(عين) مسرح المحافظات هذا الواقع .. فماذا عن الطموح؟ – العراق

قدمت فرق من محافظات العراق البعيدة والقريبة عروضا مسرحية ادانت اعمال الارهاب الوحشية وجرائمه التي يندى لها جبين الانسانية ضمن فعاليات مهرجان المسرح العراقي الاول ضد الارهاب الذي اقيم تحت رعاية شبكة الاعلام العراقي في بغداد للفترة من التاسع من حزيران ولغاية الخامس عشر منه 2015 وعلى خشبتي المسرح الوطني ومسرح الرافدين التابعتين لدائرة السينما والمسرح.

البصرة

الفنانة د.ثورة يوسف التي جسدت الشخصية الرئيسة في مسرحية (الجعبان) تأليف عبد الكريم العامري وإخراج الدكتور حازم عبد المجيد وجسد شخصياتها مجيد عبد الواحد ويوسف صلاح ومحمد قاسم اضافة الى عدد من المجاميع.

تدور فكرة العمل عن الحرب المفروضة على العراق من خلال عائلة بصرية تفقد احد ابنائها.

ثورة يوسف تحدثت عن تجربة المسرح في البصرة قائلة :رغم كل الظروف إلا ان المسرح البصري لم يشهد تراجعا، فحركته احيانا خجولة ولكن هناك فرقا مسرحية مثل فرقة المسرح المعاصر، التي اقامت الشهر الماضي مهرجانا كبيرا للمسرح وهناك تربية البصرة، التي تتواصل بإقامة مهرجاناتها التي يشارك بها طلبة المحافظة وفنانون كثيرون رغم قلة القاعات.اما الفنان مجيد عبد الواحد الذي شارك في العشرات من الافلام السينمائية وأبرزها”المغني” و”بغداد خارج بغداد” للمخرج قاسم حول، الذي حصل على جائزة افضل ممثل في مهرجان الرباط السينمائي. 

تحدث عن النشاط المسرحي في البصرة قائلا :ان المحافظة تختلف عن باقي المحافظات ففيها معهدان للفنون الجميلة اضافة لكلية الفنون الجميلة فرع البصرة ودائرة السينما والمسرح والبيت الثقافي، لكن المشكلة تكمن في البنى التحتية رغم وجود عشرات الممثلين والمخرجين فالبصرة فيها ملعب كرة قدم يعد اكبر الملاعب في الشرق الاوسط ولكن ليست فيها دار عرض مسرحي يليق بهافمسرح (البهو) تحول الى سوق للمواد الغذائية وقاعة (عتبة بن غزوان) غير صالحة للعروض المسرحية رغم وجود فرق مسرحية فاعلة مثل فرقة المسرح المعاصر وفرقة ابراهيم جلال وفرقة شناشيل للشباب .

المثنى

فرقة (ساوة)المسرحية التي تشكلت العام 1977قدمت مسرحية (ذات دمار) تأليف سعد أهدابي واخرج الفنان عدنان ابو تراب جسد شخصياتها الفنانون حسين عباس هريدي وماجد الوروار ومجيد حميد وصالح حسين ومنال الجاسم.ابو تراب تحدث عن فكرة المسرحية قائلا: انها حكاية مواطن يدعى معيوف الذي يعتصم في مخيم مع مجموعة من ابناء قريته من اجل البحث عن الامان وتحقيق الذات والخدمات ليستيقظ ذات يوم مع والدته وهم دون مأوى ليسترجع ذكرياته ولكنه في النهاية يقرر الالتحاق بأحد معسكرات الحشد الشعبي من اجل مقاتلة الارهاب الذي سبب لهم هذه المشاكل.

وعن النشاط المسرحي في محافظة المثنى قال ابو تراب: ظهرت في السنتين الاخيرتين مجاميع شبابية بدأت تعمل بجد في مجالات المسرح والتشكيل والسينما والموسيقى ولكنها ومع الاسف تعمل دون دعم معنوي او مادي كذلك عدم وجود قاعات او كاميرات للمعارض.

وهذه باتت مشكلة يعاني منها فنانو المحافظة لاسيما جيل الشباب الذين ازدادت اعدادهم في السنوات الاخيرة وهم يتحرقون شوقا للصعود على خشبة المسرح.

الديوانية

فرقة نقابة الفنانين في الديوانية التي شاركت في المهرجان من خلال مسرحية (ملف مغلق ) تأليف عبد النبي الزيدي وقاسم مطرود اخراج الفنان حليم هاتف والتي عرضت مساء الخميس الماضي على خشبة المسرح الوطني وقد تحدثت فكرتها عن العديد من الملفات المغلقة ابرزها (سبايكر) من خلال استحضار ارواح هؤلاء الشهداء والتي تظل طوال مدة العرض تتحدث عن احلامها التي لم تتحقق .

نقيب الفنانين ومخرج العرض حليم هاتف قال عن المسرحية: لقد اعتمدنا على قطعة قماش كبيرة استخدمت كشفرة رئيسة للدلالة على فكرة الموت الذي صار يحصد الارواح بشكل مألوف ليتحول المكان في النهاية الى(مغتسل) يطهر الابدان والأرواح من ادرانها, جسدت شخصياتها نخبة كبيرة من شباب الديوانية من غير النجوم .وعن واقع المحافظة المسرحي قال هاتف: منذ العام 2003والمحافظة تشهد حراكا ثقافيا ومسرحيا مميزا فلقد اقمنا مهرجان المسرح العربي وقد شاركت فيه دول مثل(مصر وتونس ولبنان ) وقد اقيمت له اربع دورات كذلك ملتقى الديوانية الثقافي ومهرجان”الحسين” الثقافي وقد تم تكريم عدد من الفنانين العراقيين آخرهم كان المخرج جواد الاسدي، ويتابع هاتف.. ان المدينة تشهد حراكا فاعلا لاسيما الرواد منهم مثل منعم سعيد وسعد أهدابي فضلا عن مجاميع من الشباب كذلك هناك معهد الفنون الجميلة في المحافظة الذي يخرج سنويا اعداداً من الفنانين الشباب, كذلك تم استحداث كلية الفنون الجميلة فرع الديوانية.

صلاح الدين

فرقة صلاح الدين الوطنية للتمثيل التي شاركت في المهرجان من خلال مسرحية (منعطف على نهر دجلة ) تأليف علي عبد النبي الزيدي ومفيد عزيز واخرج الفنان ذو الفقار البلداوي.

العرض الذي قدم مساء الخميس الماضي على خشبة مسرح الرافدين جسد شخصياته طه المشهداني ونظير جواد والفنانة المغتربة مي ابراهيم واميرفلاح،

تحدثت فكرة العرض عن مجزرة (سبايكر )وما حدث خلالها.

مخرج العرض قال: نحن أبناء المحافظة التي شهدت المأساة لهؤلاء الشباب كان لنا رأي سجلناه من خلال هذا العرض لنوصل رسالة مفادها بان اهالي صلاح الدين هم مع العراق ومع ابنائه وضد من يقتل الابرياء.وعن الواقع الفني والمسرحي في صلاح الدين قال ذو الفقار البلداوي: قبل وقوع الاحداث كان هناك حراك ثقافي ومسرحي رغم عدم وجود قاعة للعروض كذلك عدم وجود اي دعم لهذه النشاطات لنقدم عروضنا المسرحية في العديد من اسواق المحافظة وكان جمهورنا من الناس البسطاء، كذلك مشاركاتنا في عدد من المهرجانات داخل وخارج العراق ونشاطنا في مهرجانات وزارتي الشباب والتربية.ويضيف البلداوي لقد كانت هذه العروض مخططا لها ان تعرض على ضفة نهر دجلة الذي استشهد على ضفافه شهداء (سبايكر)ولكن الظروف الاحقة حالت دون ذلك.

ميسان

فيما قدم نادي المسرح في محافظة ميسان وعلى خشبة مسرح الرافدين مسرحية (هل تسمعني اجب ) تأليف ماجد درندش واخرج خالد علوان. جسد شخصياته عدد من رواد وشباب المسرح الميساني.

مخرج العرض تحدث عن فكرته قائلا :انها صرخة احتجاج بوجه من زرع الموت في طريق الحياة فهي مجموعة حكايات تجتمع لتصرخ عاليا، فقد اختلف تأليفه عن المفهوم الارسطي في البناء المسرحي وبالتالي يبعث العرض برسائل وبطاقات لكن ليست ملونة بعد ان غادرتها الوانها، لكننا نسعى من اجل استعادة هذه الالوان التي غابت.وعن واقع المسرح في ميسان قال: هناك حراك مسرحي مؤثر من خلال تعدد الفرق في المحافظة خاصة في السنوات الاخيرة، كما ان هناك تقليدا مسرحيا تبناه نادي المسرح، الذي تأسس هذا العام من خلال اقامة عروض نهاية كل شهر، مشيرا الى ان هناك ملتقى الرصيف المعرفي، الذي يقدم كل اسبوع مسرحية نقدية كوميدية، كما ان هناك فرقة الطليعة ومعهد الامل المضيء للسينما والمسرح وجميع هذه الملتقيات تسعى لتقديم فضاء فني مسرحي يليق بأبناء العراق ومحافظة 

ميسان.

ذي قار

فرقة(لكش) للفنون المسرحية التي قدمت مساء السبت الماضي (شاورما) على خشبة المسرح الوطني وهي من تأليف عمار طعمة واخرج زيدون داخل، تحدثت فكرة المسرحية عن وقوع عدد من الاهالي في قبضة عناصر”داعش” الامر الذي دفع بالأسرى ان يتحدوا الارهاب.

زيدون داخل قال: عن العرض انها صرخة احتجاج بوجه القتلة وسراق الفرح والامن, والعرض المسرحي يسلط الضوء من خلال مجسديه ومنهم علي هاشم الشطري وضياء الساعدي.وعن واقع المسرح في محافظة ذي قار اضاف زيدون داخل: لقد شهدت سنوات السبعينات والثمانينات عصرا ذهبيا حيث كانت حاضنة كبيرة للمهرجانات والاحتفالات المسرحية, فهناك العديد من الفرق المسرحية تعمل بنشاط وتواصل رغم غياب الدعم المادي والمعنوي، إلا ان جذور الفن في المحافظة تمتد عميقا.

—————————–

  المصدر : مجلة الفنون المسرحية – كاظم لازم – الصباح

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *