المسرح السعودي .. توتر في انسيابية «أبو الفنون»

g10

ناشد مسرحيون وزارتي (الثقافة والإعلام) و(التعليم) ورعاية الشباب، إعادة المسرح إلى سابق مجده كونه أبا لكل الفنون، موضحين لـ(عكاظ) أن النشاط المسرحي توجيهي وفني وثقافي وفكري، وله أثر إيجابي على حياة الناس، إضافة إلى أنه ينمي مواهب الطلاب، ويرتقي بقدراتهم وحسهم الفني.
الكاتب والمخرج المسرحي فهد ردة الحارثي يرى أنه كان من الممكن أن يكون المسرح حاضرا من خلال جمعية الثقافة والفنون، كونها أكثر الجهات التي اهتمت بالمسرح ورعته بشكل حقيقي، لولا أنه جرى تهميش دورها من خلال تقليص ميزانيتها ومحاربة نشاطها، حتى ذهبت إلى ركن قصي تقضي فيه أجلها إذا جاء. وأضاف أن وزارة التعليم كانت معنية ومعتنية بالمسرح عندما كان له دوره وقيمته حتى دوهم على حين غرة وسحب منه اسمه وظل يعيش على الهامش تحت مسمى نشاط ثقافي ليموت ويذبل.
وأبدى ردة أسفه أنه كان للمسرحيين حضورهم البهي من خلال مسارح الشباب والأندية التي كانت تتنافس في نشاطاتها وتقدمه ضمن برامجها وتحصل على معونة من أجل تقديم الأجمل في حفل سنوي، إلى أن سحب كل نشاط له علاقة بالثقافة والفن لتكون الأندية رياضيه فقط، نادبا حظ جمعية المسرحيين التي كانت تملك القدرة على أن تكون الجهة المؤسساتية لهذا الفن، لكنها قتلت وهمشت وجمدت حتى تموت ولا يشعر بها أحد. وقال الحارثي معقبا: لست أدري متى يقوم المسرح على آلية عمل مؤسسي وينظمه ويرعاه ويدعمه، ولا أتوقع ذلك فليس في الأفق ما يحمل جديدا، بل أرى الأمور تتجه نحو فردانية المشروع ومدى قدرة المناضل المسرحي على أن يقدم مسرحه في أفق ليس له أفق.
أما المسرحية ملحة عبدالله فترى أن المسرح السعودي كان يحقق استحسانا وإقبالا في الستينات، لأنه كان يتواءم مع أفكار المجتمع، مبدية إعجابها بما يعيشه المسرح السعودي من الحراك الجيد في الآونة الأخيرة، إلا أن هناك نوعا من التوتر في انسيابية هذا النوع من الفن، وعلى سبيل المثال نجد أن العرض لا يتعدى يوما أو يومين في أغلب العروض، بينما نجد أن العرض المسرحي في أي بلد عربي أو عالمي يستمر عدة أشهر وفي أدنى مستوى 15 يوما.
وتذهب ملحة إلى أن المسرح السعودي لن ينهض إلا عندما يسجل إقبالا ويسجل أياما تقيس مدى نجاحه من عدمه، مؤكدة أنه إذا أردنا مسرحا يحظى بإقبال واستحسان فعلينا أن نعيد النظر فيما يقدم، بأن يكون مسرحا كلاسيكيا أخلاقيا عقائديا واضحا، دون تجريب أو تغريب كما فعل نقاد عصر النهضة.
فيما قال المسرحي إبراهيم الحارثي: «ما ينقص المسرح السعودي الاهتمام بهذا الفن الذي يتجاوز بحضوره كل شيء، وأن تعترف المؤسسة الثقافية بدوره في مواجهة الأفكار المنحرفة والمتطرفة، كوننا في مرحلة تحول ونقطة مفصلية هامة يجب خلالها أن تُدحض الفكرة بالفكرة، لاسيما أن المسرح فن متعقل ويسير في خطابه لتغذية كل الحواس».
وأضاف الحارثي: ينقصنا في المسرح السعودي ثوب يرتديه بعد أن غدت ملابسه رثة وحالته الصحية سيئة ولا تتحسن إلا بجهود أفراد يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمين الملتهبة حول أعناقهم، لافتا إلى أن خشبات المسارح في شتى مناطق المملكة يمكننا ترتيبها فوق رأس دبوس لندرتها وقلتها، وأغلب فروع جمعيات الثقافة والفنون بلا مسرح حقيقي يقدمون فوق خشبته ما يليق بسمعة المملكة ثقافيا وفنيا.
ويؤكد الحارثي أن المسرح السعودي كيان مؤسس على الدهشة ويحتاج إلى مجلس أعلى يرعى الثقافة والفنون لأن جمعية الثقافة والفنون التي احتضنت الحراك المسرحي باتت كسيرة لا يمكن أن يجبر عظمها الوقت، وغدت تقتر على الأنشطة المسرحية.
مشيرا إلى أن مسرحنا مكتمل بكل أفراده الذين يحترقون من أجله، وسجلوا بحضورهم وعروضهم تواجدا يليق بالوطن محليا وعربيا.
ويرى الحارثي أن مسرحنا يحتاج إلى مسرح فنحن (مسرحيون بلا مسرح)، فمتى تواجد المسرح في مكانه الحقيقي ستنبت فوق أكفه ثقافة تسر المتابعين.

علي الرباعي

http://www.okaz.com.sa/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *