محمد الصغير: أرفض التقديس.. ومن يتهمنى بذلك صاحب عقل منغلق / حوار- منار خالد

المصدر روز اليوسف / نشر محمد سامي موقع الخشبة

يعد نجاح عرضه «السيرة الهلامية» على خشبة مسرح الطليعة يستعد المخرج المسرحى محمد الصغير لإعادة افتتاحه من جديد بعيد الفطر المبارك. كما تجرى الاستعدادات لتجواله بأكثر من محافظة، يعد «السيرة الهلامية» من أجرأ الأعمال المسرحية التى تناولت «هاملت» لوليم شكسبير بشكل كوميدى ساخر وعن هذا التناول الجديد لهاملت وهجوم النقاد عليه قال الصغير فى هذا الحوار:
■ لماذا قررت تحويل مأساة «هاملت» لكوميديا؟
كنت أسعى لتقديم نوع شعبى جديد على عين المتلقى، عن طريق استخدام تكنيك يمنحنى مساحة للعب بطريقتى الخاصة وكنت أتمنى تقديم رؤية مختلفة لهاملت الذى تم تناوله فى جميع مسارح العالم بطرق متعددة لذلك قررت طرحه بطريقة مختلفة عما سبق .
■ ما العوامل التى ساعدتك على نقل هاملت من البيئة الشكسبيرية إلى البيئة الصعيدية؟
– فكرة «الانتقام» و«الثأر» عند نقل أى عمل من ثقافة لثقافة يجب دراسة العوامل المشتركة بين الثقافتين لسهولة النقل، فكان «الثأر» من أهم العوامل المشتركة بينهما.
■ لماذا يقع اختيارك دائمًا على مأسى شكسبير دون غيرها؟
– لأن شكسبير أكثر كاتب أستطيع العمل بناء عليه، وهذا يعود أولًا لمرونة درامته التى تسمح باللعب فى نصوصه وأيضًا لتعدد الاختلافات الدرامية فى شخصياته، وخاصة هاملت الذى يعتبر إشكالية حيث تم تناوله بأكثر من وجهة نظر فى جميع أنحاء العالم، فمنهم من رآه بدينًا بسبب بعض الجمل فى النص الأصلى من الأم التى تذكره فيها بأخذ «المنديل» من أجل مسح عرقه، ومنهم من قدمه حائرًا، ومنهم من قدمه فارسًا، ثم فيلسوفًا، وآخرون رأوه غير قادر على الفعل، وآخرون وآخرون..هذه الخلافات حاولت تقديمها وتفكيكها بأكبر قدر ممكن بالعرض، فقمت بتفكيك «هاملت» بعد أن قرأت عنه مقالات نقدية عديدة تؤكد أنه يعانى من حيرة دائمة، وأوحت لى هذه الفكرة  بتقسيمه إلى ثلاث شخصيات شخصية «البدين الأبله»، وشخصية «المتهور» لكنه غير قادر على الفعل «، وشخصية «محيرة» للجمهور تجعله يطرح تساؤلات وتظل لغزًا طوال أحداث العرض، هذه الشخصية هى التى أنهت حيرة هاملت الشهيرة، وجعلته فى النهاية يقدم على القتل، أى أن حيرة هاملت هى التى ولدت لديه دافع القتل ..!
■ ألم تخش من الهجوم بسبب منطق رؤيتك لهاملت؟
– أقدم العمل من أجل الجمهور، وأسعى دائمًا على إرضائه وإمتاعه بتقديم فن مختلف، يجعله شغوفًا بمتابعة الحركة المسرحية ، فنحن كفريق عمل يجب علينا احترام عقل المشاهد ووجهة نظره، فعندما يقرر شخص الخروج من منزله لحضور عرض مسرحي، يجب احترامه وتقديره حتى ولو لم يكن فى الصالة سوى شخص واحد كل ما يهمنى هو وصول المعنى المراد من العرض بشكل سلس لكل فئات المجتمع، البسيط منهم والمثقف، ودائمًا مقتنع تمام الاقتناع بأن القليل سيجلب الكثير والحمدلله أغلب ليالى عروضنا تكون مكتملة العدد، كما أن آراء المتخصصين أيضًا مهمة ، أقدر الناقد صاحب الرؤية البناءة الذى يضع يده على مشاكل العرض دون التقليل من الجهد المبذول فيه، فأنا مؤمن بأن أى عرض مسرحى يوجد به مشاكل سواء كانت درامية، وأحترم كل من يشير لهذه المشكلات دون تجاهل مجهودنا جميعًا.
■ إذن ما ردك على من يتهمونك بأنك تهدم التراث؟
– أنا لم أقلل من أى شىء على الإطلاق، شكسبير كان شخصًا عاديًا يكتب مسرحيات، وبالتالى أقرأها من زاوية أخرى عما  تم تقديمه، لأننى أرفض «التقديس» رفضًا باتًا، وأقدم أعماله من وجهه نظر مختلفة، سمعت من أحد الاشخاص من قبل جمله اسعدتنى كثيرا، هى «لو كان شكسبير حيًا لأنحنى لك»، وهذا يؤكد عدم تدمير فنه، بينما نحن نفسره برؤية مختلفة، وإعادة نقل وتقديم التراث الغربى لمصر هى محاولة قديمة جدًا فى المسرح من أيام «مدبولى، وفؤاد المهندس، ونجيب الريحانى كل هؤلاء قاموا بتمصير مسرحيات غربية عديدة دون أن يهدموا أى تراث، ومن يتهمنا بذلك صاحب عقل منغلق ولا يرغب فى التطوير.
■ اسم العرض مستوحى من «السيرة الهلالية».. وتحول إلى «السيرة الهلامية» لماذا؟
– لأننا حاولنا اللعب على فكرة «البطل»، ففى الحالتين هى «سيرة»، ولكن البطل فى السيرة الهلالية فارس شجاع قادر على الفعل، بينما «هراس» فى السيرة الهلامية، ما هو إلا شخص هلامى وغير قادر على الفعل لتصبح المسرحية سيرة لكنها ليست هلالية..!

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *