محاولات شبابية لاستعادة مجد المسرح الشعبي في لبنان

355

استعاد الشباب اللبناني المسرح الشعبي الفني، الذي أرسى قاعدته الرحابنة. في ستينات القرن الماضي كان المسرح الشعبي واحداً من أكثر المسارح التي تجذب الناس إليها للتمتع بعمل فني راقٍ. ومع تقدم العصر والتطور بدأ المسرح اللبناني يتراجع تدريجياً حتى بات مسرحاً «للنكتة» فقط، بيد أن شبيبة لبنان عقدت العزم على استعادته مجد تاريخ لبنان الفني العريق. وأطلقوا العنان لمواهبهم الشابة على خشبة المسرح متنفساً للشباب نحو التعبير عن وجعهم وأحلامهم ومستقبلهم.
سعيد ضاهر، وحسين شكرون، وهشام مدلج، وصافي، ومريم وغيرهم من الممثلين الشباب الجدد يحمل كل منهم هاجسه إلى خشبة المسرح مطلقين صرخة التغيير، وبحسب سعيد فإن المسرح أصدق تعبيراً عن الأفكار، كما أن التعبير المسرحي يصل مداه لجمهور واسع بسرعة البرق.
وبين الرقص الفلكلوري والتمثيل والمونودراما، والسينوغرافيا والديكور تحاك قصص مسرحية شبابية، أبطالها شباب حملوا مشاكل وطنهم إليه، ونفذوها على في أغنية، ورقصة وحوار. وبات المسرح الشعبي أداة التغيير، يصرخ الشباب من خلاله بما يريدون. وشكلت عملية دمج الرقص والغناء والحوارات نقطة إيجابية، جعلت الجمهور يشعر كأنه أمام عمل رحباني.
حسين شكرون شاب نشأ في كنف المسرح منذ نعومة أظافره، وبرزت موهبته التمثيلية في سن العاشرة، وشكل «الكشاف» نافذةً، صقل عبره موهبته عبر الأعمال المسرحية الكشفية التي تطورت مع الوقت لتصبح مسارح الكشاف أحد أهم المسارح الشعبية.
ويعتبر شكرون المسرح مفتاحاً للتغير، يقول: «غالباً ما تجد نفسك رهينة ظروف ما. إلا أن المسرح اعتبره كماشة لتقبض فيها على واقعك، نحن نعيش عصر تغيير، والمسرح بوابتنا، لأنه متنفس، فعبره نبث رسائلنا لتتلقفها الأجيال الجديدة».
وشكّل المسرح الشعبي على مر العصور حكاية تعبير حرة. وهو الذي وصفه الفنان الراحل محمود مبسوط المشهور ب «فهمان» بأنه وطن التحرير في قصة تعبير، والذي قال عنه منصور الرحباني «الفولكلور والغناء يجسدان صورة الحياة داخل رقصة»، فيما قال عنه الفنان رفيق علي أحمد: «المسرح مثل الشباب، متجدد ويحمل بصمة انقلاب على واقع»، وهذا ما يتمسك به سعيد ضاهر الفنان المسرحي الناشئ، الذي بدأ مونودرامياً في سن الخامسة عشرة ثم تطور ليبدأ بكتابة أعماله المسرحية الشبابية وإخراجها وتمثيلها.
يقول ضاهر: «قيمة المسرح الشبابي الشعبي اليوم أنه نبض بأفكار الشباب، يتعاملون معها بسلاسة، ويبثون رسائلهم من دون مواربة وهذا ما يصنع التغيير. للأسف افتقدنا المسرح لسنوات، بعد أن انكفأ عن دوره المناط به، بيد أنه يعود مع الحاجة لمؤازرة الثورة بالفن، فالاثنان وجهان لعملة الشباب التغييرية، وكلاهما متمم لبعضه». –

بيروت رنة جوني:

http://www.alkhaleej.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *