باحثون يقدمون خارطة طريق لتطوير “أبي الفنون”

باحثون يقدمون خارطة طريق لتطوير “أبي الفنون”

هسبريس من القنيطرة

التأم جمهرة من أساتذة المسـرح من جـامعات مغربية مختلفة، بشراكة مع الهيئة العربية للمسرح التي يوجد مقرها بإمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في ندوة فكرية بعنوان: “جامعة ابن طفيـل والهيئـة العربيـة للمـسرح، أفق علمي تشـاركي لخدمة المسرح العربي”.

وعـرفت الندوة مشاركة مجموعـة من الباحثين في مجال أبي الفنـون، وحضرها ثلة من المبدعين الدراميين عامة، إضافة إلى مسؤولـين في ميدان الثقـافة والتعلـيم بالمغرب، ناهيك عن حضور مكثف لطلبة الإجازة، والماستر، وكذا بسلك الدكـتـوراه، المسجلين بمختلف بنيات التـكوين والبحث في مختبر المسرح وفنون العـرض بالمؤسسـة المحتضـنة لهذا الـنشاط الجـامعي.

مقترحات للنهوض بالمسرح

وقدم حسـن اليوسـفي ثلاثة مقترحات للهيئة العربية، الموجود مقرها بإمارة الشارقة، بحكم شراكتها في هذا اللقاء، من أجل تطوير البحث العلمي في حقل المسرح، وتتمثل هذي المقترحات في تأسيس مركز عربي للأبحاث والدراسات في المسرح العربي تشرف عليه الهيئة، ويكون، وفق تعبير المتحدث، غير خاضع لسلبيات الديمقراطية، أي أن يتم الاشتغال في المركز وفق دفتر تحملات واضح، وفي مدة زمنية محددة سلفا، بعيدا عن المجاملات السائدة في تدبير الهيئات والتنظيمات الفنية والثقافية العربية.

أما الاقتراح الثاني، حسب الدكتور اليوسفي، يتجلى في ملتمس لتوثيق البحوث الجامعية الرصينة والجديدة في طرحها، والعمل على طبعها لإغناء المكتبة المسرحية بالجامعات العربية.

وأما المقترح الثلث فقد كان مكملا للاقتراحين الأوليين، ومفاده ضرورة دعم النشر في مجال الدراسات المسرحية بالمعايير الدولية.

كما شدد جلال أعراب، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير إلى ضرورة الإسراع بإدراج ما هو مهني إلى فضاء الجامعة، لأن “المسرح ليس أدبا بل هو ممارسة فرجوية تنزاح عن الطابع الأدبي الصرف”، بحكم الاهتمام الذي تكتسيه الأوراش المسرحية، وكذا دورها الفاعل في التأطير وإعداد الطلبة لعشق المسرح واللعب الدرامي، وهو ما لا يتيحه الدرس الأكاديمي البحت.

وأكد المتحدث على أهمية “إحياء المسرح الجامعي والاهتمام به”، بوصفه “قاطرة مهمة للارتقاء بالمسرح وترسيخ قيم الحداثة، ونبذ العنف والتطرف، ونشر ثقافة الحوار والجمال والحب”.

في سبيل تطوير أبي الفنون

أما سعيد كريمي، الأستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالراشيدية، فقد دعا الحضور من الطلبة والحاضرين والمهتمين بأبي الفنون، أي المسرح، إلى “تجنب الأبحاث والمواضيع التقليدية التي تختار التعميم في طرح القضايا عوض التركيز في اختيار المواضيع ذات الصلة بقضايا ومفاهيم نقدية دقيقة ومحددة”.

كما أشار نفس الباحث الأكاديمي إلى القيمة المعرفية التي تبصمها اللغات الأجنبية على البحوث الجامعية، داعيا في نفس السياق الباحثين في الفرجات إلى بذل مجهود مضاعف في عملية الترجمة عن المراجع والمصادر المكتوبة بلغات غير العربية، وعدم الاكتفاء بالترجمة الإلكترونية، التي تسيء إلى البحث أكثر مما تفيده.

 

واعتبر الباحث المسرحي الدكتور هشام بن الهاشمي أن مقاربة البحث العلمي الجامعي وقضايا المسرح الغربي تتم من مداخل متعددة، من بينها “علاقة المسرح بالجامعة، وهي علاقة استفادة متبادلة”. فالمسرح، حسب بن الهاشمي، “في حاجة إلى الجامعة، لأن بفضائها يتحرر من الإكراهات الأخلاقية والسياسية التي تحد من تجريبيته”، والجامعة “تستقطب المسرح لترسيخ قيم التنوير في وسط طلابي متنور وحداثي”. يردف بن الهاشمي.

وبخصوص التأثير المتبادل بين الجامعة ومحيطها السوسيوثقافي، لقد البحث الجامعي المسرحي، وفق رأي بن الهاشمي، “جزءا من المشهد الثقافي العام”، كما أنه “لم يعد يهتم فقط بالنص المكتوب، بل تعداه إلى مقاربة مفردات العرض المسرحي، مستثمرا النظريات النقدية وشعرياتها، بعيدا عن النقد الصحفي الذي ينحصر في إبداء الرأي بالرفض أو القبول أو تقديم توصيات أو المدح أو الذم”. يضيف المتدخل دائما.

ورغم أهمية المسرح والبحوث الأكاديمية التي تنجز حوله، يقول بن الهاشمي، “لا يزال المسرح هامشيا ضمن الهندسة البيداغوجية الرسمية، مما يستوجب التفكير في خلق بنية أكاديمية مسرحية قارة ومستقلة”. لأن من شأن ذلك “الإقرار بأهمية الفن عموما والمسرح خصوصا من جهة، ومد جسور التواصل بين الأكاديميين والمهنيين من جهة ثانية”.

 

 

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *