ماكس أوب رائد مسرح ما بعد الحرب الإسبانية

 

القاهرة:«الخليج»

يرى كثيرون أن «لوركا» هو آخر مؤلف مسرحي كبير في إسبانيا، وأن فترة ما بعد الحرب الأهلية لم تفرز مسرحاًَ، وساد الاعتقاد بأن عام 1939 هو نهاية المسرح هناك، لكن عندما عرضت مسرحية «حكاية سلم» لأنطونيو بويرو باييخو اكتشف كثيرون أن المسرح الإسباني الذي صدمته الحرب الأهلية لم يمت نهائياً، وأنه ما لبث أن استرد أنفاسه ليواصل مسيرته بخطى ثابتة، على يد مجموعة من المسرحيين الذين حملوا على كاهلهم مهمة التقدم وشق الطريق، وكان معظم هؤلاء من الجيل الذي عاش الحرب الأهلية شباباً يافعين أو أطفالاً، وعرف ويلاتها، وتربى على مشاهدها، ثم عاد وشاهد الحرب العالمية الثانية، وإلى هؤلاء ينتمي الكاتب ماكس أوب أحد أعمدة مسرح ما بعد الحرب، وربما كان منفاه المكسيكي هو السبب في كونه ظل مجهولاً لفترة طويلة، حيث لم تنشر أعماله في بلده إلا بعد موت الجنرال فرانكو.
ولد ماكس أوب في باريس في الثاني من يونيو عام 1903 لأب ألماني وأم فرنسية، وحين كان في الحادية عشرة من عمره انتقل مع أبويه إلى إسبانيا، هرباَ من الحرب العالمية الأولى، ليستقروا في مدينة بلنسية، ويحصلوا على الجنسية الإسبانية، ولم يلتحق بالجامعة، وقرر أن يتفرغ لمساعدة والده الذي كان يعمل بائعاً جوالاً، فجاب معه البلاد وتعرف إلى تفاصيل الحياة فيها، ثم كتب عمله المسرحي الأول «جريمة» عام 1923 ثم سافر إلى ألمانيا وأصبح عليه أن يختار إحدى الجنسيات الثلاث: الإسبانية، الفرنسية، الألمانية، فاختار الإسبانية دون تردد، وفي تلك السنة كتب مسرحيتين هما «المتشكك العجيب» و«قنينة».

في عام 1935 أصبح ماكس أوب مديراً للمسرح الجامعي في بلنسية، وعند بدء الحرب الأهلية في يوليو 1936 يقف إلى جانب الجمهوريين، ويعين مديراً لجريدة «الحقيقة» وينتقل إلى باريس ليعمل ملحقاً ثقافياً لدى سفارة إسبانيا هناك، ثم يعود ليتولى سكرتارية المجلس الوطني للمسرح، وخلال السنة الأخيرة من الحرب كان يعمل مع أندريه مالرو على سيناريو مأخوذ من رواية «الأمل» لمالرو، ومع سقوط الجمهورية الإسبانية تبدأ مرحلة حالكة في تاريخ الشعب الإسباني.
ويكتب ماكس أوب مسرحيته «منذ بعض الوقت وحتى الآن» ويتحول رويداً رويداً إلى أحد أعمدة مسرح ما بعد الحرب الأهلية في إسبانيا، ويكتب ديوان شعر بعنوان «يوميات الجلفة» واستلهم قصائده من معاناته في معسكر الجلفة الصحراوي بالجزائر، لكنه يتمكن من تأمين هجرة على المكسيك، وهناك يقضي بقية حياته إلى أن توفي في يوليو 1972 ودفن في المقبرة الإسبانية بمدينة مكسيكو.-http://www.alkhaleej.ae/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني