عين على المسرح العربي -“ملف” يناقش الأسباب التي أدت إلى وقف العروض على مسرح السلام.. بعد قرار “الحماية المدنية” بإغلاقه!-مصر

من أهم مسارح القاهرة بل مصر هو مسرح السلام حيث يعد ثانى أكبر مسارح مصر بعد المسرح القومى، وقد قف على خشبته عدد كبير من نجوم المسرح في مصر، كان آخرهم أحمد بدير ويوسف شعبان ونور الشريف.

وقبل 4 سنوات، بدأت المشاكل تنهال على هذا الكيان الكبير، بعدما أصيب بحالة من الشلل التام، وفى عام ٢٠١٢ قررت الدولة إعادة تطوير المسرح بتكلفة وصلت إلى ١٥ مليون جنيه، وأعيد افتتاحه في أغسطس ٢٠١٥، إلى أن أصدرت الحماية المدنية قراراً بإغلاق المسرح منذ ما يقرب من ١٥ يوماً، لعدم وجود اشتراطات التأمين.

وقد أثارت الأخبار والتصريحات الواردة من المسئولين عن إغلاقه والأسباب المؤدية لذلك الكثير من التساؤلات.. المسرح نيوز ينشر ملفا بهذا الصدد نقلا عن موقع ” المصري اليوم” الأليكتروني والذي قام به الزميل”علوي أبو العلا” لما في هذا الموضوع من أهمية للمسرحيين عموما، حيث عايشت ما يحدث داخل «مسرح السلام» ليظهر في حالة من الظلام والوحدة الموحشة التي لا تعبر إطلاقًا عن طبيعة عالم عُرف بـ«أبوالفنون»، وواجهت أطراف الأزمة الذين تولوا مسؤوليته خلال السنوات الماضية.

المدير الحالى الفنان أشرف طلبة : لست مسؤولًا عن أخطاء السابقين

تولى أشرف طلبة رئاسة فرقة المسرح الحديث ومدير مسرح السلام ، في أواخر العام الماضى، بعد افتتاحه بشهور قليلة، على يد رئيسه السابق حلمى فودة، ليكون بذلك مسؤولاً عن المسرح في ثوبه الجديد، إلا أن أزمة «الحماية المدنية» لم تمنح طلبة فرصة إثبات جدارته من عدمها في منصبه الجديد، بعد صدور قرار من وزير الثقافة بإغلاق المسرح إلى أجل غير مسمى. يدرك طُلبة أن العبء ثقيل، وأنه تحمل المسؤولية في فترة شديدة الحساسية والصعوبة، مقتنعا أن ما يشهده المسرح من تداع لا يدينه في شىء، فقط لأنه تسلمه على حاله، ليلقى بالمسؤولية على الشركة المنفذة، مشيرًا إلى أنه لا يعلم من قام بتسليم المسرح. 
فتوح أحمد: سنقدم طلب لإعادة افتتاح مسرح السلام خلال 3 أشهر

قال الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح، إن إدارة الحماية المدنية قررت إغلاق مسرح السلام منذ 15 يومًا، مشيرًا إلى أن إدارة المسرح ستحاول استكمال ما يلزم.
وأضاف «فتوح» في تصرحيات لـ«المصري اليوم»: «الحماية المدنية قررت أن تعيد تقييم موقف الأمن والسلامه في كل المسارح والمنشآت التي تتبعنا، فكان لدنيا حلين من إثنين أن نغلق كل المسارح ونرسلها للتخطيط حتى يستكملهوها، والحل الثاني أن نؤمن المسارح ونفتتحه، وهو ما حدث مع مسرح السلام، فكان تأمين المسرح علينا حتى نفتتحه وتخرج العروض للنور».

وتابع: «نتفاوض مع وزارة الإنتاج الحربي لاستكمال متطلبات وشروط الحماية المدنية لمسرح السلام، فهناك عروض منتهية بروفاتها وتنتظر الافتتاح، فحاليًا لايوجد توقيت رسمي لافتتاح المسرح مرة أخرى، والأمر بيد الإنتاج الحربي حتى ينتهوا من إجراءات الحماية المدنية وتركيب كافة التأمين والسلامة، ولكننا سنطلب مهلة 3 شهور نفتتح فيها الأعمال المسرحية، ولكن سنطلبها عندما يتم البدء في تنفيذ الحماية».

يذكر أن الفنان فتوح أحمد افتتح مسرح السلام في شهر أغسطس من العام الماضي بمسرحية باب الفتوح للفنان يوسف شعبان ومحمد رياض وإخراج فهمي الخولي، وكان المسرح تحت رئاسة الفنان حلمي فودة.

 المدير السابق للمسرح الفنان فودة: فتوح أحمد مسؤول عن الأزمة

وقد تنصل حلمى فودة ، المدير السابق لمسرح السلام، من مسؤوليته عن المشاكل التى يتعرض لها المسرح منذ افتتاحه، رغم أنه كان رئيسا له فى وقت الافتتاح، قائلاً، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «لا توجد لدىّ فكرة عن المسرح، ولا يمكن أن أفيد فى ذلك الموضوع، فالمتواجدون حاليًا هم أولى بالرد على ما يحدث داخله»، ليلقى بذلك كل التهم على المسؤولين المعاصرين، سواء أشرف طلبة المدير الحالى، أو فتوح أحمد رئيس البيت الفنى.

ويضيف فودة: «عندما تركت العمل فى مسرح السلام نسيته نهائيًا ولا أحب أن أتحدث عنه، وهذا طبعى دائمًا، عندما أنفصل عن أى موضوع لا أحب الحديث عنه، فحتى عندما كنت أمينًا لصندوق النقابة تناسيت أمره فور انتهاء دورى».

ومع محاولات سؤاله عن افتتاح المسرح بالرغم من عدم وجود حماية مدنية فى فترة رئاسته، أصر فودة على الابتعاد تماما عن الرد، قائلاً: «لا يوجد لدىّ فكرة، ولن أجيب عن مثل هذه المسائل»، مضيفًا: «المسرح عندما فتح بدون حماية مدنية كان بضمان من رئيس البيت الفنى للمسرح فتوح أحمد، وكانت المهلة الخاصة بالضمان 3 شهور، وعلى أساسها أغلق المسرح، لكننى غير متابع للمستجدات الحالية».

وواصل: «يُسأل عن غلق المسرح رئيس البيت فتوح أحمد، فالمسؤولية تقع على الأسامى التى وضعت على رخامة الافتتاح، فى مدخل مسرح السلام، وهما وزير الثقافة ورئيس البيت»، مؤكدًا أن الأمر لم يكن بيديه، لأن افتتاح المسرح يعتبر أمرا سياديا غير خاضع لرأى مديره نهائيًا، وأصر على تأكيد أن أى شىء يخص المسرح يسأل فيه فتوح أحمد.

ياسر صادق: «المشروعات الهندسية» أقرّت بعدم ضرورة تغيير رشاشات المياه

أكد المخرج ياسر صادق الرئيس الأسبق لمسرح السلام، وفرقة المسرح الحديث، أنه لم يشهد افتتاح المسرح وترك مسؤوليته قبلها بفترة، رافضًا التصريح بأسباب تقديم استقالته من منصبه، مشيراً إلى أنه أكد وقتها أن المسرح يعيش أخطر مرحلة، معتبراً أن هذا التصريح أغضب المسؤولين وقتها – على حد تعبيره- مما دفعه للابتعاد عن الكيان بشكل كامل.

 وكشف صادق فى تصريحاته، أنه لم تكن هناك خطة تطوير حقيقية موضوعة للمسرح، خاصة فيما يتعلق بالحماية المدنية، مشيرا إلى أن المسرح كان مغلقًا قبل توليه الإدارة لثلاثة أسباب، أولها الكهرباء بغرفتها ولوحاتها، وثانيًا عزل السطح، وثالثًا التكييف المركزى.

ويواصل صادق حديثه عن فترة التطوير، لافتا إلى أنه سأل الشركة التى تولت عملية التجديد، وهى «المشروعات الهندسية للقوات المسلحة»، عن الحماية المدنية والرشاشات الخاصة بالمياه لإطفاء الحرائق، فأجابوه بأنها جيدة ولا تحتاج للتغيير أو التطوير، ورغم ذلك طالب مع اقترب موعد الافتتاح بالتأكد من الحماية المدنية واللوحات الخاصة بالإنذار والرشاشات وتجريبها، فبدأوا وقتها فى ضبطها.

وعن مسؤولية التسليم، أكد صادق أن الذى يتسلم المسرح هو إدارة المشروعات الهندسية بالبيت الفنى للمسرح، ولا تقع أى مسؤولية على مدير المسرح حلمى فودة، وقتها، لأن مدير المسرح علاقته فنية فقط وليست إدارية، وكذلك رئيس البيت الفنى فتوح أحمد، لأن مهمته الاعتماد فقط، ولا يفهم أحد فى الحماية المدنية أو الكهرباء، لكن على اللجنة التى تسلمت المسرح أن تتحمل المسؤولية، لأن الافتتاح تم برعايتها».

38 عاماً من العروض:

197٩ استأجر «البيت الفنى» مسرح السلام من وزارة البحث العلمى بعقد مدته 25 عامًا، طبقاً لتصريحات صلاح بركات، المدير الإدارى لمسرح السلام،1981 افتتح المسرح بعرض (بسمة) الغنائى الراقص يتبع فرقة الفنون الشعبية، وأصبح بعدها المسرح يتبع لفرقة المسرح الحديث، التى تأسست فى ستينيات القرن الماضى.

25 عاماً هى مدة التعاقد الجديد الذى أبرمته وزارة الثقافة مع وزارة البحث العلمى لتأجير المسرح مرة أخرى، بأجر سنوى يصل إلى 20 ألف جنيه، لمدة 25 عامًا».

2012 توقف المسرح لأول مرة منذ عام 1981، للتجديدات التى استمرت حتى أغسطس 2015 ليتم افتتاحه بعرض «باب الفتوح» بطولة يوسف شعبان ومحمد رياض.

موقع: المسرح نيوز

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *