المكرم الأمريكى دايفيد هنري وانج تشوقت للتكريم من مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى

 

وانج : تربيت على أن أندمج مع التيار العام للثقافة الأمريكية وأدركت ضرورة النضال لتحديد هويتى الخاصة

مجلة الفنون المسرحية 

 عبر دايفيد هنرى وانج المتحدث الرئيسى “المكرم” بالندوات والمحاور الفكرية لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي والمعاصر “دورة اليوبيل الفضي” عن سعاته وتشوقه للتكريم الذى ناله من المهرجان .

ودايفيد هنرى وانج هو الكاتب المسرحي والسيناريست وأستاذ المسرح بالوﻻيات المتحدة الامريكية من أصل صيني وقد حملت كلمته عنوان ” عالمنا غير الأصيل – بحث عن الأصالة وغواية الحنين إلى الماضى” وأدارت الجلسة الدكتورة دينا أمين مدير المهرجان.

وقال وانج  عندما دخلت عالم المسرح  كصيني أمريكي من لوس انجلوس، كاليفورنيا كان هناك أمران وجب علي الاعتياد عليهما العناق وتقبل المديح ، مشيرا إلى أنه نتاج ثقافة مشتتة، قائلا “لذلك قضيت حياتي متنقلاً بين الثقافات كحال الكثير منا”.

وأوضح وانج أنه كصيني أمريكي من لوس انجيلوس انغمس في مشهد نيويورك المسرحي و تربى كمسيحي إنجيلي و لكنه الآن يميل إلى العلمانية الإنسانية .

وتابع : ولدت لأبوين وصلا أمريكا كمهاجرين صينيين عملا حتى يصبحا جزءا من الثقافة الأمريكية و تربيت على أن أندمج مع التيار العام للثقافة الأمريكية، و لكن تبنيت سياسة الهوية في وقت لاحق في الحياة ،  و بالتالي أصبحت مدركا بشكل قوي لضرورة النضال من أجل تحديد ثقافتي الخاصة .

واشار وانج إلى  أن التباس الأمور عليه قاده للبحث عن “الأصالة”، و لكن على مدى السنين، توصلت لأن موضوع هذا البحث مراوغ بشكل زائد، و أن الأصالة في حد ذاتها مفهوم إشكالي. موضحا أن هذا البحث عن الأصالة يسيطر على معظم عالمنا اليوم، فالأمم منغمسة في نزاعات حول الثقافة: الخلافات الدينية، الانقسامات العرقية، التغيرات الديموغرافية و الخوف من الهجرة.

واكد وانج أن الولايات المتحدة  الأمريكية على سبيل المثال، قد انتخبت رئيسا للحروب الثقافية، والإنجازات التي قام بها هي رمزية و ثقافية في المقام الأول،  ليست موضوعية من حيث السياسة، حيث يقوم مؤيدوه بالتصويت ضد مصالحهم الاقتصادية لصالح ما يعتبرونه مصالحهم الثقافية.

وأكد وانج  أن بحثه المعنون بـ  “عالمنا الزائف: البحث عن الأصالة وغواية الحنين إلى الماضي” هو مشاركة لقصته الخاصة و تطوره ككاتب مسرحي و فنان لتوضيح حجم المخاطر و التعقيد في هذا البحث.

  وتطرق للحديث حول  سنواته المبكرة وحكاية أبويه اللذين هاجرا من أسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فوالده كان من شنجهاي و كان يحب الولايات المتحدة، ووالدته كانت فيليبنية من أصول صينية، وجده الأكبر الذى اعتنق المسيحية وهو ما أصبح الأساس لهوية جدته. ، حيث جاءا والداه إلى الولايات المتحدة كطلاب في جامعة كاليفورنيا الجنوبية و قاما بالإستقرار في لوس انجيلوس محل ميلاده، وقال “و كبرت معتقدا أني طفلا أمريكيا أصلي العرق وكان ذلك تفصيل صغير مثل امتلاك شعر أحمر.

وعن تعرضه للتمييز العنصرى قال : من الفن الأمريكي والثقافة الشعبية في الأساس، و الشخصيات الآسيوية في شبابي لم تكن إنسانية، معدداً أسماء شخصيات وتصنيفه لهم مثل سيئ بشكل لا إنساني فو مانتشو، و جيد بشكل لا إنساني تشارلي تشان ب، وهو ما خلق انفصال حيث أن تلك الشخصيات كانت مرتبطة بى بشكل أو بآخر، و لكنها لم تكوَن أية علاقة مع ما أشعر أنني عليه في داخلي.

وتابع وانج : إن الأفكار النمطية تساوي الكتابة السيئة، شخصيات ذات أبعاد أحادية أو ثنائية، شخصيات لا إنسانية، مشيرا الى التجربتين التين اثرتا به وشكلتا تكوينه وهما فرقة “إيست وست بلايرز”. عام 1967، حيث كانت أمه لاعبة بيانو في تدريبات أول فرقة مسرحية آسيوية-أمريكية، وكان يتابع التدريبات وهو في التاسعة، رأى خلالها الآسيويين الأمريكيين كممثلين و مخرجين و مديرين فنيين للفرقة، اا الأمر الثانى الذى اثر به وساهم في تكوينه فهو  مرض جدته عام 1968، وهو في العاشرة حيث قام بزيارتها في فترة الصيف، وقتها قام بنسجيل شفهى للتاريخ تمخض عنه رواية من 90 صفحة مقتبسة من تاريخ العائلة، في محاولة منه لتأطير النفس ، وجهد مبكر للبحث عن “الأصالة”.

وأضاف : من الطبيعي أن أكون قضيت حياتي الراشدة محاولاً الاستحواذ على مقاليد الثقافة الأمريكية، واستخدامها لغرضي

وحول اكتشاف الكتابة المسرحية  حكى وانج : عن مشاهدته لبعض المسرحيات حين وصل جامعة ستانفورد، قائلا “ربما أستطيع أنا عمل ذلك”، وكان الأستاذ جون ليروه يصف مسرحياته بالسيئة للغاية، (و كانوا بالفعل) و لكن في نفس الوقت ساعدني في تخطيط تخصصي ككاتب مسرحي، حيث قمت بقراءة المسرحيات و مشاهدة العروض المسرحية بقدر الإمكان، واسترجع مقولة الكاتب المسرحي “هارولد بنتر”: أنت تقوم بعقد صفقة بينك وبين شخصياتك، فأحيانا يفعلون ما تريده، و أحيانا تفعل أنت ما يريدون” مشيرا إلى انه  لم يكن باستطاعته وقتها استحضار شخصيات مسرحياته إلى الحياة،  و قبل سنته الدراسية الأخيرة، رأى إعلانا عن دراسة الكتابة المسرحية مع الكاتب سام شيبرد، في مهرجان بادوا الأول للكتابة المسرحية، وتقدم طالبان سام و ماريا ايرين فورنس علما بأنا نستوحي موضوعات الكتابة من اللا وعي الخاص بنا، حيث أن العقل الواعي يخبرنا ألا نرتكب الأخطاء، أما العقل الباطن فهو المكان الذي نغامر فيه في المجهول، عندما بدأت استوحي الكتابة من اللاوعي، بدأت المشاكل تظهر على الأوراق  الهجرة، الاستيعاب، الإختلاف الثقافي، العرق، مشبرا غلى أن جزءا منه كان مهتما بتلك المشاكل بشكل كبير، لكن عقله الواعي لم يقم بإدراك ذلك بعد.

وعدد وانج تجاربه وتحدث حول نصه موعد ثنائي وكيفية العمل عليه والذة يتحدث عن عن موعد ثنائي مع قريبته وشاب يدعى ستيف، والتى دمجها بعدة مصادر من بينها دراسة التاريخ الأسيوى الأمريكى، والمرأة المحاربة وأسطورة مولان، وجوانج جنج   قمت بكتابة مسرحية لتقدم في الصالة العامة لمسكني الجامعي، في بداية البحث عن الأصالة لتخرج مسرحية “ديب” للنور و”ديل” شخصية الأمريكي المولود صينياً  من المهاجرين حديثي الوصول، و لكن “ستيف” المهاجر الجديد، و “جريس” التي هاجرت للولايات المتحدة في سن المراهقة، لديهم هوايات ثقافية ذات جذور أسطورية، و التي تعطيهم قوى لا يعرف عنها “ديل” شيئا.وبنهاية المسرحية، يردد “ديل” نفس الكلمات أثناء فحصه لتحف من ثقافته الأم لتصبح الأصالة مسعى مقدس وصولا لنص “المهاجرون الجدد”: نص مترجم   بمهرجان القاهرة للمسرح المعاصر و التجريبي.

—————————————————————————–

المصدر :  الصفحة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر و التجريبى

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *