اليوبيل الفضي لمهرجان الأردن المسرحي: فرصة الحوار / عواد علي

انطلاق فعاليات الدورة 25 لمهرجان الأردن المسرحي بمشاركة عروض مسرحية من تونس، العراق، الكويت، وعُمان، إضافة إلى الأردن.

انطلقت الثلاثاء 6 نوفمبر 2018، في المركز الثقافي الملكي بعمّان، فعاليات الدورة 25 لمهرجان الأردن المسرحي، الذي تقيمه مديرية الفنون والمسرح بوزارة الثقافة، بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، ويستمر حتى 14 من الشهر الحالي، بمشاركة عروض مسرحية من تونس، العراق، الكويت، وعُمان، إضافة إلى الأردن.

رسّخ مهرجان الأردن المسرحي على مدى دوراته المتعاقبة فعالياته كواحدة من أهم واجهات المسرح الأردني والعربي، إذ يقدم سنويا تجارب مسرحية هامة وجديدة من مختلف الأقطار العربية، في إطلالة على آخر إنتاجات المسرح العربي المعاصر، الذي ما انفك يجرّب ويتطور ويفتك مكانته بين مسارح العالم.

عروض وفعاليات

يتضمن المهرجان العديد من الورش الفنية المتخصصة والندوات التقييمية للعروض المشاركة، وندوة فكرية بعنوان “مهرجان الأردن المسرحي في ربع قرن” يشارك فيها النقاد عواد علي (العراق)، عبداللطيف شما وجمال عياد (الأردن). كما يكرّم المهرجان المخرج حاتم السيد، والممثل مروان حمارنة من الأردن.

وتعرض في المهرجان عشرة أعمال مسرحية: من تونس “الرهوط أو تمارين في المواطنة” تأليف وإخراج عماد المي، و”فريدون هاوس” نص وإخراج الشاذلي العرفاوي، “غفار الزلة” لفرقة مسرح الخليج العربي الكويتية، تأليف الكاتب العُماني محمد المهندس وإخراج عبدالله العابر، “كراسي” لفرقة هوار المسرحية (كركوك/العراق) تأليف يوجين يونسكو وإخراج نجاة نجم، “العاصفة” لفرقة صلالة الأهلية، تأليف وإخراج عماد الشنفري (عُمان).

ومن الأردن تشارك مسرحيات “معاناة السيد موكينبوت” تأليف بيتر فايس وإخراج سماح القسوس، “على حافة الأرض” تأليف وإخراج بلال زيتون، “جنونستان” نص وإخراج حكيم حرب، “من يخاف أن يعيش وهما” إعداد وإخراج علا بشماف، و”فاندو وليز″ نص فرناندو أرابال وإخراج رشيد ملحس.

وتتنافس هذا الأعمال على الجائزة الذهبية لأفضل عمل متكامل، والجائزة الفضية لأفضل عمل متكامل، والجائزة البرونزية لأفضل عمل متكامل.

وتضم لجنة تحكيم المهرجان خمسة مخرجين وممثلين هم خالد الطريفي (الأردن)، محمد سيف (العراق)، عبدالله السعداوي (البحرين)، عصام السيد (مصر)، وعبدالله راشد (الإمارات).

كما يستضيف المهرجان مجموعة من الكتّاب والمخرجين والنقاد والممثلين هم الإماراتي إسماعيل عبدالله وأحمد بورحيمة، السورية آنا عكاش، والبحريني يوسف الحمدان، المصري نبيل بهجت، العراقي فاضل الجاف، السعودي سامي الجمعان، وختاما بالكاتب السوداني عصام أبوالقاسم والعماني سعيد السيابي والفلسطيني سعيد سلامة، المتخصص في المسرح الإيمائي.

وقال مدير المهرجان المخرج محمد الضمور “إن مهرجان الأردن المسرحي أصبح حدثا ثقافيا فنيا راسخا يحتفل به كل عام، ويتطلع إليه المسرحيون والجمهور من عام إلى آخر، وهو يتطوّر ويكتسب المزيد من الخبرة والسمعة الطيّبة بعد أن التحمت الأجيال في ساحته، والتقى جيل الرواد بجيل الوسط، وجيل الشباب من المسرحيين الذين قدموا إبداعاتهم في الكتابة والتمثيل والإخراج وسائر فنون المسرح”.

مهرجان الأردن المسرحي أصبح حدثا ثقافيا فنيا راسخا يحتفل به كل عام، ويتطلع إليه المسرحيون والجمهور من عام إلى آخر
مهرجان الأردن المسرحي أصبح حدثا ثقافيا فنيا راسخا يحتفل به كل عام، ويتطلع إليه المسرحيون والجمهور من عام إلى آخر

وأضاف الضمور “أن الدورة الفضية للمهرجان جاءت لتؤكد عمق الروابط التي تربط الأردن بأشقائه العرب وبأهل المسرح، من خلال العرض والأداء كنوع من التلاقي، والتساؤل والتجارب في إطار التفاعل الذي هو جوهر العلاقات الإنسانية”.

من عروض المهرجان

من بين العروض المشاركة في المهرجان نذكر العرض التونسي “الرهوط أو تمارين في المواطنة” مجموعة من الأشخاص عددهم ستة، لا أسماء لهم، في أغلب الأحيان، يتطبّعون ويتصفون بصفاتهم وأفعالهم، تجمعهم خشبة المسرح، ولهم مواقف تبدو واضحة مما يحدث في مجتمعهم، مجتمع الرهطيين، الصمت عندهم موقف، وإذا نطقوا عبّروا عن مواقفهم الذاتية من الحقوق والحريات والمواطنة والوطن.

وتتسارع أحداث المسرحية وتتطور ويبقى مجتمع الرهطيين خاضعا لحكم الرهوط. إذ يفكّك المؤلف والمخرج عماد المي أفكارا خلناها تحظى بهالة من القداسة والفهم الواحد والمعنى الواحد، مثل فكرة الحقوق وفكرة الوطن والإعلانات والبيانات والمواثيق الرسمية التي اعتقدنا لسنوات طويلة أنها غير قابلة للشرح والتفسير والتأويل، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يدعو بكلّ وضوح في ظاهره إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقها في التحرّر، وحق تنقّل الفرد بكل حرية، فإلى أيّ مدى تحققت فعلا كل المبادئ العليا لهذا الإعلان في زماننا اليوم؟ هذا إلى جانب فكرة المواطنة والوطن ومدى جدواها. كما يفكك المي النشيد الوطني التونسي ليتوصل إلى أن التونسيين اليوم ليسوا في حاجة إلى الموت كي يحيا الوطن، بل هم في أمسّ الحاجة للعيش كي يحيا الوطن.

ومن العروض المشاركة أيضا نذكر المسرحية الكويتية “غفار الزلة” إلى التعامل الإنساني ونبذ الأحقاد، من خلال شخصية فتاة تعيش من البداية في حالة قلق شديد ورغبة في الانتقام من قاتل أبيها. تتذكّر اللحظة التي انقضّ فيها القاتل على والدها، ويكبر الحقد في قلبها، وتغذيه والدتها، وتتواصل الأحداث لتصل إلى ذروتها عندما تتزوج الفتاة فجأة من قاتل أبيها، وتحمل منه، فيجن جنون والدتها وتحاول قتل الرجل، لكنها تقتل الجنين.

 وتصدم الفتاة من هول ما حدث، ويتحول النص إلى بكائية طويلة، وتعيش الفتاة ووالدتها لحظات من الألم العنيف وكل منهما تندب حظها، لكن مفاجأة القاتل تخرس الألسن وتصدم الجميع، لأنه انتقم لوالدها. ويظل السؤال قائما من المسؤول عما حدث؟ ولماذا حدث كل ذلك في بيئة واحدة يسكن أهلها المكان نفسه من سنين؟

___________________
المصدر / العرب
موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *