رؤية تربوية حول التربية المسرحية

تصميم وتطبيق المنهج الدراسي، اساس تربوي بالغ الاهمية حيث يقوم عليه بناء أمة باكملها، والمنهج المدرسي مفهوم شامل يتضمن كافة المواقف التعليمية والانشطة والخبرات داخل المدرسة وخارجها، وفق خطة تربوية سليمة ومحكمة الاعداد، ومن الضرورة القصوى حسن اختيار القائمين على اعداد وتنفيذ هذه الخطة وتحديد خصائص ما يصلح للتدريس كمادة تعليمية وما يمارسه الطلبة من نشاط مصاحب ومهارات كل حسب ميوله وقدراته الذاتية باشراف وتوجيه صفوة من ذوي الخبرة والتأهيل التربوي حتى تسهم تلك الانشطة والفعاليات في تكوين شخصية الفرد المتكاملة وتوجيه سلوكه بطريقة ايجابية بناءة.

مؤخرا اطلق مجلس التعليم مبادرة التعلم بالفنون للصفوف الاعدادية، بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة، لاعداد معايير التربية المسرحية في محاورها الثلاثة الدراما، والتذوق الفني، والاداء الابداعي، مما يطلق قدرات الطلبة في التعبير عن الذات واثرائهم لغويا وتمكينهم من مواجهة المشكلات الحياتية والتواصل الفعال، واعتمادها مادة دراسية في جدول الحصص، ولنا وقفة مع ادراج التربية المسرحية لتكون مقررا دراسيا استنادا الى خبرات وتجارب ميدانية حية في هذا المجال وفق رؤية تربوية تتضح في النقاط العشر التالية:
* تزويد الطلبة بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع المواقف الحياتية والتعبير عن كوامنهم وقدراتهم الابداعية يمكن ان يتم عبر الانشطة المدرسية كجماعة الصحافة والاذاعة المدرسية واعداد فريق مسرحي باسم المدرسة.
* قدرات ورغبات الطلبة وميولهم النفسية والسلوكية تختلف وتتفاوت حسب الفروق الفردية، وليسوا مجبرين على تلقي حصص تطبيقية او نظرية عن الفنون المسرحية فليس المراد تحويلهم جميعا الى فنانين مسرحيين.
* العروض المسرحية توظف المؤثرات الصوتية الموسيقية وتعتبر الرقص اداء حركيا موحيا، وهذا ينطوي على محاذير جمة تخالف ثوابتنا الشرعية والتربوية والاجتماعية.
* الأعمال المسرحية المشتركة تتخذ ذريعة لاختلاط الجنسين وهذا حتما يقود الى شرور ومفاسد خطيرة وخيمة العواقب.
* المشرفون المسرحيون ومعلمو المسرح اغلبهم خريجو معاهد فنية وموسيقية وبالتالي ليسوا مؤهلين للعمل كمعلمين تربويين.
* اختيار المدارس الاعدادية لتدشين تعليم الفنون المسرحية له تداعيات سلبية جمة بالنظر الى طبيعة المرحلة السنية الحرجة والحساسة وخصائصها النفسية والسلوكية.
* ما يعرف بالاكسسوار او الادوات المكملة ومجسمات الديكور قد تبدو باشكال ومشاهد غير لائقة حسب الرؤية الاخراجية مما يؤثر سلبا على عقول وتصرفات الطلبة ويقدم رسائل خاطئة.
* مسرحة المناهج يمكن تجسيدها عبر تدريب وتكوين فريق مسرحي دون الحاجة الى اشغال الطلبة بمادة ومحتوى مسرحي اضافة الى أن لغتنا العربية تزخر بالقيم الجمالية والوجدانية وفي ذلك غنى عن سواها.
* عدد من المسرحيين والفنانين يؤمنون بافكار وتوجهات مغلوطة او مغرضة في بعض الاحيان وهؤلاء قد يسيئون استغلال المسرح المدرسي.
* غياب الضمانات الملزمة للقائمين على تدريس فنون المسرح كي لا تحيد عن مسارها البناء او تخرج عن الاطار السليم ومثال ذلك ما حدث من تجاوزات في رياضات الجمباز والسباحة.
وحسب ما تقدم من عوامل ومحاذير، فاننا نهيب بقيادات مجلس التعليم المعنيين التراجع عن تدريس التربية المسرحية والاكتفاء بنشاط المسرح المدرسي للراغبين وذوي الاستعداد النفسي والمهاري من الطلاب البنين واستعادة دور توجيه التربية المسرحية في هذا الشأن باسناد هذه المسؤولية الى كوادر تربوية مؤهلة وقادرة على توظيف طاقات الطلاب بطريقة ايجابية محمودة العواقب.
* احاطة: صاحب هذه الزاوية أحد رواد المسرح التربوي، ممثل ومخرج مسرحي وعضو مؤسس في مركز شباب أم صلال (برزان حاليا) ومستشار متطوع في مجلس الشباب والرياضة.
تهنئة:
مبارك عليكم الحيا ياهل قطر وساكنيها، جعله الله صيبا نافعا، وسقيا رحمة، ونفع به البلاد والعباد.

 

 

راشد العودة الفضلي

http://al-sharq.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *