كرنفال “بوجلود” .. احتفاء سنويّ اعتاد خلق الفُرجَة بمدينة سلا

من وحي الخيال إلى حي سيدي موسى بسلا، انتقلت شخصية “بوجلود” أو “بولبطاين” لتصنع الفرجة والبهجة وسط سكان الحي والمدينة ككل، الذين انتقلوا لمتابعة الكرنفال السنوي المنظم من طرف جمعية فضاء التضامن والتنمية للسنة العاشرة على التوالي.
من مقر الجمعية ذاتها بالزنقة 14 بحي سيدي موسى انطلق الكرنفال الشعبي، الذي ضم العديد من المجموعات الفلكلورية الشعبية، إضافة إلى شباب تقمصوا بلباسهم المشكل من جلد الماعز شخصيات أسطورية، مثل “بوجلود” و”هرما” و”بيلماون”، وأمتعوا الجموع الغفيرة برقصات ولوحات فنية ألفت ساكنة المدينة الاستمتاع بها ومشاهدتها في ثاني أيام عيد الأضحى.

عبد الفتاح ذهبي، أحد المشاركين في المهرجان بارتدائه للباس من جلد الماعز، أكد تشبثه بهذا التراث الفني وحرصه على المشاركة في المهرجان الذي تنظمه الجمعية التي يعد عضوا فيها، مضيفا: “نحاول من خلال هذا الكرنفال السنوي الذي نقدمه في ثاني أيام عيد الأضحى تجديد تراثنا وثقافتنا، وما تركه الأجداد لنا”.

عبد الفتاح، الذي يتكلف بنفسه بخياطة الجلود المستعملة في المهرجان إلى جانب بعض أصدقائه، قال في تصريح لهسبريس بشأن هذا اللباس الذي تحاكي من خلاله الجمعية شخصيات أسطورية: “نحتفظ بهذه الألبسة ونخيطها كلما دعت الضرورة إلى ذلك، وفي حالة انضمام شباب آخرين نقوم أنا وبعض الشباب بخياطة جلود أخرى”، قبل أن يضيف: “كل سنة نشتغل على استعراض لوحات جديدة تحمل رسائل متجددة تختلف عن آخر نسخة من الكرنفال”.

المهرجان الذي يحمل شعار “التراث اللامادي في خدمة التنمية”، أكد مديره ورئيس جمعية التضامن والتنمية فرع سلا، محمد وهيب، على أهميته لإعادة الاعتبار إلى تراث المدينة، الذي “يحتضر يوميا، في ظل غياب جهات داعمة”، على حد تعبيره.
وقال وهيب: “نحرص اليوم في الجمعية على نقل هذا التراث إلى الشباب الذين انخرطوا بدورهم في هذا المهرجان”، مضيفا: “الجمعية قطعت أشواطا مهمة وعرفت تطورا في أنشطتها مقارنة مع النسخ الماضية”.
ومع اقتراب موعد السابع من أكتوبر، اختارت الجمعية في تنظيمها لهذه النسخة من المهرجان الذي يستمر ليومين توجيه دعوة إلى الشباب من أجل التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة، كما أوضح لنا ذلك مدير المهرجان قائلا: “نقول كشباب في فضاء الجمعية، وكمواطنين، إننا سننزل للتصويت، والكل يصوت على من أراد”، قبل أن يزيد: “نعتبر مسألة التصويت في الانتخابات، فضلا عن كونها واجبا وطنيا، خطوة من أجل التنمية”.
———————————————————————-
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – هسبريس ـ أيوب التومي

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *