عروض مسرحية أردنية  افتراضية بمهرجان صيف الزرقاء المسرحي بالزرقاء – – حسام عطية #الأردن

من مسرحسة هذيانات شكسبير (تصوير: سامي الزعبي)

عروض مسرحية أردنية  افتراضية بمهرجان صيف الزرقاء المسرحي بالزرقاء – – حسام عطية #الأردن

عمان – في ظل جائحه كورونا والحجر الصحي في الفترة الماضية خلقت حالة من التعطش إلى رؤية الحياة الثقافية والفنية تعود إلى طبيعتها على كافة المسارح الأردنية، حتى وإن كانت كسلى، فيما يقام حاليا على مسرح الشاعر حبيب الزيودي في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء بعروض مسرحية محلية مهرجان صيف الزرقاء المسرحي في دورته الثامنة عشرة.

وتحت شعار “وتستمر الحياة رغم كورونا” سوف تقام فعاليات المهرجان  حتى الثامن الشهر تشرين أول الجاري، من خلال  تقديم المسرحيات تحت إجراءات الحفاظ على السلامة وضمن تحديد عدد الحضور في كل عرض، كما يتم بث المسرحيات والفعاليات الأخرى من ورش ومحاضرات افتراضياً لتكون متاحة لغير الراغبين في الحضور إلى قاعات العروض، فيما افتتح المهرجان بعمل موسيقي لفرقة ترانيم بعنوان “مغناة عائشة الباعونية” قدمها الفنان نصر الزعبي ومجموعتة الفنية.

وتعرض مسرحيات “أخطاء إملائية” لكمال الشاويش، “ذاكرة صفراء” من تأليف عباس الحايك وإخراج عبد السلام الخطيب، “ثامن أيام الأسبوع” تأليف علي عبد النبي الزيدي وإخراج محمد الجراح، وتختتم المسرحيات بعرض “خلف الباب” من تأليف هناء البوب وإخراج صفاء الدين، وأن المهرجان ينظم ورشتين: الأولى تتعلق بالاشتغال على الممثل ويديرها زيد خليل مصطفى، والثانية هي تقنيات المسرح ويديرها محمد المراشدة.

كما ستكون العروض كلها محلية تترافق مع ورش مسرحية لبناء قدرات الفنانين الشباب، وبمشاركة عدد من الفنانين العرب هم الممثل عزيز خيون من العراق، والمخرج محمد شرشال من الجزائر، والمخرج فتحي عبد الرحمن من فلسطين، وعجاج سليم من سورية، وعصام الدين أبو العلا من مصر، وهشام زين الدين من لبنان، وسامي الزاهراني من السعودية.

وكانت افتتحت مسرحية هذيانات شكسبير أول عروض مهرجان صيف الزرقاء المسرحي الثامن عشر، على مسرح الشاعر حبيب الزيودي في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء، مساء أمس، حيث يتم عرض المسرحيات الكترونياً عبر منصة فرقة الزرقاء للفنون المسرحية، بسبب جائحة كورونا.

وجسد المسرحية التي كتبها وأخرجها إياد الريموني، الفنانون: ميس الزعبي، جمال رشيد، عمر أبو غزالة، مثنى زبيدي، عدي الفواز، داليا المومني، وفيحاء الأخرس، بينما ألف الموسيقى الفنان عبد الرزاق مطرية، وصمم الديكور والأزياء اياد الريموني، وصمم الإضاءة ماهر جربان.

ويتناول المخرج الريموني، خلال مسرحيته، نصوص وشخصيات مسرحيات شكسبير المتنوعة، ويقوم بإعادة تشكيلها وفق رؤية مسرحية جديدة، تستند إلى محاولة استحضار الكاتب شكسبير نفسه وإعادة تشكيل الشخصيات بأسلوب ساخر وناقد، فيما يعتمد الريموني خلال مسرحيته بعرض العديد من اللوحات الفنية التي تنهل من المدارس الإخراجية، في محاولة للغوص داخل الشخصيات نفسها واستنطاق مكنوناتها النفسية والصراعات الداخلية التي تكتنفها في أكثر من موقف يجمع بين السخرية والجد، إذ يتم إسقاط كل ذلك على الواقع المعيش وما اعتراه من تغيرات اجتماعية وقيمية تنعكس على السلوكيات والممارسات الإنسانية داخل المجتمع .

ولجأ الريموني الى توظيف جميع عناصر العرض المسرحي من إضاءة وديكور وأزياء وفضاء مسرحي وشخصيات متناقضة بما يخدم القيمة الرئيسية للمسرحية، وهي إثارة العديد من الأسئلة لدى المتلقي وإعادة الاهتمام بمسرحيات شكسبير ذاتها وإعادة قراءتها أو مشاهدتها لفهمها أكثر وبشكل أعمق، إضافة إلى إعادة الاعتبار لأهمية المسرح بشكل عام وأهميته في التوعية والتنوير وطرح الأفكار والمفاهيم المختلفة في كل زمان.

وعرضت ضمن فعاليات المهرجان ايضا مسرحية “ذاكرة صفراء” على مسرح الشاعر حبيب الزيودي في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء والتي تشكل دعوة للانسان للخروج من الوهم الذي يكبله ويعيق طموحاته والانطلاق نحو الفضاء الرحب للحياة بكل جمالياتها.

وكتب المسرحية، التي تم عرضها ضمن فعاليات مهرجان صيف الزرقاء المسرحي الثامن عشر الكترونيا، عباس الحايك وأعدها وأخرجها عبد السلام الخطيب، في حين جسدها الفنانون: محمود الرشايدة، فرح نصار، وعمر سلام، فيما ألف الموسيقى المصاحبة للعرض الفنانة مرح الدباغ، وصمم الإضاءة الفنان ماهر جريان.

وتسرد المسرحية قصة حياة شاب عشريني في مقتبل العمر، يعيش واقعاً مأزوماً بسبب الإعاقة الأولى التي شوهت ملامح وجهه، والإعاقة الثانية التي قيدت حركته، إضافة إلى القيود التي فرضتها عليه وصية والده المتوفى وهو في عمر الخمس سنوات، حيث أوصاه الأب بعدم الخروج للعالم والاختلاط بالناس والبيئة المحيطة كي لا يكون محط سخرية ولا يجلب العار للأسرة.

وتعيش شخصية المسرحية “أنسي” واقعا محتشداً بالصراعات النفسية، فتخرج شخصية “أمل” من خياله المريض وغير القادر على التصرف السوي، اذ تحاول هذه الشخصية الوهمية أن تجعله ينحي وصية أبيه القمعية جانباً وأن ينساها تماما، لأنها تشده للأسفل ولا تتيح له ممارسة أي نوع من الحياة والاندماج مع الآخرين .

يلجأ “أنسي” إلى الرسم وممارسة الفن كنوع من تفريغ الطاقات والصراعات الداخلية التي تتجاذبه بين وصية أبيه المقيدة وغير المفهومة من جهة، وبين رغبته في التعرف على الحياة والانطلاق نحو فضائها المفعم بالجماليات والدهشة من جهة أخرى، إلا أن الشخصية الوهمية “أمل” لا تفلح في إخراجه من عتمته التي يكون أسيراً لديها، وذلك بسبب خروج شخصية وهمية أخرى وهي “الأب” والتي يظهر أنها ما زالت تمارس دورها القمعي على الشاب كي لا يخرج من واقعه ويتمتع بالحياة.

حسام عطية – الأردن

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش