عين على المسرح العربي – «غرام أو انتقام» لجو قديح.. المسرح للمسرح- لبنان

يقدّم الكاتب والمخرج والممثل جو قديح – عملاً مسرحياً جديداً تحت عنوان «غرام أو انتقام»، وهو عمل اقتبسه مع ماري كريستين طيّاح من الرواية الشهيرةLes Liaisons Dangereuses للكاتب الفرنسي Pierre Choderlos de Laclos. يشارك في المسرحية إلى جانب قديح، برناديت حديب، رينيه ديك، برونو طبّال، باتريسيا سمَيرة، وسولانج تراك، والكوريغرافيا يتولّاها مازن كيوان، وهندسة الصوت إميل عواد، الديكور وتنفيذ الديكور نويل أبي نادر، ويبدأ عرض المسرحية على خشبة مسرح الجميزة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي عند الثامنة مساء، على أن تُعرَض على مدى أسبوعين.
يشرح قديح سبب اختياره هذه المسرحية التي كُتبت في العام 1752 بالقول «هي أول مسرحية شاركت فيها خلال دراستي الجامعية في العام 1993، وها أنا أقدّمها بعد 23 سنة لأني شغوف بها أولاً، ولأنّها تحكي عن تحرّر المرأة وعصر الأنوار في فرنسا، وتتمحور حول علاقات بين شخصيات عدّة وتغوص في تفاصيل العلاقات التي ما زالت هي هي في كلّ العصور»، ويعلّل قديح عدم تغييره أسماء شخصيات المسرحية الأساسية من الفرنسية إلى العربية بسبب إصراره على بقاء قيمة الإطار الأدبي للعمل، «هناك عناصر مفاجأة عدّة في المسرحية وألعب على الحديث والقديم بطريقة معيّنة ولا أقدّم إسقاطاً على الواقع اللبناني من خلال هذا العمل، والقصة ليست من مجتمعنا ولكنها تنطبق عليه وتتطابق مع مجتمعاته»، مشدداً على أنّ لبنان لا يضمّ مجتمعاً واحداً بل هو كناية عن مجموعة مجتمعات، ومعلناً أنّه يعمل تحت شعار «المسرح للمسرح والفن للفن»، ولا يدّعي أي أهداف أخرى لعمله.
يعلم قديح المسرح في جامعات «الألبا» وفي الجامعة اليسوعية وفي «الحكمة لوزان» وفي مدرسة «الأتينيه»، قدّم قديح عمله المسرحي الأول في العام 1995 تحت عنوان «سهرة الأمثال» بالفرنسية التي أخرجها واقتبسها من مسرحية جورج شحادة التي تحمل الاسم نفسه، وبعد ذلك توالت المسرحيات وصولاً إلى مسرحية «مطار شارل ديغول» في العام 1999 التي حازت نجاحاً كبيراً في لبنان وخارج لبنان وكانت محطة مفصلية في حياة قديح، ثم قدّم «البانيو» و «التخت» في العام 2006.

بدون ابتذال
قديح كان أول لبناني يقدّم مسرحية على خشبة مسرح برودواي في نيويورك ومن ثم على خشبة مسرح «لا ماما»، وكانت تحت عنوان «الشر الأوسط» التي أعاد عرضها في لبنان في العام 2008، ثم اختار الوقوف على الخشبة منفرداً «وان مان شو» في العام 2009 من خلال «حياة الجغل صعبة»، «الأشرفية» في العام 2010، «أنا» في العام 2011، وقدّم العام الماضي مسرحية «دادي» مع ابنته جوليا (سنة ونصف السنة من العمر).
لقديح تجربة تلفزيونية من خلال برنامج «بلا مزح» قدّمه إلى جانب الفنانة زينة دكاش وكان من كتابته وصاحب فكرته، وعرض عبر شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، ويفخر قديح بمشاركته بعدد من التيليفيلم ولا سيما أن اختياره جاء من خلال المخرج الراحل أنطوان ريمي، «أفخر أنني تعرّفت على قيمة تدعى أنطوان ريمي»، وشارك في أعمال سينمائية عدّة ولا سيما في أفلام طلاب جامعيين، ويرفض قديح العمل في المسلسلات التلفزيونية أو الإعلانات المتلفزة، «إلا في حال كان العرض مميزاً».
نشر قديح كتاباً في العام 2001 في بلجيكا عن الحرب اللبنانية والأسماء تحت عنوان» son prenom malgre lui « ويحكي فيه عن طوني الذي يقتل في ما كان يُسمّى بالمنطقة الغربية وأحمد الذي يُقتل في المنطقة الشرقية، وكيف تصبح أسماء الشباب عبر الشاشات فادي وفريد على سبيل المثال». قدّم قديح العديد من الأفلام والمسرحيات من خلال الاقتباس وإعادة الكتابة، «أعتقد أنّني قدّمت خلطة بطريقة ذكية قدر الإمكان، وفي العمل الجديد اعتمدت الجنون من حيث الأداء ومن خلال الحركة المسرحية، وحاولت أن لا أكون مبتذلاً، علماً أنّ النص مليء بالإغراء الفكري، فالعلاقات مبنية على حالات مرضية وقصصها إنسانية تحرّك الرأس وهي خطيرة كما يقول عنوانها بالفرنسية، ولكنني آثرت أن يكون «غرام أو انتقام»، ويقول قديح إنّه بدأ العمل على النص منذ سنة، «هو عمل متعب وصعب أمّا التدريبات مع الممثلين فبدأت منذ ثلاثة أشهر».

جو والجميزة والشغف
في تشرين الثاني من العام 2013، افتتح جو قديح «مسرح الجميزة» في «مدرسة الفرير» (الجميزة – بيروت)، معتبراً أنّها خطوة مهمة وسط انحسار الفضاءات الثقافية في بيروت، «اكتشفت هذا المسرح مُصادفةً، عندما دعاني النادي الرياضي لمدرسة القلب الأقدس – الفرير في الجمّيزة لتقديم مسرحيّة «أنا». عندها كان المسرح مخصّصاً لأغراض مدرسية وكان في حاجة إلى الترميم. وبعد عامين، تحدّثت إلى إدارة المدرسة، فوافقت على منحي استثمار المسرح لأتمكّن من عرض مسرحيّاتي على خشبته. ثم ارتأيت الذهاب أبعد من ذلك، فحوّلته مساحةً لي ولفنّانين آخرين»، مؤكّداً أنّ الهدف ليس مادياً سواء بالنسبة إليه أو بالنسبة إلى المدرسة. ويقول المدير الفني للمسرح «هدفنا هو أن يعمل هذا المسرح في وقت تُقفل مسارح كثيرة، هدفنا هو المسرح الذي أعتبره عشقي وشغفي الحقيقي».

فاتن حموي-السفير

http://beirutpress.net/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *