تونس تحتفي بمسرح شكسبير

افتتحت الجمعة الدورة 29 لمهرجان علي بن عياد المسرحي في ولاية بن عروس لتتواصل إلى غاية 19 فبراير/شباط 2016 بدار الثقافة في مدينة حمام الأنف ومحورها “شكسبير دائما”.

وقد اختار المنظمون أن يساهموا في الاحتفالات على الصعيد العالمي احياء لذكرى أحد عمالقة المسرح العالمي ويليام شكسبير بمناسبة مرور أربعمائة سنة على وفاته، وقد وقع الاختيار على ست مسرحيات محترفة للمشاركة في هذه الدورة من بينها ثلاث مسرحيات عربية من المغرب والعراق والأردن يدور مضمونها حول نصوص شكسبير بالإضافة إلى مسابقة المسرح المدرسي، تعود في هذه الدورة مسابقة مسرح الهواة لتفسح المجال للجمعيات المسرحية الهاوية في ولاية بن عروس ولتقدم مسرحيات مستوحية من مصنفات شكسبيرية.

وتتميز هذه الدورة عن سابقاتها بمشاركة مجموعة من الأساتذة والمختصين في مجال المسرح من دول عربية فضلا عن المشاركات من تونس في ندوة حول “شكسبير”، ومحور التكوين متواصل في برنامج المهرجان ليستفيد طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والمعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي من ورشة كتابة مسرحية كما سيتم بالمناسبة تكريم ثلة من المسرحيين العرب والتونسيين.

وسيُكرم المخرج الاردني حكيم حرب، ضمن المخرجين العرب الذي تعاملوا مع نصوص شكسبير في الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان علي بن عياد للمسرح في تونس، عن مسرحيتي “هملت و مكبث”، وسيشارك في الندوة الدولية التي يقيمها المهرجان حول مسرح شكسبير، بمداخلة تجيء تحت عنوان”شكسبير بين النص والعرض”.

وكان حرب أخرج مسرحيتي هاملت؛ بإعداد جديد “هاملت يصلب من جديد”، و”مكبث” بتأليف جديد “سيمفونية الدم مكبث”.

وتحيل مسرحية “هاملت يصلب من جديد” كما كتب عنها الناقد جمال عياد في فضاء التواصل، بعد فك رموز أنساق العلامات، الى مقترحات مغايرة في الأحداث تجلت في إجابات شخصية (الطيف) لأسئلة هملت أما مسرحية مكبث، التي عرضت في تونس عام ٢٠٠٣وحازت على جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان سوسة الدولي، وكذلك جائزة أفضل ممثلة لساندرا ماضي، في مهرجان أيام قرطاج المسرحية ، فقد أفاد حرب من أجوائها بمختلف أبنيتها الدرامية الحافلة بالكلمات والسرد الحواري الطويل في إنشاء معماره المسرحي، الذي اعتمد فضاؤه على جمالية الصورة، ورشاقة الحركة الإيقاعي، ولغة الجسد.

كما يمكن اعتبار النص الذي أعده حرب تأليفا حيث أخذ حكاية مكبث القاتل والمغتصب، والذي يلقى حتفه في النهاية من خلال اسقاطها على ما جرى، و يجري، حاليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

و يظهر البطل في عرض حكيم حرب مكبث آخر؛ وحينما يطعن بحسب نص شكسبير، طعنته الغادرة لا يهدف الجاني للإستيلاء على السلطة والحكم وإغواءاتها، وإنما تشرد هذه الطعنة شعبا بأكمله من خلال أوهام وخزعبلات الكهنة عن ارض الميعاد، والتي لا تختلف هذه الأوهام كثيرا عن طلاسم و خزعبلات الساحرات في نص شكسبير بحسب تصريحات حرب الصحفية، والتي جسدها في الفضاء المسرحي، فهدفت الرسائل إلى إدانة الفكر العنصري القائم على اغتصاب حق الآخر في الوجود؛ لا بل محاولة محوه من الذاكرة الحضارية للبشرية.

 

http://www.middle-east-online.com/

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *