مسرحية «كن ربيعا» اخراج محمد صالح عروس في فضاء مسار – باب العسل: الألوان ترحل بخيال الطفل إلى عوالـم مميزة / مفيدة خليل #تونس

احلم، تألّق، تميّز واسع أن تكون الافضل واصنع ربيعك بنفسك، شاكس واقعك وعاند قساوته وحوّل سواده إلى ألوان زاهية

وكن وردة تتفتح دائما امام شعاع الشمس الاوّل، انهض من مكانك وأسع لتحوّل البرودة إلى حرارة من خلال فعل المقاومة والحلم، احلم فأنت انسان وأصنع ربيعك أيها الطفل فكلّنا نصنع الوانا ولا ننتظر من يزرع فينا وروده هكذا يمكن تلخيص مجموعة من رسائل مسرحية «كن ربيعا» للمخرج محمد صالح عروس.

«كن ربيعا» هو العمل الاول لمركز الفنون الركحية والدرامية تحت ادارة لزهر الفرحاني مسرحية موجهة الى الطفل نص واخراج محمد صالح عروس ومساعد مخرج هيفاء طويهري وسينوغرافيا وملابس لإيمان الصامت وتمثيل وتحريك العرائس كلّ من ايهاب بن رمضان وهيام النصري وعائدة شعبان وتوظيب عام للزين العبيدي واضاءة لعبد الباقي المهري ومعز الخميري وصوت حلمي مرداسي وكيكور محمد امين عبيدي وتوظيب ملابس هيام النصري وتوظيب ركح علاء الدين السطفوري ومتابعة الانتاج لطلال العرفاوي.

كن ربيعك واصنع حلمك
موسيقى هادئة ومبهجة تدغدغ قلوب الاطفال وتحملهم الى عوالم سحرية، الوان جميلة ومبهرة زادت الركح بهاء وبعثت داخله طاقة عجيبة للحب والجمال، الالوان الممتعة تقود الطفل الى عوالم المتعة لاكتشاف فضاءات اخرى غير التي يعرفها، الموسيقى وكلمات الاغاني تدعو الطفل ليحلم ويبدع.

«كن ربيعا» هو اسم العمل ومنذ العنوان هناك دعوة مباشرة للطفل ليكون ربيعه ومع تتبعّ الحكاية يفهم سرّ العنوان تدور أحداث المسرحية في حقل ما، هي مسرحية داخل المسرحية ثلاثة اصدقاء شهد وفرح وماهر ثلاثة اطفال تجمعهم غرفة الجلوس للعب فيتركون العنان لخيالهم لكتابة عمل مسرحي يجسدونه ويكون ديكور البيت ديكور المسرحية التي يكتبونها والمسرحية المتخيلة ابطالها من الحشرات «الخنفس ضياء» و «الضفدع» و«الفراش رنان» و«الخنفس كشكاش» و«العنكبوت بيلسان» و«الذبابة دنوس» حشرات تبدو صغيرة الحجم لكن يجمعها مسار البحث عن الربيع الذي لم يأت بعد، فتكون الحكاية داخل الحكاية مطية للدخول الى عوالم الاطفال ودغدغة خيال الطفل ليسافر ويخوض رحلة تتفاعل فيها مؤثرات المسرحية مع عالمه النفسي.

الرحلة تجسد على الركح من خلال الموسيقى وتغيير الديكور وتغيير العرائس، تفاعل مميز بين العروسة ومحرّكها، الخط الدرامي للمسرحية ينطلق من الانفراج ثمّ العقدة ثمّ الانفراج مرة اخرى ، رحلة تخوضها الشخصيات وتتغير فيها الادوار لتكون نهايتها مميزة وهي دعوة الطفل ان يصنع ربيعه بنفسه، فالربيع ليس مجرد شهر يدوم تسعين يوما ياتي بعد الشتاء وقبل الصيف كما تقول دروس المدرسة بل الربيع هو الفعل المتواصل للحلم، هو البحث عن مكمن الجمال داخلنا هو السعي إلى أن نحوّل الاسود الى الوان زاهية وأن نصنع ابتسامتنا بانفسنا، الربيع في المسرحية فعل ذاتي لا يهدأ كما السعادة والحب والامل ومن خلال العمل يٌدعى الطفل إلى أن يصنع ربيعه فالربيع مزهر بداخلنا طوال العام متى اردنا ذلك.

السينوغرافيا من مقومات نجاح العمل
الألوان زاهية، الضوء والموسيقى يصنعان فرجة مختلفة، الالوان هي مزية العمل، الملابس تعبّر عن الحكاية وتحمل الطفل الى عوالم الحشرات والربيع بكل تجلياته وتفاصيله، كوستيم المحركين يتماهى مع الموضوع العام للمسرحية ويغوص في التفاصيل ايضا اذ تتسم ملابس «كن ربيعا «بالبساطة والإشباع على مستوى اختيار الألوان إضافة إلى تكامل كل شخصية ممثلة أو محركة للعرائس مع الفضاء والدمى التي تحركها لتبرز التركيبة الكلية للمشهد المسرحي في انسجام وتناسق تام. فاختيارات الألوان في تصميم الأزياء ضمن هذا العمل تخضع إلى التغير والتنوع المرتبط بديهياً بتغيرات الدور والشخصية والطباع حسب تطور نسق الحكاية وما تقدمه الشخصيات الطفولية من حكي بالعرائس كما تقول صانعتها ايمان الصامت.

السينوغرافيا بكل مكوناتها كانت من مميزات قوة مسرحية «كن ربيعا» بهاء الالوان وتماهيها مع الموسيقى ولباس المحركين ودقة صنع العروسة ونقل تفاصيلها كانت عنوانا للجمال والابداع ولتقديم حكاية تحمل الطفل الى عوالم الخيال حكاية تقول انّ الفنان وحده قادر على التغيير فالخنفس ضياء لانّه فنان ويريد انجاز عمله الجديد في الهواء الطلق سعى إلى مقابلة الربيع وخاض تجربة ورحلة مثيرة انطلقت من حقله في الشرق الى حقول الغرب وواجه العواصف وشباك العنكبوت بيلسان لكنه قاوم ليصل الى الربيع حتى يزوره وحينها ينجز عرضه فالخنفس عنوان للامل والتمسك بالحلم وهاتان القيمتان تمّ

التعبير عنهما بالموسيقى والاضاءة والملابس الزاهية الالوان.

_____________

المصدر / المغرب

نشر : محمد سامي

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش