لرحيل فؤاد.. لبقاء فؤاد 

  
لرحيل فؤاد.. لبقاء فؤاد 

عندما يرحل فؤاد الشطي عن الدنيا، من يعزي من؟ هل يكون العزاء لذويه من الأصدقاء؟ هل يكون العزاء للأصدقاء من رفاق رحلته التي حفلت بكل ألق العطاء وبساطة القلب وصدق الحب؟ هل يكون لرفاق رحلته من كل من عرف فؤاد الذي كان حاضراً في الأثر والتأثير؟

لأنه فؤاد الذي وضع بصمته في سجلات المسرح الكويتي والعربي بل والعالمي، لأنه فؤاد الذي زرع وردة الحب في حدائق أرواح كل من عرفوه، ولأنه فؤاد الذي حارب طواحين الهواء وفرسان الهراء وامتداد الخواء مفرداً مثل نصل يمر في قصيدة، ولأنه فؤاد النخلة الطالعة في هجير الرحلة يأوي لقلبها الطير والمسافر من تعب فينال زاده لمواصلة المسير.

لأنه فؤاد (نورة) ولأنه فؤاد (البحث عن حنظلة) ولأنه فؤاد الأسئلة المقلقة، قطع رحلة الحياة على صهوة (القلق) كأن الريح تحته (كما وصف المتنبي ذاته).

لأنه فؤاد الذي كان قلباً كويتياً خالصاً مثل دانة فتقت محارتها وقذفت نفسها لتكون محط أنظار الجميع، ولأنه العربي الذي كان ينبض بالمعرفة والمحبة لكل مسرحيي الوطن العربي، فإن فرقته التي أسسها كانت (المسرح العربي) عنواناً لكل المسرحيين العرب، ينظرونها وينتظرونها.

فؤاد إرث مرحلة النهوض في الثقافة الكويتية، فؤاد صانع الفارقة، فهل رحل فعلاً؟

إن مثل هذا الفؤاد لا يرحل، إن مثله لا يتوقف عن النبض وإن كان المكان قد خلا من جسده، ففؤاد في حياته لم يكن جسداً، كان روحاً وقلباً عاليين ساميين شغوفين بالحياة لا يباليان بالموت، رغم هذا إن المشهد يختل دون تلك الحياة التي كان يجددها كل لحظة في الحياة.

السيدات والسادة عائلة فؤاد من زوجه وبنيه وأقاربه.

السيدات والسادة عائلة فؤاد من المبدعين المسرحيين.

باسمي وباسم أعضاء مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح، التي ساهم في وضع حجر الأساس لها، أتوجه لكم ولأنفسنا بالمواساة، فلا بد للقلب أن يحزن ولا بد للعين أن تدمع عندما نرى حجم الخسارة الفادحة التي يتركها رحيله، لكن عزاء المسرح بكم، وعزاؤكم بتلك العائلة التي كونها، وتلك المحبة التي زرعها، وتلك القيم التي رسخها.

لفؤاد الباقي في نفوسنا قيماً ومعاني،، كل الدعوات بالرحمة والغفران من الله .

 

 

       اسماعيل عبد الله   

رئيس مجلس الأمناء      

        الأمين العام

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *