حفل الافتتاح الكبير للدورة الثالثة عشرة لمهرجان المسرح العربي : المغرب – الدار البيضاء – عبد العليم البناء

في حفل الافتتاح الكبير للدورة الثالثة عشرة لمهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء
توهج مضيء إزدان بنكهة إبداعية عراقية وعربية مسرحية متنوعة
د. جواد الأسدي: السلطة الثقافية الرسمية ترمي سجادة جهلها في الشوارع والمقاهي والمؤسسات والبيوت في واقع سياسي استثماري
إسماعيل عبد الله: اليوم في بلد أسود الأطلس، ينضم أسد مسرحي عربي من العراق لكوكبة مبدعين قالوا كلمتهم في اليوم العربي للمسرح
عرض المسرحية العراقية (خلاف) وعقد مؤتمر صحفي عنها مع ندوة تطبيقية للناقد البحريني يوسف الحمدان كشف عن قدرات وامكانات مبدعي المسرح العراقي
توقيع 12كتاباً مهماً بينها كتاب (المسرح المغربي في دوريات العراق) للباحث العراقي أ. علي محمد هادي الربيعي وفي مسابقة النصوص الموجهة للكبار التي حكم فيها الكاتب والمخرج كريم رشيد فاز بالمرتبة الثانية الكاتب العراقي علي عدنان آل طعمة عن نصه (سيسيفوس ثلاثاً)
إقامة معرض كامل لإصدرات الهيئة العربية للمسرح المهمة والفاعلة والتي أغنت المشهد المسرحي بالجديد فكراً وعطاءً وبحثاً ودراسة

المغرب – الدار البيضاء – عبد العليم البناء
شهد مسرح محمد السادس في مدينة الدار البيضاء في المملكة المغربية مساء الثلاثاء العاشر من كانون الثاني يناير الحالي حفل افتتاح الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية تحت شعار (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد)، بحضور فاعل مميز ورصين لنخبة من مبدعي المسرح العراقي، الذين كان لهم الحضور المؤثر والعميق في مخلف الفعاليات يتقدمهم نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي بتضامن تام لابراز وتأكيد مكانة وعطاءات المسرح العراقي.
وألقى الفنان العراقي الكبير الدكتور جواد الأسدي رسالة اليوم العربي للمسرح الذي بات عيد المسرحيين العرب، ويفخر العراق والمسرح العراقي باختياره، وكانت رسالته بيان إدانة وصرخة بوجه كل الذين عملوا على تخريب وخراب هذه الأمة وتأشير مكامن الخلل والتجهيل المقصود وسيق أن قمنا بنشر نصها كاملاً وجاء فيها :صباح الخير، عبق الخشب في بيتنا ومأوانا الأول.صباح الخير خشبة المسرح ملاذي، مأواي، قاربي وجسري إليكم.صباح الخير لدروب الندم وأربعين عاماً من النفي الجبري على أرصفة الثقافات.صباح الخير للتصفيق النابع من هسيس الجراح، يفاعة الدهشة، دلال الخلق، وبيت المعنى الداكن والمتواري خلف الظلال. صباح الخير يفاعة الأحلام، هوس الأمل، دروس التهجي والأيدي التي قادتنا من معاصمنا لنرى هول الظلمات في عتمة الكواليس.صباح الخير على سنوات الحنين والجوع المر في بلاد الملاحم وعلماء الطبيعة ومن دقوا ورسخوا مسمار الكتابة ودونوا الأساطير وبصمة التنوير، والجمهور العريق المتدافع أمام شباك التذاكر في المسارح الحداثية كتابة وإخراجاً حتى هطول السخام في ذلك اليوم الأرعن. وانزياح الحياة الحرة والتأريخ الجمالي عن سكك حديد التنوير، وسقوط البلدان في عاصفة العدم وانسداد الأبواب المدنية وانطفاء جذوة الثقافة وتسييد جحيم الطوائف التي رسخت قواميس الجوع وكتابة الخراب والذل وسفك الدماء.
وأعقبه الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ اسماعيل عبد الله بالقاء كلمة الهيئة التي جاء فيها: “مساؤكم مسرح وفرح، مساؤكم مسيرة تعرف دربها، وتمضي واثقة بكم نحو أهدافها، مساؤكم هو فجر للغد الذي ينتظركم، وفجركم فجر أمة تنهض لتصنع غدها وتزهو معكم، وترسم مستقبلها ومستقبل أجيالها بالمسرح، فالمسرح رأس حربة الإبداع وسنامه.اسمحوا لي بداية أن أرفع آيات الشكر والعرفان إلى مقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي شمل برعايته السامية مهرجانكم هذا، الأمر الذي يضاعف فخرنا واعتزازنا، إذ يستظل مهرجانكم في حمى دوحتين ساميتين، فالمهرجان يمضي منذ انطلاقته برعاية سامية من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، والذي تابع ويتابع تفاصيل المسيرة والإنجاز، مرشداً وراعياً، وساعياً نحو مسرح يكون مدرسة للأخلاق والحرية… هذه هيئتكم، الهيئة العربية للمسرح، التي لا تخلف لكم موعداً، والتي أرادها مؤسسها أن تكون بيتكم فكانت وستبقى كذلك، تكبر بكم، وبأفكاركم ومبادراتكم، وتزهو بأنكم صوتها وصورتها، من هنا استطاعت معكم أن تكون الفعل الذي يمضي إلى الأمام، برؤى استراتيجية واضحة من نيِّر أفكاركم وتجاربكم، خالية من الارتجال وردات الفعل، خالية من الهوى والنزعات الفردية، منحازة للإبداع والمبدعين بلا تردد، راسخة الخطى والأثر، واضحة الضمير واليقين.
وهذا يومكم العربي للمسرح، موعد يتجدد في العاشر من يناير كل عام، واليوم يجيء بحضور قامة عربية كبيرة، أرست وقدمت وما زالت تقدم الإبداع تلو الإبداع والرؤى الواضحة غير الملتبسة، اليوم في بلد أسود الأطلس، ينضم أسد مسرحي عربي من العراق لكوكبة مبدعين قالوا كلمتهم في اليوم العربي للمسرح، فكانت كاشفة، شافية، باعثة للهدى ومحفزة للهمم، اليوم نحتفي بخطاب رجل المسرح العراقي الدكتور جواد الأسدي.
الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي، الموعد الأهم على خارطة المسرح العربي، ليست بكثرة العدد ولا بكثرة التبجيل، بل بمجدكم ومجيد مدادكم وإبداعتكم، ولأننا أردناه صاعداً دوماً نحو الوضوح ونحو الشفيف والشريف من النزال، ومهرجانكم محطة للحوار، نتوقف فيها لسبعة أيام، نزرع، نسقي، نجني زادنا من الجمال، ثم نمضي بعزيمة وأمل بالمزيد، ليكون المهرجان رأس القاطرة التي تصعد الدروب التي عَبَدَتْها أجيال تلاقت فأغنتها، ساعية إلى مسرح جديد ومتجدد.
كما شهد الحفل تكريم عشرة فنانين مسرحيين بارزين من المغرب، اضافة الى تكريم وزير الشباب والثقافة والتواصل من لدن أمين عام الهيئة العربية للمسرح.. وعرض فيلم وثائقي عن العروض المسرحية المشاركة في مساري المهرجان التي بلغت 16عرضاً مسرحياً عربياً من أفضل العروض المسرحية العربية، ويتنافس منها اثنا عشر عرضاً على أرفع جائزة في المسرح العربي، جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبحضور ما يزيد على خمسمائة مسرحي، يشاركون في مؤتمر فكري كبير، خصصته الهيئة العربية للمسرح للتجارب المسرحية المغربية ومساءلة التجديد والامتداد فيها، وكذلك تأطير الورش الموجهة للشباب المسرحي المغربي، وندوات تطبيقية نقدية، وندوة محَكَمَة لمسابقة البحث العلمي المسرحي، وولادة 12 كتاباً حول المسرح المغربي.
ويقوم فريق عمل متخصص بجعل المهرجان في قلب الحدث بقيادة الفارس الأول في هذا المجال الإعلامي حسن التميمي ليدخل القلوب والضمائر قبل البيوت والأمكنة، حيث الفعاليات تعمل على مدار 16 ساعة يومياً عبر بث مباشر في المواقع ووسائل التواصل، ليتمكن المسرحيون حول العالم من متابعتها.. وعلى بركة الله تعالى أعلن وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد افتتاح الدورة الثالثة عشرة ورحب بكل المسرحيين العرب، مؤكدا دعم المملكة المغربية للمهرجان والتعاون المثمر بين الهيئة العربية للمسرح والوزارة، وبرعاية من الملك محمد السادس، والشيخ سلطان بن محمد القاسمي. حيث عرضت بعد الحفل مباشرة المسرحية المغربية (ماتبقى لكم) من تأليف غسان كنفاني واخراج عبد المجيد الهواس افروديت.
في حين شهد صباح يوم الثلاثاء 10/1/2023 عشرة وبإشراف الدكتور يوسف عيدابي مدير التأليف والنشر في الهيئة العربية للمسرح انطلاق أولى فعاليات المهرجان التي تضمنت مؤتمرات صحفية للعروض المسرحية التي عرضت يومي الثلاثاء الاربعاء 11 و12/1/2023 في الدار البيضاء ضمن عروض المسار الثاني (جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي – النسخة العاشرة) بضمنها العروض المسرحية العراقية (خلاف) لمهند هادي، و(ميت مات) لعلي عبد النبي الزيدي، و(أمل) لجواد الأسدي، والتي تميزت بخطاباتها والإبداعية شكلاً ومضموناً الجمالية ، مع العروض المسرحية العربية الأخرى.
ومسرحية (خلاف) التي عرضت الاربعاء 11/1/2023على خشبة مسرح محمد السادس في الدار البيضاء في تمام الساعة السادسة مساء هي من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح، هي من تأليف وإخراج الفنان مهند هادي، وتمثيل الفنانين: د. سهى سالم، ود. هيثم عبد الزراق، ومرتضى حبيب، حيث اعتلوا منصة المؤتمر الذي أداره الزميل الإعلامي المغربي، وعرض فريق المسرحية تصوراته ورؤاه حول العرض ودلالاته بحرفية ومهنية عالية تأليفاً وتمثيلا واخراجاً أداءاتهم الإبداعية والابعاد الفكرية والفنية والجمالية، بما يحملون من الخبرة الأكاديمية والفنية ، وجرت بعد ذلك مناقشة الحاضرين لفريق العرض الذي شهد ندوة نقدية تطبيقية للناقد البحريني الدكتور يوسف الحميدان، قدم فيها تصوراته النقدية للعرض.وسبقه مؤتمر عن المسرحية التونسية (أنا الملك) للمخرج معز حمزة، وكذلك المسرحية المغربية (حدائق الأسرار) للمخرج محمد الحر، وأعقب المؤتمرات الصحفية توقيع إثني عشر كتاباً بينها كتاب الدكتور علي محمد هادي الربيعي (المسرح المغربي في دورات العراق 1973- 2015) الذي جاء في خمسمائة صفحة من القطع الكبير وقدم فيه عرضاً لطبيعة وأهمية الكتاب الذي جاء في خمسمائة صفحة من الحجم الكبير، ويعد اسهامة توثيقية كبيرة على مسار البحوث التوثيقية الرصينة.
وفي بيان إعلان النتائج النهائية لمسابقتي تأليف النص المسرحي الموجه للكبار وللصغار، تم زف البشرى للمبدعين الفائزين، أكدت الهيئة العربية للمسرح :”إن كنا اليوم سنعلن ثلاثة فائزين في كل مسابقة، فإننا نعتز بكل الكتاب الذي وصلوا قائمة العشرين والتي تم الإعلان عنها أواخر ديسمبر الفائت.إن الهيئة العربية للمسرح، تنظر بعين التقدير للجنتي التحكيم في المسابقتين، إذ أن عمل هذه اللجان على مدار النسخ السابقة وهذه النسخة، كل الضمانة للشفافية والحكمة في الحكم والانتصار للجودة والإبداع، وكانت هذه اللجان سبباً في أن تحتل مسابقتا التأليف التي تنظمها الهيئة منذ عام 2009 مكانة مرموقة في المشهد الثقافي العربي، كما أنها قدمت وكرست أسماء مؤلفين كانت المسابقة بوابتهم لعالم المسرح فسطروا اسماءهم ولمعوا نجوماً في فضاء المسرح العربي… وقد عمل على تحكيم هذه المسابقة لجنة تكونت من: الأستاذ فتحي عبد الرحمن من فلسطين.والدكتور مشهور مصطفى من لبنان، والدكتور نبيل بهجت من مصر. ففي مسابقة تأليف النص الموجه للأطفال فاز بالمرتبة الثالثة الكاتب محمود فرغلي موسى من مصر، عن نصه (الأعدقاء).وفي المرتبة الثانية الكاتب محمود عبد الله عقاب من مصر عن نص (علاء الدين والمارد الآلي).وفي المرتبة الأولى الكاتب رضا حسنين عرفات من مصر، عن نصه (رشيد).
وفي مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار، تشكلت لجنة تحكيم هذه المسابقة من: (المخرج والكاتب والممثل البارع) العراقي الأستاذ كريم رشيد. والدكتورة ليلى بن عائشة من الجزائر.والأستاذ هزاع البراري من الأردن.وجاءت نتائج الفائزين بالمركز الثلاثة على النحو الآتي:في المرتبة الثالثة: الكاتب أحمد عبد الكريم من الجزائر. عن نصه (فنتازيا الموت في بغداد).في المرتبة الثانية: الكاتب العراقي علي عدنان آل طعمة، عن نصه (سيسيفوس ثلاثاً). في المرتبة الأولى: الكاتب أكسم اليوسف، سوريا / كندا. عن نصه (أديب).

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر