جائزة هيفاء السنعوسي لكتابة المونودراما … تنشّط الحراك الثقافي العربي

تتواصل الكاتبة الكويتية الدكتورة هيفاء السنعوسي في إثراء الساحة الثقافية ليس فقط في الكويت، ولكن في مختلف البلدان العربية، وحتى العالمية، لتتنقل بمشاريعها الإبداعية المتميزة من بلد لآخر كمساهمة شخصية منها، في تسيير الحركة الإبداعية، في طرق جادة، تخدم الإنسان بشكل عام.

وكان آخر هذه المشاريع تأسيسها- بمجهوداتها الشخصية- جائزة إبداعية تحمل اسم جائزة الدكتورة هيفاء السنعوسي لكتابة المونودراما، وهي مخصصة للمبدعين في كل أنحاء العالم، الذين يكتبون بالعربية في مجال المونودراما، وبالتالي جاءت هذه الجائزة كي تعكس الوجه المضيء للمبدعين الكويتيين، الذين يريدون للإبداع الإنساني أن يكون في الصدارة، وتضمنت هذه الجائزة خيرة الكتاب والأكاديميين العرب.

وبالتالي جاء تقرير رئيس لجنة تحكيم جائزة الدكتورة هيفاء السنعوسي لكتابة المونودراما الدكتور مصطفى رمضاني… وهو أستاذ في جامعة محمد الأول بالمغرب على النحو التالي:

منذ سنة 2011 دأبت الكاتبة والأستاذة الجامعية الدكتورة هيفاء السنعوسي، على تنظيم مسابقة في التأليف المسرحي الخاص بصنف المونودراما.

ولقد كانت هذه التجربة الرائدة حلما بسيطا جاهدت الدكتورة هيفاء السنعوسي ليكون نقطة ضوء ساطعة في سماء الإبداع المسرحي الخليجي، فركبت منذ البداية المركب الصعب حين اختارت من الفنون المسرحية أصعبها وأعقدها، إذ ركزت على فن المونودراما ليكون مجالا للتباري الإبداعي، وارتأت في البداية أن ينحصر مجال هذه المنافسة النبيلة بين أبناء الكويت الرائدة. وبعد أربع سنوات من التجريب والمثابرة، بدأ الحلم يكبر ورقعة الضوء تتسع لتشمل المنافسة كل أبناء الوطن العربي من المبدعين.

وفعلا تحقق الحلم واستطاعت الجائزة أن تكسب الرهان حين لقيت هذه التجربة الجديدة صدى واسعا بين المسرحيين العرب، فكان أن توصلت إدارة الجائزة بسيل من النصوص المسرحية، وزعتها على لجنة الفحص كي تنتقي ما هو مناسب للتباري في مستوى فني يليق بسمعة هذه الجائزة العتيدة.

وبعد الانتقاء الأولى، اختارت لجنة الفحص أربعة عشر نصا مسرحيا يستجيب لمعايير فن المونودراما لكتاب من مختلف ربوع الوطن العربي. ثم تكونت بعد ذلك لجنة مختصة لقراءة هذه النصوص والبت فيها لاختيار النصوص الثلاثة الأولى التي تستحق الجوائز المخصصة لهذا الغرض حسب الاستحقاق الفني، وفق معايير دقيقة حددتها اللجنة ذاتها بتنسيق مع إدارة الجائزة.

وقبل تقديم تقرير مركز حول أشغال هذه المسابقة الفنية، والإعلان عن النتائج النهائية، فإن لجنة التحكيم تعلن ما يلي:

1 – تقديم الشكر الجزيل والتقدير الكبير للكاتبة الكويتية المبدعة والأستاذة الجامعية الفاضلة الدكتورة هيفاء السنعوسي، على كرمها ونبل مساعيها العلمية والفنية، وروحها الوطنية العالية خدمة للثقافة العربية، ومن خلالها كل الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.

2 – أما في ما يخص جائزة الدكتورة هيفاء السنعوسي لكتابة المونودراما في دورتها الخامسة هذه، فإن لجنة التحكيم لتعتز بالمستوى العالى للنصوص المونودرامية التي توصلت بها وقرأتها بكثير من الإمتاع والانبهار.

3– لاحظت اللجنة أن أغلب هذه النصوص تتخذ طابعا تجريبيا يحترم شروط الكتابة الدرامية، وتستجيب لشروط هذا الصنف من المسرح رغم صعوبة مسالكه وخصوصيات تقنياته.

4 – لاحظت أن جل تلك النصوص تسعى إلى ترسيخ القيم الإنسانية الكبرى التي تعيد للإنسان إنسانيته وكرامته.

5- وفي السياق نفسه لاحظت اللجنة كيف أن أغلب النصوص ركزت على بعض القضايا الراهنة التي تستأثر باهتمام العالم المعاصر شرقا وغربا، كنبذ العنف والإرهاب وكل أشكال التطرف، وتدعو إلى الاعتدال واحترام القيم المتعارف عليها من أجل السلم والعدالة وإحقاق الحقوق. وإلى جانب ذلك،اهتمت بعض النصوص بقضايا تخص بعض المجتمعات التي ما زالت تضطهد المرأة وتحرمها من بعض حقوقها.

6 – تسجل اللجنة باعتزاز المستوى الجيد لأغلب النصوص المشاركة في المباراة. وهذا ما يتضح عامة من خلال أسلوب الكتابة الرصين، واللغة الدرامية العربية الفصحى، وبناء الشخصية والتركيز على طوابعها السيكولوجية، والتركيز على الصراع الدرامي الداخلي الذي يقتضيه هذا الصنف من المسرح. وهو أمر يؤكد مدى إدراك هؤلاء الكتاب بخصوصية الكتابة المونودرامية وضوابطها الدقيقة.

7– لأجل ذلك توصي اللجنة بطبع النصوص الثلاثة الفائزة حتى يستفيد منها القارئ العربي من جهة، وتكون في متناول المخرجين الذين يهتمون بهذا الصنف من المسرح.

أما في ما يخص النتائج، فإن اللجنة لاحظت تقارب مستوى النصوص الثلاثة الأولى، ولكنها خلصت في النهاية إلى النتيجة التالية:

1 – الجائزة الأولى: للكاتبة الجزائرية أسمهان منور مسرحيتها المونودرامية «نوم الهنا».

2 – الجائزة الثانية: للأديبة الأردنية د.سناء شعلان مسرحيتها المونودرامية «وجه ماطر جدا قليلا»

3 – الجائزة الثالثة: للأديبة الجزائرية كنزة مباركي عن مسرحيتها المونودرامية «امرأة بظل مكسور».

وفي صريحها قالت الفائزة الأولى من الجزائز الأديبة أسمهان منور: «أثلجتم صدري بالنبأ السعيد بفوزي بالمركز الأول بجائزة الأديبة الدكتورة هيفاء السنعوسي وقد كنت أنتظر النتائج منذ الصباح بعد معرفتي بيوم إعلان النتائج.تحياتي للأديبة دكتورة هيفاء السنعوسي مانحة الجائزة والدكتور مصطفى رمضاني رئيس لجنة التحكيم وبارك الله فيهما. أكيد أنا الاسعد اليوم بنيلي هاته الجائزة القيمة في كتابة نص المونودراما لأني من جهتي أعتبرها الأصعب لأنها تعد تعرية حقيقة للذات الانسانية بكل ما فيها من هواجس وتناقضات. أشكر الأديبة الدكتورة هيفاء السنعوسي وهي المبدعة التي تعمل على مد يد العون للمبدعين وتسليط الضوء على حرفهم كما أشكر كل من عمل على تنظيم هاته الجائزة التي ستكشف عاما بعد آخر عن مواهب جديدة ربما كانت لتبقى مطموسة في الخفاء.ألف شكر لكم ولدولة الكويت مني ألف سلام».

وقالت الأستاذة في الجامعة الأردنية الدكتورة سناء شعلان الأديبة في تصريحها: «فخورة جدا بهذا الفوز الذي أعده محطة مهمة في مسيرتي الإبداعية؛إذ هذه الجائزة غدت بصمة مهمة في فن المسرح المونودرامي في وقت غدا هذا الفن فيه هو مستوى تمثيلي للعوالم الداخلية للإنسان في زمن التشظي والمعاناة والانكسارات وإفلاس الإنسانية.ومسرحيتي التي فازت بهذه الجائزة لهذه الدروة هي تلعب على ثيمة تعرية الإكراهات التي يعيشها الإنسان في ظل واقع استلابي يقهر الإنسان. كذلك فإنني أعتز بهذه الجائزة التي كرست مشروعها الخاص لأجل خدمة نوع فني مسرحي ولد برأيي الخاص بأسنان ليمزق جلد واقع يجلد الإنسان ويجيره لمصلحة قهر واقعه ومجتمعه ومعطياته. هذه الجائزة بالنسبة لي هي مرحلة من مراحل التعبير المطلق عن روح الذات في مشروعي المسرحي لاسيما أنها تنتصر للذات على روح التعبير الجمعي حيث هناك.

تعبير عن الذات المطلقة في لعبة درامية ملحية لأجل استحضار الجماعة في معاناة الفرد لفضح معايب جمعية قهرت الفرد،وحولته إلى شيء في مجتمع الاستلاب».

بينما قالت الكاتبة المسرحية، الشاعرة و الإعلامية الجزائرية كنزة مباركي في تصريحها: «سعادة واعتزاز كبيران اعترياني وأنا أتلقى خبر فوزي في جائزة الدكتورة هيفاء السنعوسي لكتابة المونودراما… وذلك لما تعنيه لي هذه الجائزة المشجعة للطاقات الشابة في هذا المجال من الكتابة المسرحية الصعبة والممتعة في آن، ولأنها تحمل اسم هذه الأديبة المثابرة التي تعصر من روحها خلاصات معرفتها وتحصيلها العلمي لتمنح الشباب والشابات نفَسًا من الأمل في تعلم ما يمكِّنهم من العطاء والتميُّز.

إن هذه الجائزة جعلتني أشعر بنوع من الاعتراف بصوتي الذي أرسلته إلى المسرح كاتبة بعد كتابة الشعر، متأملة العطاء الكثير في هذا المجال الذي أحببته بقدر حبي للشعر الساكن فيّ.

أشكر لجنة التحكيم للثقة التي وضعتها في نصي من بين عدد من النصوص ليكون فائزا بواحدة من جوائز المسابقة وأشكر أيضا الدكتورة هيفاء السنعوسي التي منحتنا هذه الفرصة للمرور إلى الوطن العربي بجائزتها بعدما كانت مقتصرة على الكويت فحسب.

 

http://www.alraimedia.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *