الناقد المسرحي “محمد الروبي” يكتب عن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر: لا معاصر ولا تجريبي!

نشرت جريدة القاهرة مؤخرا مقالا للناقد المصري الكبير محمد الروبي يتحدث فيه عن رأيه في تسمية مهرجان القاهرة للمسرح التجريب منذ دورته الأولى .. ومرت دورات المهرجان الواحدة تلو الأخرى حتى توقف.. ونادت الأصوات لعودته.. ويبدو التخطيط لعودته زاد من تعقيد امسمى المهرجان وبالتالي تعقيد استراتيجيته وطبيعته التي من المفترض أنه  قائم عليها

االمسرح نيوز تعيد نشر المقال المنشور فى عدد هذا  الاسبوع من جريدة القاهرة لأهميته:

نص المقال:

محمد الروبي:
ناقد مسرحي مصري
ـ
منذ الدورة الأولى لما كان اسمه المسرح التجريبي صرحت وكتبت ولم أكف عن ذلك دورة واحدة أقول فيها إن المسرح التجريبي هو مصطلح خطأ يقترب من الخطيئة .. فالوصف )التجريبي( يعني أن هناك مسرحًا بذلك المعنى له محدداته وقوانينه وبناؤه .. وهو الذي يتناقض تمامًا مع التجريبية باعتبارها خروجًا على الأعراف والتقاليد والقوانين .. فحين تقول مثلًا “المسرح الكلاسيكى” أو “المسرح الرومانسي” أو “المسرح البريختي” فأنت تعني ملامح محددة معروفة ومتفقًا عليها .. أما أن تقول “التجريبي” فذلك إفساد للتجارب ومحاولة فاشلة لوضعها في قالب بعينه .
وحين كان يسألني أحد عن الاسم الذي أقترحه في المقابل، كنت أجيب ببساطة “مهرجان التجريب المسرحي” أو ” مهرجان التجريب فى المسرح ” .. وهو ما يعني أنك تفتح المجال لتجارب مسرحية ثار أصحابها على كافة المدارس، ومازالوا يبحثون لأنفسهم ولمسرحهم عن شكل لم يصلوا إليه بعد .
وهو ما يحتم علينا بالتالي أن نلغي المسابقة، إذ إن المسابقات يؤطرها محددات ومساطر للقياس، لا يمكن بأي حال توافقها مع محاولات مسرحية يرى أصحابها أنهم “يجربون” ..فبأي مسطرة قياس سوف تحكمًهم وتعلن أن هذا تجريبي وذلك ليس !! .
ومرت السنون وتوقف المهرجان، ثم أراد البعض عودته لأنه – وذلك حق – يعرفنا على تجارب عالمية متنوعة ما كان لنا أن نراها لولا هذا المهرجان .. وجلس بعض المسرحيين يتناقشون حول تسمية جديدة يختارونها عنوانًا للمهرجان العائد بديلًا عن الاسم الخطيئة، إلا أن الأفواه التي دارت في الآذان بحثًا عن تسمية جديدة، خلصت أخيرًا إلى تسمية ينطبق عليها المثل القائل “جاء يكحلها فعماها” .. فهاهو المهرجان يخرج بعنوان جديد مثير للضحك والرثاء في آن واحد .. وهو “مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي” !! .
ولنتأمل العنوان جيدًا.. “معاصر وتجريبي” .. كيف؟! .. وهل هناك مسرح غير معاصر؟! …. وهل يعد شكسبير “مثلا” مسرحًا غير معاصر .. ما الذي يعنيه هذا الـ “معاصر” ؟! . إذن، لابد لنا من تعريف محدد لما يقصدونه بـ “المعاصرة”
وليتهم اكتفوا .. لكنهم أضافوا أيضًا لفظ “التجريبي” إلى “المعاصر” وبينهما حرف “واو” فاصل بين المصطلحين وكأنهم يقولون ببساطة أن هناك نوعين من المسرح أحدهما “معاصر” والآخر “تجريبي” .. ولا أحد منهم قال لنا ما “المعاصر” وما “التجريبي” .. .. ولا عزاء لكل ما تعلمناه في المسرح طوال تاريخنا !! . 

 موقع: المسرح نيوز
 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *