(الممثل,المخرج,السينوغراف) سلطة إدارة العرض المسرحي بقلم د.عماد هادي الخفاجي

(الممثل,المخرج,السينوغراف) سلطة إدارة العرض المسرحي

بقلم د.عماد هادي الخفاجي

في البدء كان الصراع ما بين المؤلف والممثل حول سلطة إدارة العرض المسرحي أو الطقس المسرحي حتى ظهور المخرج في العصر الحديث والتي نادى بها الممثل من اجل الخلاص من مُنغصات المؤلف ومدير الفرقة المسرحية ولكنه لم يدرك بان هذا العامل الجديد في الفن المسرحي (المخرج) قد اخضع نفسه والمؤلف إلى سلطة سيد جديد لم تغير جدل الرأي الجمالي للتصميم الفني ما بين المؤلف والممثل إلا بان أضافت طرفا آخر لهذه الجدلية لتنحو باتجاه التداخل والاشتباك حتى التعقيد في بناء المركب الجمالي للتصميم الفني في عموم العرض المسرحي .

ومن البديهي إن الفن المسرحي في عصر المخرج كان مبدأ التكامل فيه هو محور جدل الرأي الجمالي في التصميم الفني لكلية العرض المسرحي ما بين الممثل والمخرج والسينوغراف حيث ظهر هذا الأخير السينوغراف كحصيلة لذلك الجدل الذي تطلب حضور رأي جمالي آخر يضاف إلى ذلك المركب حَتّمه تطور الذائقة الجمالية وتعقد المتع الحسية للمتلقي المسرحي وفق معطيات التقنية الحديثة والمعاصرة حيث صبّ معطى ذلك الجدل والتطور في حقائق الميل والتفضيل الجمالي للمتع الحسية للمتلقي  في الحاجة إلى مسؤول في إدارة الوعي الجمالي للمتلقي بادراة الموارد الفنية لكلية الموجود على خشبة المسرح وادامة العلاقات الدلالية بينها في خلق التشكيل البصري المتداعي في التصور الذهني الممتع فكان هذا السينوغراف هو المسؤول عن طبع الفواعل المسرحية في المتخيل عند المتلقي بالاضافة الى وجدانه والتحكم في تجربة المتلقي المسرحي.

لذلك فالتجربة الفنية المعاصرة تطرح كل من المؤلف والمخرج والممثل أرضاً خصبة إزاء المعطى التقني المعاصر للفضاءات الافتراضية والتقنيات الرقمية باعتبارهم موارد لصالح المهام الجمالية الهائلة التي يمثلها مسؤولية القرار الفني للرأي الجمالي في كُلية الإنتاج الفني للمسرح وهو السينوغراف .

 

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *