تقرير اليوم الثاني لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

 

 

 

 

 

 

مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في يومه الثاني

“مروح ع فلسطين و راس عروس” مسرحيتان في المنافسة

“حق العودة” .. ثيمة عرضي اليوم الثاني لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

إعلام الهيئة العربية للمسرج . يوسف الشايب – رام الله

على خشبة المسرح البلدي في مدينة رام الله تابع مهرجان فلسطين الوطني للمسرح يومه الثاني مساء الجمعة 26 أكتوبر 2018،  بتقديم عرضين من  المسرحيات المتنافسة على جوائز الهيئة العربية للمسرح، عرضين مختلفين في الشكل، كما في تفاصيل الحكاية، وطريقة أداء الممثلين وتحركهم وتحريكهم، الأول بعنوان “مرّوح ع فلسطين” لمسرح الحرية من جنين، والثاني بعنوان “راس عروس” لفرقة مسرح “راس عروس” من مجد الكروم في الداخل الفلسطيني.

مروح ع فلسطين..عرض تغلغل في مسامات المشاهدين فأضحكمهم و أبكاهم.

“مروح ع فلسطين” عرض قدم في عديد المشاركات الخارجية و في انتظاره جولة في عدة دول أوروبية، أهدي إلى الفنان الراحل جوليانو مير خميس الذي أسس وكان يدير مسرح الحرية قبل اغتياله من قبل مجهولين عام 2011، تناول العرض “مروح ع فلسطين” حكاية شاب فلسطيني ولد في الولايات المتحدة الأميركية، وقرر العودة إلى فلسطين بعد حرب غزة، إثر الأنباء والمشاهد على شاشات التلفزة والفضائيات، وهناك يعيش مفارقات عدة منذ وصوله إلى مطار اللد، مروراً بمخيم جنين للاجئين، ومخيم الدهيشة للاجئين، والحواجز العسكرية، والمستوطنات، وجدار الفصل العنصري، قبل أن يصل إلى قناعة تامة بأهمية البقاء في فلسطين، والصمود فيها كما أهلها.

استطاع العمل انتزاع إعجاب الجمهور، حيث قدم في مساحة صغيرة على خشبة المسرح، و استطاع أن يتغلغل في مسام المشاهدين، فاضحكهم، وأبكاهم، وجعلهم جزءاً من العمل، الذي كان تقشفه من أسباب نجاحه، بل ومنحه تميزاً على مستوى التقنية التي قدمت فيها الحكاية، فالانتصار للجسد هنا، الذي لم يكتف بتقديم إبداعات الفنانين على مستوى الأداء، بل شكل الديكور، والمؤثرات البصرية، والإكسسوارات، وغيرها، فيما أضافت الموسيقى الحية بعداً جمالياً لـ”مرّوح على فلسطين”.

وعن العرض قالت الكاتبة والفنانة الفلسطينية رجاء بكرية: ما يميز هذا العرض هو سحر بساطته، وما يقدمه من طرح جديد، حيث لم يسبق لي، ومنذ زمن أن شاهدت عرضاً بهذا التميز والإبهار، وعبر أدوات فنية بسيطة، حيث تم استثمار العاطفة بطريقة ذكية وتلقائية أدت إلى تفعيل المشاهد في جوانب مختلفة .. هذا هو المسرح الفلسطيني الجديد الذي نصبو إليه، وتقديم عرض كهذا يعكس رؤية نافذة للقائمين على المهرجان.

بدوره قال الفنان الفلسطيني عادل الترتير عن “مروّح ع فلسطين”: العرض جميل ومكثف، وقدم رسالة ومضموناً جيدين، واستطاع الممثلون إيصالها بشكل فني مركز، ما دفع المتلقي للعمل على مجاراة هذا التركيز بتركيز مواز، واللافت أن أجساد الفنانين هي المحور الأساسي في العمل، فلا اكسسوارات ولا تقنيات، إضافة إلى الموسيقة الحية التي شكلت إضافة عميقة للعمل .. من المهم أن يجوب هذا العرض العالم كله.

أما الفنان الفلسطيني فادي الغول، فأكد أنه، ومنذ سنوات طويلة لم يشاهد عرضاً كهذا .. إنه عرض جميل، ومكثف، ولغة الجسد حاضرة بأسلوب حديث وبسيط، وشكل للمتلقين لغة مسرحية متكاملة، حيث لم نلحظ غياب الديكور، والإضاءة، والاكسسوارات وغيرها .. الممثلون في مسرح الحرية قدموا في هذا العمل فكرة مختصرة وعميقة وممتعة، فهم، ودون تكلف قدموا بانوراما فلسطينية تستحق التقدير.

ولم يختلف رأي الفنانة الفلسطينية شادن سليم عن غيرها، فقالت باختصار: العرض جميل للغاية .. أحببت فكرة المساحة الصغيرة للغاية التي تدور فيها كافة الأحداث، والطريقة التي قدم فيها .. العرض بكامل تفاصيله قدم الجديد والمبدع في آن.

والعمل المبني على قصص حقيقية تم اقتباسها من سكان الأغوار، وتحديداً في المناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري، من إخراج ميكانيلا ميراندا، وتأليف نبيل الراعي، وبطولة: أحمد طوباسي، وإيهاب تلاحمة، وأمير أبو الرب، ومعتز ملحيس، وسماح محمود، ورنين عودة.

راس عروس عن أساطير الإنس و الجان في دولة برهان الزمان

وفي إطار الحديث عن “العودة”، ولكن بأسلوب مغاير، قدمت فرقة “راس عروس” من مجد الكروم، عرضا حمل اسم الفرقة، وتحدث عن حق العودة في بناء درامي يقوم على فكرة الراوي المتعدد، والأسطورة، عبر شخصيات كعامر العبد الله وزكريا ناطور “راس عروس”، وبرهان الزمان شاعرها الذي ينتظر البيان رقم واحد من المذياع، ليبشره بعودته وأهله إلى بلدتهم.

ومسرحية “راس عروس” مأخوذة عن نص للكاتب إبراهيم خلايلة بعنوان “أساطير الإنس والجان في دولة برهان الزمان”، وقدمها مجموعة من الأصدقاء التقوا في الجليل حيث هم، وشكلوا فرقة مسرحية حملت ام “فرقة مسرح راس عروس”.

والعمل الذي أنتج حديثاً، ويالتحديد في صيف العام 2018، من إخراج وسينوغرافيا منير البكري، في خلفية موسيقية غنائية للمطربة الفلسطينية سناء موسى، ومن أكثر من اسطوانة لها، وبطولة: فزع حمود، وصفاء منصور، وهديل خطيب، وأحمد حسيان.

وكانت الفنانة الفلسطينية ميساء الخطيب، والتي قدمت الفرقتين أشارت في حديثها إلى أن “المسرحيين يعتبرون المسرح هو الأب الذي من الاستحالة إطفاء شعلة قنديله، فهو الحضن الكبير والواسع، وهو المؤشر نحو الوطن الذي يستحق أن نمنحه كل الحب، لأن الوطن منحنا الكثير .. منحنا اسم فلسطين”، موجهة الشكر لجمهور المهرجان، ولوزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، وكان بين الحضور، على جهوده في إقامة هذا المهرجان، ووزارة الثقافة، والهيئة العربية للمسرح، واللجنة العليا للمهرجان، ولجان المهرجان كافة، ولجنة التحكيم ممثلة بالفنانة نادرة عمران، والفنانة سهير فهد، والفنان وليد عبد السلام.

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *