«المسرح العالمي للدمى»… فرح تحركه الخيوط

ديانا أيوب – الامارات اليوم 

مجموعة  من العروض العالمية التي تستضيفها دبي للمرة الأولى وعلى مدى 7 أيام

مع المسرحية الفرنسية «باتا كريب»، انطلق أمس أول عروض المسرح العالمي للطفل والدمى في المركز التجاري العالمي في دبي، بتنظيم من مركز ديرة الثقافي، والذي يقام للمرة الأولى في دبي وعلى مدى سبعة أيام، مستضيفاً مجموعة من الأعمال المسرحية من العالمين الغربي والعربي. ويلقي المهرجان، الذي افتتحه الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، مدير دائرة إعلام دبي، الضوء على مسرح العرائس، من خلال استضافة العروض والورش التي تعمل على تقديم بعض الرسائل التوعوية للأطفال، من خلال هذا الفن القديم، الذي باتت عروضه قليلة في عصرنا هذا، فيعيد إلى الطفولة رونقها، ويبث في الأطفال الفرح من خيوطها المتحركة.

جدول العروض

يستضيف مهرجان مسرح الطفل والدمى مجموعة من العروض من العالم، ومنها عرض جلجامش من البحرين، وعرض «السيرك الصغير جداً» من سويسرا، و«حديقة النية الحسنة» من الإمارات، إلى جانب عمل «من هو خان» من كازاخستان، وعرض «هرمونيكا» من تونس، وعرض «كابروسيتا» من إسبانيا. إضافة إلى العروض تقدم مجموعة من ورش العمل حول مسرح العرائس، وكذلك تقدم بعض الأجنحة للجهات الراعية للحدث، ومنها هيئة دبي للثقافة والفنون، التي تقدم جناحاً خاصاً بالحرف الإماراتية التقليدية. كما سيتاح للزوار التعرف إلى الشخصيتين الكرتونيتين، سهيل وسهيلة، اللتين صممتا خصيصاً للحدث.

العرض في دبي هو الأول للفرقة بعد عروض عالمية على مدى 9 سنوات.

افتتح المهرجان مع المسرحية الفرنسية التي حملت عبر الديكور البسيط وثلاثة ممثلين الكثير من الرسائل الإيجابية حول الحياة، ودور المرأة في المجتمع. بدأ العرض مع ممثلين يلعبان دوريهما على المسرح كالمهرجين، وهما في حالة كسل وخمول، إذ يحاول أحدهما إن يوقظ الآخر الذي يستلقي تحت غطاء أبيض، وتبوء محاولاته بالفشل، بسبب الكسل الذي يتمتع به، ثم ينصرف إلى القيام بواجباته بالتنظيف.

يستيقظ الممثل الكسول، وتبدأ الأحداث بالتصاعد بينهما على المسرح. السينوغرافيا المسرحية تتميز بالإضاءة الخافتة، وبعض التفاصيل البسيطة جداً، كالمقعد والعربة الخاصة بتحضير الطعام، إلى جانب القش المتناثر على الأرضية. هذا التحدي للقيام بواجبات تنظيف القش، يتحول بعد ذلك إلى تحدٍّ فني عبر العزف على آلات موسيقية. العرض الموسيقي الذي بدأ على آلات «أكورديون» وبيانو صغير، تحول بعد ذلك إلى عرض ممتع مع الأصوات الموسيقية التي صدرت عن الأواني المطبخية، إذ راحا يعزفان على الزجاجات والأواني المعدنية بواسطة الملاعق الخشبية والمعدنية.

ظهور المرأة في العمل الصامت، الذي امتد على مدى ساعة من الوقت، والتي حضرت إلى العربة لتحضر الطعام، يبرز أهمية ودور المرأة في الحياة، فهي على الرغم من كونها في البداية ارتبط ظهورها الأنثوي بشيء من دور اجتماعي يركن إليها، إلا أنها في ختام المسرحية نجحت في التصويب على الدور الرئيس الذي تلعبه في الحياة. حضّرت المرأة الطعام وانصرفت، وراح الممثلان يحاولان بعدها تحضير الطعام في مغامرات فكاهية، إلى أن اكتشفا أن واحدة من البيض الذي كانا سيطبخانه تحمل روحاً بداخلها، وكان لابد من أن يجلس أحدهما عليها لتتحول إلى طير. حاول الرجل الجلوس عليها، فكانت محاولاته فاشلة، إلى أن عادت المرأة وظهرت وأتمت المهمة، ومنحت الحياة لطير أبيض سحري، لتبين كيف يكون الحضور الأنثوي سبب التوازن، وكيف تمنح الحياة في الكون. العمل الفكاهي يحمل الكثير من الرسائل المبطنة للأطفال، كما أنه يخاطب الكبار في لغة تمثيلية تتطلب الانتباه والاندماج في عالم العمل، دون أي تشويش أو غياب أي تفصيل، وهذا ما يفسر التوقيت الذي وضع له، إذ يصعب الاستمرار في هذا الاندماج الكلي أكثر من ساعة.

وقالت المخرجة والممثلة في العمل بريسيل ايسمان، لـ«الإمارات اليوم»: «يتميز العمل بكونه موجهاً إلى جميع الفئات العمرية، للصغار والكبار، فهو عرض موسيقي وخفيف، ويحمل بداخله الكثير من التفاصيل المهمة، والرسائل الواضحة، التي يمكن أن يفهمها كل من يشاهد العرض». ولفتت إلى أن المسرحية تؤكد على أنه حتى الأشخاص الذين نراهم بلا أهمية في الحياة، يمكنهم القيام بشيء مهم، فقد عملا على منح الحياة لطير. وأكدت أن العرض في دبي هو الأول للفرقة، وقد قدم العمل في العديد من المدن حول العالم على مدى تسع سنوات، ومنها اليابان، والصين، وتايوان، وكوريا الجنوبية، وماكاو.

ورأت ايسمان أن العمل المسرحي الصامت يحمل الكثير من المزايا، فالأطفال اليوم مدمنون على الهواتف والألعاب التكنولوجية، ويحتاجون إلى التركيز على الأشياء البسيطة، وهذا النوع من العروض يتطلب التركيز، فكل حركة وكل وضعية تعني شيئاً. وأردفت «العمل يتطلب الاندماج كي يتمكن المرء من استيعابه، سواء الكبار أو الصغار، فهو بمثابة هروب من الواقع، والتركيز على اللحظة». ولفتت إلى أن بعض الناس لا يحبون العروض الصامتة، بسبب غياب الحوار، فالجمهور ينتظر الكلام، وأحياناً من بين الجمهور من يصاب بخيبة الأمل، بسبب التوقعات الأخرى، فبعدها لا ينسجمون مع العرض. ورأت أن العمل بلا شك يحمل معنى بداخله، ويسعى كل ممثل إلى قيادة الجمهور لهذا المعنى، لكن بلا شك تبقى هناك بعض الطرق التي تؤدي إلى التأويلات عند الجمهور، وهي جيدة، كونها تسهم في تطوير العرض.

————————————————————–

المصدر : مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *