(عين)الفنان أحمد الصائغ :«الطفاطيف» تجربة فريدة من نوعها وأتمنى أن تعاد ليتم تصويرها وتوثيقها- البحرين

الصعوبات التي يواجهها المخرج تجاه أي عمل فني طبيعية جدًّا، غير أن يتجاوز الأمر إلى عدم مسِّ النص الفني وتغييره، فهذا أمر غريب، والأغرب أن يلتزم المخرج بهذا الاتفاق الذي عُقدَ بينه وبين الكاتب؛ ليعطي الجمهور تحفة فنية رائعة اسمها مسرحية «الطفاطيف»، والتي ألفها عقيل سوار وأخرجها الفنان البحريني أحمد الصائغ بمشاركة العديد من الفنانين البحرينيين وعرضت من 19 وحتى 21 أبريل/ نيسان الماضي.

«الوسط» التقت مع مخرج العمل الصائغ الذي فتح قلبه لــ «الوسط» عن هذه التجربة، وكان اللقاء الآتي:

ماذا تنقل إلى قرائنا عن بداية كواليس مسرحية الطفاطيف والتي لاقت نجاحًا كبيرًا مؤخرًا؟

– ما من شك أن مسرحية الطفاطيف تمكنت بشكل وآخر من حصد أنظار الجمهور، حيث لا تجد كبيرا أو صغيرا إلا وتابعها أو سمع عنها، وهذا العمل الفني تحديدًا كان النجاح فيه تحديًا بالنسبة إلي، لذلك حاولت خوض غمارها واثق الخطى مع طاقم العمل المميز.

كيف ذلك؟

– بعد جلوسي مع الكاتب والمؤلف عقيل سوار، كان لديه شرط قبل الاتفاق وهو أن النص لا يمس ولا يتم تغيير أي شيء فيه، وهذا الشرط غريب ويجب علي الالتزام حرفيا بعدم المساس بــ 105 صفحات، والتزمت بذلك الشرط ولم أشطب أية كلمة في النص، وهذه بحد ذاتها تجربة فريدة من نوعها ولأول مرة أواجهها.

ما المميز في «الطفاطيف» حتى وافقت على ذلك الشرط؟

– المميز أنه أول عمل مسرحي بحريني تتبناه هيئة الآثار ويعرض ضمن برنامج ربيع الثقافة الحادي عشر، وتعتبر أول مسرحية بحرينية تعرض ضمن هذا المهرجان، ولذلك كان هذا بمثل التحدي بالنسبة إلي أن أدخل هذا العمل بهذا الطاقم الشاب وأنجح فيه.

وكيف كانت الإعدادات لهذه المسرحية؟

– إعدادات متواصلة وعمل مستمر دام قرابة 3 أشهر كانت فترة صعبة جدًّا علينا جميعًا لكننا تمكنا من تجاوز كل تلك الأمور واستطعنا حصد نجاح منقطع النظير.

وما هي قصة مسرحية طفاطيف؟

– مسرحية الطفاطيف من تأليف الكاتب البحريني القدير عقيل سوار، تتناول مغامرة شيقة يخوضها مجموعة من طلاب المدرسة لعمل مشروع مدرسي حول تاريخ البحرين بتكليف من معلمة الفصل (الآنسة لمباردو)، وتأخذهم المغامرة لاحقاً إلى الغوص في قلب البحر، واكتشاف عوالم كاملة ومدن تعيش تحته، إضافة إلى كائنات حية هجينة بين الإنسان والسمك، والكائنات البحرية.

وخلال المسرحية يلتقي الطلاب بهذه الشخصيات، يتعرفون على عوالمهم في طريقهم لاكتشاف تاريخ البحرين، ويقعون أثناء عملهم في مأزق يوشك أن يودي بحياتهم، قبل أن يتمكن الحب من إنقاذهم جميعًا. ويتناول العمل هوية البحرين بصورة تشويقية، تحمل طابع المغامرة، وبقالب كوميدي محبّب، بصحبة مجموعة من الأعمال الغنائية والاستعراضات المقدمة خصيصًا لهذا العمل.

هل نفهم أن المسرحية كانت تحمل أهدافاً ذات أبعاد وطنية؟

– نعم، هي كذلك، عمل مسرحي هادف يخدم ثقافة وذاكرة الوطن عبر قالب جميل ورائع ممزوجاً بحب الوطن، بما يعزز دور المسرح في صياغة وإيصال خطاب مجتمعي مستنير يهدف إلى تحقيق اللحمة الوطنية وحب البلاد.

في الطفاطيف طاقات شابة وأخرى لديها خبرة، كيف تمكن الصائغ من جمع الاثنين معاً؟

– بالفعل هناك الأستاذة منى الروبي وهي فنانة تشكيلية التي قامت بدورها بالعمل، وهي في الواقع كذلك وليست ممثلة، لكنني كنت متيقناً من إتقانها هذا الدور، وهناك خولة الشاعر التي أعدها المفاجاة القادمة بعالم الفن والتمثيل لما تمتاز به من قدرات، ومجموعة أخرى من الفنانين المتمكنين مثل عادل شمس، علي سلمان، سامي رشدان، خليل المطوع، لمياء الشويخ، محمد بوشاهين.

هل نستطيع القول إن خولة الشاعر كانت اكتشاف الصايغ؟

– خولة الشاعر فنانة وموهوبة ودوري كان اكتشاف ما بداخلها وإظهاره للجمهور ونظرتي لها أنها ستصل بإذن الله إلى ما تريده؛ لأنها فعلا موهوبة، وهنا أنتهز الفرصة لأشيد بدور الشاب الموعود راشد العازمي وكذلك أحمد السادة الذي تميز في دور ملعون.

وماذا عن طاقم العمل خلف الكواليس؟

– نعم وكلمة شكر في حقهم قليلة؛ لأنهم عملوا بشكل متواصل وفي أجواء مضغوطة استمرت ثلاثة أشهر، وأذكر هنا مساعد المخرج وليد محمد، الديكور عبدالعزيز عبدالحميد، رنوة العصمي على مابذلته من جهد لكي يصل هذا العمل إلى النور.

لو سألنا الصائغ عن رأيه في «الطفاطيف» بعد عرضها، فماذا سيقول؟

– أقول إن الفنان البحريني كسب الرهان وتمكن من خطف الأنظار والدليل النجاح الكبير الذي حازته المسرحية أثناء العرض، وحرص الشيخة مي آل خليفة… بالحضور والجلوس لمشاهدة المسرحية بالكامل وبعدها ترحيبها وتشجيعها بطاقم العمل، ما هو إلا شهادة على نجاح العمل.

ماذا كان ينقص «طفاطيف» إذن؟

– حقيقة كنت أتمنى التوثيق لها، حيث كان هذا الجانب ضعيفاً جدًّا، ولذلك فإنني أتمنى أن يعاد عرضها مجدداً ليتم تصويرها وتوثيقها؛ لأنها عمل فني جبار على المستوى المحلي، ويجب ألا تضيع تلك الجهود هكذا من دون هذا الحق الأصيل لكل عمل فني.

لو عاد الوقت بالصائغ إلى الخلف هل يوافق على الالتزام بمثل هذه الشروط لإخراج عمل فني؟

– نعم فأنا أجد الصائغ في التحدي والنجاح فيها، وقد وجدت نفسي في «الطفاطيف»، ولذلك أتقدم بالشكر الجزيل إلى الكاتب عقيل سوار، وإلى جميع طاقم العمل الذين تحملوني حتى يظهر العمل بأبهى صورة، كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى الشيخة مي على ثقتها ودعمها الفنان البحريني، وإظهاره بمستوى لا يقل عن الآخرين، كذلك لا أنسى أن أشكر كلاًّ من الفنانة صديقة عبدالله الأنصاري، معصومة الرئيسي، عبدالعزيز قاسم، صديقة نبيل الأنصاري.

 

مدينة عيسى – محمد الجدحفصي

http://www.alwasatnews.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *