عُرس المسرحيين

ما الذي حصل في السابع و العشرين من شهر مارس، سؤال تجد اجابته و أنت تتصفح نشاطات جميع الجهات و المؤسسات و الأفراد العاملة بقطاع المسرح، سواء داخل هذا الوطن أو خارج حدوده
وحتى نكون أكثر دقة و عمقا، ما حصل من حراك مثير في مسرحنا السعودي هو أمر يدعو للفخر، سيما و أن هناك تجارب نوعية و مختلفة تم اطلاقها من خلال هذا العرس المسرحي الفريد
في هيئة المسرح و الفنون الأدائية مثلا، كان هناك حفل بهيج، استمر لعدة أيام، احتفل فيه أهل المسرح بالسيد النبيل بحب و دفء خالص، وجرى اعلان النصوص الفائزة بجائزة مسابقة النصوص المسرحية التي أطلقتها هيئة المسرح و الفنون الأدائية و تشرفت بأن أكون أحد المنتمين للجنة التحكيم في المسار العام
أسماء جديدة في كتابة النص المسرحي، ضخوا نصوصهم بين جنبات هذه المسابقة و أعلنوا ميلاد أقلام مبهرة وفي غاية الجمال
وجاءت النصوص الفائزة بالمسابقة على النحو التالي: في المسار العام؛ حصل على المركز الأول نص “سراب” لمؤلفه فيصل يوسف غمري، والثاني نص “القرية الناجية” لمؤلفته أنفال بكر محمد، أما الثالث فكان مناصفةً بين نص “ورشة الكتابة” لمؤلفته د. سهام صالح العبودي، ونص “مفاتن الأجربة” لمؤلفه محمد ربيع الغامدي.
وفي مسار الطفل جاء في المركز الأول نص “البلورة المضيئة” لمؤلفته ابتهال خلف الشبعان، وجاء ثانياً نص “المدينة المشغولة” لمؤلفته لينة سلمان العصيمي، في حين حل ثالثاً نص “سمير الكبير” لمؤلفته أثير عبد الله الجويعي.
وفيما يتعلق بمسار التاريخ والتراث فقد حصل على المركز الأول نص “زرقاء” لمؤلفته شيخة سعد العنزي، وجاء ثانياً نص “فطوم” لمؤلفته ليلى حسين آل ناصر، وفي المركز الثالث نص “قس من نجران” لمؤلفته خامسه سالم آل فرحان، وحثّت الهيئة الفائزين في المسابقة على استثمار مواهبهم وتطويرها دعماً للإنتاج المسرحي السعودي، متمنيةً حظًا أوفرًا لباقي المشاركين الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز في هذه النسخة من مسابقة “التأليف المسرحي”.
يذكر أن الهيئة كانت قد أطلقت مسابقة “التأليف المسرحي” في الفترة من 15 نوفمبر 2022 إلى 15 يناير 2023؛ لتحفيز وتطوير مجال التأليف المسرحي في المملكة، متضمنةً ثلاث مسارات، هي: مسار “التاريخ والتراث” ويشمل النصوص المسرحية المقتبسة أو المستلهمة من الموروث الشعبي المحلّي، و”مسار الطفل” المخصص للنصوص المسرحية الموجهة للطفل، و”المسار العام” الذي يشمل كل النصوص المسرحية التي لا تندرج تحت المسارين الآخرين.
إلى جازان الفل، حيث احتفل نادي مسرح جازان باليوم العالمي للمسرح بالتعاون مع مساحات سايلابر وشركة شبرت وتحدثت نسرين علوان عن السينوغرافيا عبر العصور في لمحتها عن تاريخ الديكور المسرحي مقتبسة ذلك من كتاب الدكتور كمال عيد
ذكرت أن الديكور المسرحي ليس فنا يعيش بذاته بل أنه يتعايش مسرحيا مع الفنون الأخرى كالموسيقى والإضاءة والتمثيل لخدمة النص المسرحي وتأدية مضامينه
ثم أبرزت بعض الومضات عن تاريخ الديكور ابتدأتها بالمسرح الإغريقي ثم الروماني مرورا بمسرح القرون الوسطى ثم الانجليزي والفرنسي والإسباني والمسرح العربي
اختتمت حديثها أن من الصعب معرفة المسرح وممارسة طقوسه وعروضه التمثيلية وكتابة نصوصه ونظرياته إذا لم يستوعب الإنسان الفعل المسرحي وتاريخه وتاريخ حركاته الأدبية والفنية ومدارسه عبر تسلسله الزمني
أما في المنطقة الشرقية و في الدمام تحديدا حضر شكل مبتكر وهو المسرح الصغير أو المايكرو تياترو
وبشكل سريع المايكرو تياترو يقدم لجمهور حوالي 15 فرد في غرفة أو قاعة مساحتها 15 متر وكل من في القاعة أو الغرفة يعتبر جزء من العرض وقد يتفاعل مع الجمهور الممثلون بالعرض المسرحي ويقدم في جميع المساحات إلا مسرح العلبة الإيطالي.
الفنانة المصرية المخضرمة سميحة أيوب التي احتفلت في فبراير الماضي بعيد ميلادها الـ 91 أكدت في كلمتها بمناسبة يوم المسرح العالمي، على أن المسرح فعل إنساني قائم على جوهر الإنسانية الحقيقي.
تقول الفنانة سميحة أيوب في رسالتها: “عندما نعتلي خشبة المسرح فإننا نعتليها وبداخلنا حياة واحدة لإنسان واحد إلا أن هذه الحياة لديها قدرة عظيمة على الانقسام والتوالد لتتحول إلى حيوات كثيرة لتورق وتزدهر فقط لتنتشي بعطرها مع الآخرين”.
إن ما نقوم به في عالم المسرح كمؤلفين ومخرجين وممثلين وسينوغرافيين وشعراء وموسيقيين ومصممي كوريغرافيا وحتى كتقنيين وفنيين إنما هو فعل لخلق حياة لم تكن موجودة قبل أن نعتلي خشبة المسرح”.
وأكدت السيدة سميحة “هذه الحياة تستحق يداً حانية تتعهدها، وصدراً حنوناً يحتضنها، وقلباً حانياً يأتلف معها، وعقلاً رزيناً يوفر لها ما تحتاجه من أسباب البقاء والاستمرار” واستشهدت بقول ستانيسلافسكي “لا تدخل المسرح والوحل على قدميك، أترك الغبار والأوساخ في الخارج”.
ودعت سيدة المسرح العربي المسرحيين في كل مكان لرفع الصوت بحثاً عن الجوهر المفقود للإنسان. وختمت “رسالتنا أن نكون كمسرحيين في طليعة مواجهة كل ما هو قبيح ودميم ولا إنساني، فنحن ولا أحد غيرنا نملك القدرة على بثّ الحياة فلنبثها معاً من أجل عالم واحد وإنسانية واحدة”.
يذكر أن أسماء كبيرة سبق وكلفت بكتابة وإلقاء كلمة المسرحيين في يومهم العالمي منهم: سعد الله ونوس، بيتر بروك، داريو فو، إيزابيل هيبوبرت، وكريستوف مارليكوفسكي.

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

This will close in 5 seconds