شكراً.. للهيئة العربية المسرح

لا أخفيكم.. فأنا لا أجيد فن النفاق الاجتماعي و تنميق عباراته، حتى كلمة شكراً ربما هي أعمق ما يمكن أن أقوله لأحدهم، و لكنني حتماً وُهِبتُ شيئاً آخر، هو فن إنصاف الآخر، البعض يسميه نقداً.. والليلة أحب أن أتحدث عن الهيئة العربية للمسرح وبإنصاف بوجه آخر ” أشكرها”.
قلت في مقال لي منذ عامين أن الهيئة العربية للمسرح لها مشروع عظيم وربما أن هذا المشروع يجعلها تتصدر المشهد المسرحي في الوطن العربي بجدارة بل وهو الأهم أن هذا المشروع المؤسساتي المنظم يجعلها بوابة المسرح الوحيدة..


أذكر أنه وجه إليّ سيل من الشتائم و الكلام الذي ينضح أصحابه به حد التخمة، ولكني لم استغرب حينها وحتى الان ذلك لأن كل ما يفعله أصحاب تلك الشتائم من أنشطة غير مؤسساتي وغير منظم، إنه ببساطة عمل شللي (مِن شلة) لا أكثر ولا أقل.
موقف آخر تعرفت فيه بإحدى المشاركات العربية على شخصية فنية لها مشروع تم تقديمه إلى مؤسسة عربية فقوبل بالرفض، طبعاً عمله هو الذي قوبل بالرفض، لكن مع الأسف فقد أسماهم يقصد أهل المسرح في الشارقة بـ” العصابة”..!!
عندما سمعت منه كلمة عصابة بدأت أعد بأصابعي عدد العاملين في الهيئة العربية للمسرح لأتصور ما قاله في ذهني و لكنني ومع الأسف لم أجد سوى القليل الذي لم يتجاوز عدد أصابعي والذي أخجل أن أفكر بأن أسميهم عصابة لو فكرت في يوم من الأيام بأن أُكوِّن عصابة ..
الهيئة العربية للمسرح تعتبر بالكيفية أكثر من اعتبارها بالكمية، وكادرها يحترم العمل المؤسساتي جدا المنظم جدا، لذلك لن يفهمهم السوقيون و العشوائيون و محبي الشلة..
و على نفس السياق ينتقد أحدهم طريقة اختيار الهيئة العربية للمسرح للعروض التي ستقدم في مهرجان المسرح العربي الذي سيقام في الكويت 2016 للتنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي، فيقول أن هناك عروض تم استبعادها لأن مصادرها أجنبية لكنه كان أعمى بالطبع وهو يقول هذا بل وأصم أيضا لأن من ضمن العروض المشاركة التي تم اختيارها مسرحية ” عطيل ” لشكسبير، و يستمر في الحديث فيقول أن هناك خلل في معايير لجنة اختيار العروض، وأن هذه اللجنة تتبع الهيئة العربية للمسرح أي أن الاختيار لم يكن على أساس موضوعي .. و مع ذلك لم يرد أحد عليه ليفهمه أن الهيئة العربية للمسرح شكلت لجان تتألف من أسماء كبيرة كلا ينتمي لبلده و في وطنه ولم تكن هذه اللجان من كوكب آخر أو من دول غريبة وبالطبع هذا سيجعل اختيار العروض منصفا جدا ..
هنا نجد الجهل بالعمل المؤسساتي و المنظم منفذا للنقد، وعليه وإذا كان النقد عملية بناء فإن النقد الذي يقوم على الجهل بالعمل المؤسساتي والمنظم بناء للأسفل مع الأسف وليس للأعلى …
هذا ما أسعفني به الوقت لأقوله ولي حديث آخر في وقت آخر لأكمل شكري للهيئة العربية للمسرح الذي سيستمر باستمرار ما تقدمه من عمل مؤسساتي منظم يجب أن يتعلم منه الجميع.

هايل المذابي – اليمن

 

http://www.alfaraena.com/

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *