مسرحية فندق سترندبري في ستوكهولم

مسرح التقنيات الحديثة وتغيير معمارية المسرح والسينوغرافيا لتشكيل فضاء مسرحي يتحكم فيه  المخرج المؤلف صاحب المخيلة والتي لاتعرف الركود ومحاولة تغيير ظروف التلقي وفن العرض المسرحي من خلال  أداء الممثل المفكر كما يقول المخرج الاسترالي سيمون ستون “علينا ان نفكر ونتجاوز حدود الكسل والخوف ويبقى الارتجال وعامل الابداع هو في النص وتقنيات الممثل وعامل الصوت والصورة والتي تنسجم مع الواقع المعاصر”.عندما تجلس في صالة المسرح وقد تحولت خشبة المسرح الى فندق من ثلاثة طوابق وغرف زجاجية وأشخاص يتتصرفون بشكل طبيعي في هذه الغرف وسلالم واستعلامات الفندق ،تحولت عين المتفرج عبارة عن عين الكاميرا وهي تستلم وتنقل عدة حوادت في أن واحد ، مع شاشة ترجمة فورية الى اللغة الانكليزية ونحن نشاهد مسرحية فندق سترندبري مايقارب خمس ساعات مع استراحتين دون الشعور بحالة المللْ. المخرج الاسترالي سيمون ستون ومسرحية فندق سترندبري على المسرح الكبير في المسرح الملكي دراماتن ومهرجان انغمار برغمان المسرحي العالمي الرابع في ستوكهولم، إختار المخرج عنوان فندقه للكاتب السويدي اوغست سترندبري ،كاره النساء والحب، فندق يجتمع فيه الرجال والنساء وخليط من العلاقات المأساوية والكوميدية،وعين المتفرج تختلس رجال ونساء من خلال غرف ونوافد زجاجية تظهر بشاعة الانسان والعلاقات الاجتماعية المزيفة،ندخل في أعماق التفاهات وننحدر الى كل اسرار العلاقات الحميمية، هذا هو خزين ماتركه الكاتب سترندبري من فوضوية العلاقات الاجتماعية ،ربما تكون محرجة ومستفزة للمشاعر ولكنها صادقة، ويبقى المخرج الاسترالي سيمون ستون والمولود في سويسرا ومسرحيته فندق سترندبري عمل مسرحي مشترك مابين فرقة بورغ فيينا ومسرح بازل وقد كتب سيمون هذه المسرحية فندق سترندي وهو يستند عل العلاقة المزيفة والكره للحب والمرأة في مسرحيات سترندبري من خلال مسرحية الاب، سوناتا الاشباح، والسيدة جولي، ولكن يبقى الحاضر هو سيد الموقف في بيت زجاجي ونحن نعيش انين وصراخ الرجال والنساء، والانتقال مابين الغرف من خلال الضوء والصوت، وهل هناك حب مابين الرجل والمرأة في هذه الملحمة الطويلة ومسرحية فندق سترندبري وكل العلاقات الاجتماعية المشوهة والخيانات الزوجية على مدى خمس ساعات تقريبآ،وكنا نجلس ونتحرك ونضحك على بعض المواقف،وهل هناك حرب مابين الجنسين؟ والمخرج سيمون ستون سبق أن اخرج الى الكاتب النرويجي هنريك ابسن والكاتب الروسي أنطوان تشخوف،وهذه المرة تجربته مع الكاتب السويدي اوغست سترندبري ونحن ننتقل مابين المدرسة الطبيعية والتعبيرية، مابين مسرحية سوناتا الاشباح ،والطريق الى دمشق ،البجع،وبانوراما العلاقات البشرية مابين الترفيه والفكاهة والحزن والهيستريا والاسرة وعلاقة الزوجين، نعم كان المخرج الاسترالي سيمون ستون  باهر في فندقه من ثلاثة طوابق أظهر لنا الكره والجشع وحلم الناس ورغباتهم وعلاقاتهم في الغرف وفي السلالم، وقد اجاد المخرج سيمون ستون في توصيل أفكاره للمتفرج من خلال مسرحية فندق سترندبري، وعمله المشترك مابين مسرح بازل ومسرح بورغ في فيينا، وقد سبق للمخرج سيمون ستون حصل على جائزة نيسترو كافضل مخرج في فيينا، استخدم المخرج سيمون مسرح تكنولوجيا راقية  من خلال الصوت والموسيقى والسينوغراف الراقي والمسرح البصري وحركة المجاميع ومجموعة من الممثلين والممثلات ، والمخرج سيمون ستون يبلغ من العمر  ٣٥ سنة ومبدع في إختياره لهذا الفندق السترندبرغي وكل تفاصيل حياته ومسرحياته ، أظهر السحر الحقيقي في كل المشاهد المسرحية حالة الطلاق والخصام والحب داخل غرف وابواب وسلالم ،وكل المشاهد تدور مابين الرجل والمرأة، عملية الطلاق وعملية تعليم الاطفال،وشابة تنتظر عشيقها الذي لايأتي، واخر يحتفل لخلاصه من الطب النفسي،وزوج وزوجة يتناوبان في خدمة طفل،وزوجين والتوقيع على عقد الطلاق،كلها مشاهد داخل الغرف ونحن نتطلع على اسرار الناس وعلاقاتهم في فندق سترندبري .وفي مشهد كوميدي ساخر وجميل امرأة ورجل وهما في حالة سكر  يتخاصمان بسبب موضوع الشرب والاكل العشاء وقد نسيا الدخول الى غرفتهما ويدخلان في غرف غير غرفتهم وعامل الفندق يطلب منهم الهدوء وعدم الصراخ في نهاية الليل.ربط المخرج سيمون ستون بين كراهية سترندبري مابين الرجل والمرأة بالواقع المعاصر إمرأة تضرب زوجها او رجل مفتول العضلات يضرب رجل كبير السن، واستلهم المخرج سيمون ستون سبب كراهية سترندبري للنساء من خلال مسرحياته أو ربما كان قريب لحالة الهوس والجنون. إستلهم المخرج سيمون ستون ثيمته من مسرحيات ستريندبرغ مثل “سوناتا الشبح”، “الأب” و “أقوى” أو “الطريق إلى دمشق”، والذي تجلى جوهر حقيقة الاعتماد كما لفهم المنقولة الاشمئزاز نسبة والتفاني مثل الخوف مابين  الجنسين وسدد كرة قوية من المأساة ، يعالج المخرج سيمون ستون  كل المسرحيات الكلاسيكية من  الماضي وذلك بتحويلها الى الحاضر والجديد، والجانب الساحر هو في التصميم الذكي للفندق من ثلاثة طوابق مع السلالم على اليمين وفي كل طابق غرفتين من تصميم اليس بابدج .ومجموعة شجاعة من الممثلين داخل الغرف وهم يختفون في الحمام ولكن يبقى صوتهم ويخرجون فإنهم يعاودون الظهور بخطى جنونية كشخصيات جديدة في مشهد آخر , مع زي جديد وشعر مستعار وتتشابك القصص والحكايات وتدور جميع الحكايات حول العلاقات الدرامية مابين الرجل والمرأة ، ففي  الطابق السفلي  يناقش زوجان كارولين بيترز ومارتن وتكي حول طريقة تعليم الابنة. في الطابق الأول  تنتظر امرأة شابة فرانزيسكا هاكل عشيقها الذي لا يأتي. في الباب التالي ، يحتفل المرء بإطلاق سراحه من الطب النفسي. في الطابق فوقها يريد زوجين التوقيع على عقد الطلاق. قصص متشابكة وشخصيات تعيش وتتلذذ بعزلتها، يقول المخرج سيمون ستون “كنت افكر في تقديم منزل مثل منزل ابسن ولكن حولته الى فندق وغرف ونقطة عبور لممارسة الجنس والتوقيع على أوراق  الطلاق وإنهاء العلاقة الزوجية”،ويبقى المكان والبناء اقصد الفندق أكثر سحرآ وجمالآ ومثير للدهشة ، وفي هذا المبنى السكني الفندق يلتقي رجال ونساء وأمسية واحدة في علاقات غرامية ومأساوية وكوميدية. وفي الختام كانت النتيجة أن يتحول الفندق الى مستشفى الامراض العقلية . ونحن نعيش اللحظات الاخيرة للعلاقات المزيفة والصراخ والصوت الهستيري لمجموعة من الرجال والنساء والشباب والشابات

فريق مسرحية فندق سترندبري
المخرج :سيمون ستون
الازياء :اليس بابدج
دراماتورجيا :كلاوس ميسباخ
الاظاءة :مايكل هوفر
الموسيقى: برنهارد موسهامر
التمثيل :فرانزيسكا هاكل ، باربرا هورفاث ، رولاند كوخ ، كارولين بيترز ، ماكس روثبارت ، مايكل واشتر ، مارتن واتكي ، سيمون زاغرمان ، آين شفارتز.

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم

 

https://www.elaph.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *