(عين): جامعة تكريت بالعراق تحتفل باليوم العالمي للمسرح من خلال ندوة “المونودراما الخصائص والاشتغالات”

أقام، الأمس الأحد 27 مارس 2016 بقاعة عبد الله بن مبارك، قسم اللغة العربية بكلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة تكريت ندوة بعنوان: “الموندراما البدايات، الإعلام، السرد”  التي أدارتها  (أ.د.خولة محمود فيصل) وحاضر فيها كل من: (الأستاذ زياد الحلو) من قسم التربية الفنية  و( أ.م.د.غنام محمد خضر) الذي تمحورت ورقته حول “الموندراما الخصائص والاشتغالات”  حيث جاء فيها أن:

المونودراما مصطلح مشتق من الكلمة اليونانية (Mono)، وتعني الواحد ، والمونودراما من المصطلحات الحديثة التي اختلف الباحثون والمنظرون، والمعجمات المسرحية في تحديدها على الرغم من اتفاقهم على نحو عام، على عدد النقاط الرئيسة التي تشكل أساس هذا المصطلح .

أما ” المسرحيون والنقاد في أقطار المغرب العربي فقد اقترحوا وروجوا لما اسموه بـ ( المسرح الفردي ) والفردية هنا تقترب بطبيعة الإنتاج المسرحي وارتباطه بمبدعه ( الفرد ) الذي يقود مجمل أو معظم عناصر الإنتاج المسرحي إن لم تكن جميعها قاطبة”

أطلق إبراهيم حمادة تسمية ( دراما الممثل الواحد ) على المونودراما ، وعرفها بأنها:” المسرحية المتكاملة العناصر والتي تتطلب ممثلا واحدا – أو ممثلة – لكي يؤديها كلها فوق الخشبة “. أما سمير الجلبي فقد أطلق عليها اسم المسرحية ذات الشخصية الواحدة وقال هي:” المسرحية المتكاملة العناصر إلي يؤديها ممثل واحد أو ممثلة واحدة ويقدم فيها دورا واحدا أو يتقمص أدواراً مختلفة”.

مما تقدم نلحظ، أن الاختلاف يكمن في التسمية فحسب لكن مضمون التعاريف واحد سواء أكان دراما الممثل الواحد ، أم الشخصية الواحدة ، أم المسرح الفردي ، فجمعيها تحمل فكرة واحدة ومحددة للمونودراما هي “المسرحية التي تطرح صوتا دراميا واحدا وتعتمد في بنائها شخصية درامية وحيدة أو مستوحدة تعاني أزمة أو عزلة أو اغترابا نفسيا أو اجتماعيا يفرز صراعا داخليا، وتنفرد تلك الشخصية بالجمهور وبمساحة الفعل الدرامي بشكل (طاغ) لتبوح أو تسرد تجربتها الدرامية على وفق المنظور الاوتوقراطي الذي يعكس أحادية الصوت المونودرامي، وقد تتضمن المسرحية وجود أو دخول شخص أو شخوص ثانوية تؤدي دوراً أو وظيفة هامشية – تكميلية”.

وعلى الرغم من وضوح هذا التعريف ، يبقى قاصرا عن تبيان عدد من الأمور من – وجهة نظر الباحث – إذ لم يحدد لنا التعريف حال  الشخصية الثانوية، هل لها حق الكلام أمام الجمهور، أم تبقى خلف الكواليس ويسمع صوتها فحسب .

أما نهاد صليحة فقد عرفت المونودراما تعريفا أكثر وضوحا ودقة، وهو أن المونودراما هي ” مسرحية يقوم بتمثليها ممثل واحد يكون الوحيد الذي له حق الكلام على خشبة المسرح فقد يستعين النص المونودرامي في بعض الأحيان بعدد من الممثلين، ولكن عليهم أن يظلوا صامتين طول العرض”، وبناء على هذا التعريف سنقوم بتحليل مسرحيات محيي الدين زنكنه المونودرامية ودراستها .

أما ظهور المونودراما ونشأتها، فعلى الرغم من أنها لم تظهر بشكلها المكتمل إلا في العصر الحديث، ” إلا أن بذورها وجدت منذ الدراما الأولى، ونلمحها في المشاهد التي كان البطل فيها في المسرحيات اليونانية القديمة ينفرد بالحديث مدة طويلة بينما ينصت الجمع له في صمت حتى ينتهي”.

فالكاتب اليوناني احتفظ بالحديث الفردي في إطار جماعي فكان الكورس يستمع ثم يجيب ويعلق، مهما طالت المقاطع المنفردة التي يقوم بها البطل، فانفراد هذا البطل – ليتكلم كلاما طويلا – كان  البداية الأولى لظهور الممثل الأول، وقد تم ذلك على يد ( ثيسبس ) الذي تنسب إليه الريادة في ظهور التراجيديا .

وفي ضوء ما تقدم، يمكننا القول أن ” الفن المسرحي قد بدأ في مرحلته التأسيسية بما يشبه ( المونودراما ) التي مرت بمراحل وأشكال متعددة حتى وصلت إلى ما استقرت عليه من شكل في العصر  الحديث”

أما المونودراما بمفهومها الحديث، فلم تظهر إلا أبان الحركة الرومانسية التي اجتاحت أوربا في أواخر القرن الثامن عشر، فكما هو معروف، جاءت الثورة الرومانسية كي تكسر القيود وتثور على التقاليد والأنظمة، وتقدس فردية الإنسان، فبعثت المونودراما معها، وبما أن المونودراما تقوم على ممثل واحد، فقد ارتبطت بالفكر الرومانسي الذي يدعو إلى الفردية، من هنا كان ظهور مسرحية مونودرامية بعنوان ( بجماليون ) في عام 1760 كتبها الفيلسوف الفرنسي – صاحب الحركة الرومانسية – جان جاك رسو ، فهذه المسرحية تعد البداية الحقيقة للمونودراما، أما إذا أردنا أن نحدد التاريخ الحقيقي للمونودراما ومتى اعتلت خشبة المسرح الأوربي ” فهناك اتفاق على أن الشكل بصورته المعروفة الآن لم يظهر إلا في السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر ما بين 1775 – 1780 على يد ممثل ألماني يعرف باسم براندز، وفيما عدا ذلك فإن هذا الشكل لم يستطع ان يحط لنفسه تاريخا محدد المعالم واضح الأبعاد ”

أما الخصائص الفنية للمونودراما، فهي تختلف عن الخصائص الفنية للمسرحية التقليدية ( المتعددة الشخصيات )، إذ ” تعد المونودراما مسرحية شخصية أكثر منها مسرحية حبكة، فضلا عن أن الشخصية في المونودراما هي التي تقود الحدث، فهي العنصر السيادي الذي يتحكم في الأحداث”

فعلى هذا يكون التركيز في المونودراما على الشخصية أكثر من التركيز على الحدث، لأن المسرحية المونودرامية يشغلها ممثل واحد غالبا ما يكون وحيدا على خشبة المسرح، وبما أنه – كما قلنا سابقا – لا يجوز الكلام في المسرحية المونودرامية إلا لشخصية واحدة، فقد أدى ذلك إلى غياب في الحوار، وهذا الغياب في الحوار التقليدي الذي ظل وسيلة الكاتب المسرحي في تقديم الأحداث والشخصيات، قد يؤدي ” إلى انزلاق المؤلف إلى السرد الممل وحينما يحدث هذا فإن النص يصبح عبئا ثقيلا على الممثل الواحد أو الممثلة الواحدة، ناهيك عن كونه عبئا أقل على المتفرج الذي لا يجد ما يشده إلى العرض فير فضة”.

ويعد السرد أحد الخصائص الفنية الرئيسة للنص المونودرامي، وعنصرا مهما من عناصره يعتمد النص المونودرامي على ” السرد المباشر بضمير المتكلم لا بضمير الغائب كما في معظم النتاجات القصصية والروائية وهذا ما يمنحه زخما دراميا”.

وهناك مجموعة من الوسائل الفنية التي ابتكرها المؤلفون المونودراميون لجعل السرد ذا زخم درامي منها :

ـ وسائل سمعية (الموسيقى، المؤثرات الصوتية الخارجية كالرعد والبرق والمطر، المؤثرات الصوتية، الأصوات الخارجية)

ـ وسائل تقنية مسرحية (أقنعة ، ملابس ، دمى) .

ـ الأكسسوار والسينوغرافيا  (صور ، ساعات ، وسائل) .

– الهاتف بوصفه حضورا (تمثيليا لـ الأخر ) المغيب ….

ومن خلال هذه الوسائل يكون السرد موجها على نحو مباشر إلى  الجمهور، بل يكون موجها إلى شخص أخر منحه الهاتف، أو تلك الأصوات الحضور على خشبة المسرح .

 

عن/ بشرى عمور (مجلة الفرجة)

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *