مسارح «ويست إند»: من الصعب تخيّل روميو وجولييت على مسافة مترين #لندن

 

لطالما جذبت مسارح ويست إند في لندن زواراً من جميع أنحاء العالم لمشاهدة عروضها، لكنها اضطرت إلى تجديد نفسها والتكيّف، بسبب تفشي وباء «كوفيد-19».

وتباع 15 مليون تذكرة كل عام لعروض ويست إند، بما فيها «فانتوم أوف ذي اوبرا» و«لي ميزيرابل»، و«ذي ماوس تراب» وهي مسرحية بدأ عرضها في عام 1952.

لكن الوباء تسبب في إسدال الستائر، منذ مارس الماضي، تاركاً المسارح تواجه مستقبلاً غامضاً، فيما تهدد إجراءات التباعد الاجتماعي وجودها.

لويس هارتشون وبراين هوك، المؤسسان المشاركان لـ«هارتشورن – هوك بروداكشنز»، كانا من بين الأوائل الذين تكيّفوا مع الواقع الجديد، وأعلنا عن إعادة فتح أبواب مسرحهما بعرض «ذي غريت غاتسبي».

في عالم المسرح التقليدي، تعد إجراءات التباعد الاجتماعي مشكلة حقيقية.

ومع اضطرار الجمهور إلى البقاء على مسافة مترين بموجب القواعد الحالية، قالت شركة «رويال شكسبير» إنها لا يمكنها استيعاب سوى 20% من جمهورها المعتاد.

ورأت المديرة التنفيذية للشركة التي تتخذ في ستراتفورد أبون إيفن مقراً، كاثرين ماليون، أن الأمور على هذا الشكل «غير قابلة للاستمرار مادياً».

وأضافت: «كيف نؤدي العروض في ظل تدابير التباعد الاجتماعي؟ من الصعب تخيل روميو وجولييت على مسافة مترين».

وقال هوك لوكالة «فرانس برس»: «سيعاد تصور العرض كحفلة تنكرية». والمتفرجون مدعوون لوضع الكمامات التي يمكنهم اعتبارها جزءاً من أزيائهم، والقفازات إذا رغبوا في ذلك.

كما سيُخفض عدد الحضور أيضاً إلى 90 بعدما كان 240 في السابق، وعُدّل الجدول الزمني للسماح بالقيام بعمليات تطهير شاملة.

وأضاف هوك أن الخبر السار أن التذاكر «تباع والناس يريدون العودة».

من ناحيته، قال رئيس اتحاد المسارح في المملكة المتحدة، جوليان بيرد، أمام لجنة برلمانية عقدت، أخيراً، إن «نحو ثلث الحضور في مسارح لندن هم من السياح الأجانب، وفي الوقت الراهن هناك بالطبع احتمال ضئيل جداً بوجود زوار من الخارج».

وحذّر من أن ما يصل إلى 70% من المسارح قد تفلس بحلول نهاية العام.

وخلّفت الأزمة الحالية فجوة في عائدات المسرح هذا العام، بقيمة ثلاثة مليارات جنيه إسترليني، وهو انخفاض بأكثر من 60% من العام الماضي، وفقاً لدراسة أجرتها شركة أكسفورد إيكونوميكس للإحصاءات لمصلحة «ذي كرييتف إندستريز فيديريشن». لكن هذا التقرير لا يأخذ في الاعتبار الإحجام المحتمل للجمهور عن العودة إلى المسارح عند السماح بذلك، مع تحذير الاتحاد من أن هناك 200 ألف شخص سيسرّحون من وظائفهم إذا لم تتدخل الحكومة.

ومن أجل البقاء والاستمرار، تقدم بعض المسارح منتجات وحلولاً بديلة، ففي مسرح «أولد فيك» في لندن، ستؤدي الممثلة كلير فوي ومات سميث، نجما مسلسل «ذي كراون» التلفزيوني مسرحية «لانغز» من دون جمهور، مع الحفاظ على مسافة بينهما. وسيصوّر كل عرض وسيبث مباشرة إلى 1000 شخص اشتروا التذاكر بالأسعار العادية.

ويعد هذا الأمر مقامرة جريئة، إذ قام العديد من المسارح الأخرى، مثل المسرح الوطني في لندن، بنشر عروض مجانية عبر الإنترنت، صُوّرت قبل تفشي الوباء.

تحدي الحجر الصحي

هناك تحدٍّ مباشر يتمثل في عدم وجود عدد كبير من السياح، مع إغلاق الفنادق والمطاعم والمتاحف، حتى أوائل يوليو المقبل على الأقل.

كما أدى فرض الحجر الصحي لمدة 14 يوماً على معظم المسافرين الذين يصلون إلى بريطانيا، بدءاً من الثامن من يونيو الجاري، إلى إضعاف الآمال في التعافي السريع لقطاع السياحة.

15

مليون تذكرة كانت تباع كل عام لعروض المسارح الشهيرة في لندن.

من أجل الاستمرار، تقدم بعض المسارح منتجات وحلولاً بديلة.

 

https://www.emaratalyoum.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني