المسافه وبرودة الجو مساءا في الفضاء المكشوف ممايدل على نجاح التجربة وامكانية استمرارها كحدث له خصوصياته اذ يعتمد العرض المسرحي شانه شان فنون ابداعية اخرى تعتمد التفاعل مع

                اطياف رشيد

الجمهور اساس قيامها وشرط نجاحها في توصيل الرسالة المعرفية والجماليه .ولكن مايميز المسرح انه تفاعل حي يختلف عن حضور الجمهور لصالة سينما لمشاهدة فيلم او معرض تشكيلي مثلا. استطاع المهرجان ان يجمع بين الفلوكلور والنمط البدوي في تاثيث بيئة الصحراء بعناصر التمسرح والفرجة المحملة بمدلولات وقيم المكان ونكهته .جامعا بين التراث التي تجسدت بالخيم والزي وطبعا البيئة الصحراويه والموضوعات المقدمة والحداثة من جهة اخرى التي تمثلت بالتقنيات المعاصرة في اضاءة وتقنيات الصوت بطريقة البلاي باك . تميز العرض الاماراتي وهو العرض الاول وحمل عنوان الفزعة من تاليف سلطان النيادي واخراج محمد العامري وهي لفرقة مسرح الشارقة الوطني باستغلال متميز للمكان وتقديم حكاية الفزعة التي تعبر عن القيم العربيه في نجدة الملهوف ومن تعرض للغزو والاذى والاعتداء ورد الظلم واغاثة المظلوم . لكن ميزته كانت تكمن في الربط السلس لفكرة راعي الفزعه وتحول الفكرة من الفزعه من شكلها الصدامي والمجابهة مع الخصم الى الحلول السلمية واعمال العقل والفكر والحكمة في التصدي للمشكلات الى التوصل الى اهمية العلم والتنوير الثقافي للفرد الذي يمثل القيمة العليا والاساسية في بناء المجتمعات المتقدمة. ايضا اثار المهرجان الكثير من الاسئلة منها هل من الضروري تقديم موضوعات خاصة بهذه البيئه فقط ؟ واذاكانت الاجابة ان نعم لانها تشبه بيئتها اذن هل ستصمد هذه الموضوعات امام معضلة التكرار؟هل بالامكان استحضار موضوعات العصر ومشكلاته الى روح الصحراء ؟ انا اركز على هذا الجانب عن الموضوعات التي يمكن يناقشها هذا المسرح لانه بالتاكيد يعتمد على المرموزات والتفاصيل التي تشبه هذه البيئة الى اي مدى يمكن ان يستفاد من الفضاء الشاسع والمدى المترامي للصحراء وتوظيفها سيميائيا في اثراء الحكاية والثيمة؟ التساؤلات التي تطرح في سياق هذه التجربة باعتقادي لابد ان توضع بمختبر وورش لانجاز الشكل المتكامل لفرجة مشوقة ومؤثرة. والحقيقة يبقى هذا المهرجان تجربة فربدة متميزة قادرة على اثبات وجودها بماتمتلك من خصوصية

____________________

المصدر / محمد سامي موقع الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *