المسرحية المصرية “يا سمّ”.. ثورة الجسد.. ورقص الروح/ محمد المعايطة

 

 

المصدر/ سيدتي/ نشر محمد سامي موقع الخشبة

الثورة لا تكون فقط عبر الهتاف والكلام، هناك ثورات ناعمة، قوامها الفن والجمال، ومطالبها واضحة، وعلى الرغم من نعومتها، إلا أنها ذات شخصية قوية، تحارب الظلام بالرقص، والظلم بالموسيقى، والقبح بالجمال، وهذه الثورات لا تقودها سوى النساء، بكل قلبهن الجميل، وأجسادهن التي تتعدى نظرة المجتمعات، إلى صرخة في وجه قضاياها، وعلى الرغم من ذلك كله، تظل أنموذجاً لحالة جمالية أرضيتها خشبة مسرح، وهتافها الموسيقى، وحركتها الرقص.

“يا سمّ”، عمل مسرحي موسيقي راقص، ينبض ثورة من أربعة نساء، جاءت به المخرجة المصرية شيرين حجازي من أرض النيل إلى خشبة المسرح الرئيسي، في ثالث أيام مهرجان ليالي المسرح الحر بدورته الثانية عشر، في العاصمة الأردنية عمان.

ثورة الجسد.. ورقص الروح
قدم العمل المصري “يا سمّ”، عدداً من اللوحات الفنية، التي استبدلت الحوارات والمنولوجات، بأداء جسدي راقص، حكى كثيراً عمَّا تعانيه المرأة في مجتمعاتنا العربية، فحاول أن يواجه نظرة المجتمع إليها وإلى جسدها، بالرقص، مؤكداً أن هذا الفن، سلاح لديه القدرة على حسم هذه المعارك مع العادات والتقاليد والأحكام المسبقة، بشكل جمالي لا يخلو أبداً من القوة في تكوينه ونتائجه، فتمكنت المخرجة حجازي، أن تعرض ثورة من الجسد، رقصت فيها أرواح الممثلات الثلاث، بعيداً عن أي حالة من الإبتذال، برؤية فنية خالصة، رافقتهم موسيقى من الإيقاعات الحية على الخشبة.

تمكنت حجازي من خلال لوحاتها الراقصة التعبيرية، أن تقدم على خشبة المسارح العربية، مزيجاً من الرقص الشرقي المصري، والإفريقي، والغربي، بشكل محترف ومنسجم للغاية، قادر على إيصال فكرتها ومقولة العمل بدون الكثير من التأويلات، وبالكثير من المتعة البصرية، من حيث أداء الممثلات والموسيقى وسينوغرافيا العمل.

ويُحسب لحجازي في عملها، كيف نقلت فن الرقص في مجتمعاتنا، وتحديداً الرقص “الشرقي”، من النظرة التي تبناها الكثيرون طوال الأعوام والعقود الماضية، إلى نظرة فنية خالصة، تحظى بالإحترام والتقدير، وتخلق كما أسلفنا القول، متعة بصرية كبيرة، إلى جانب تطويعها لهذه الفنون حتى تخدم فكرة إنسانية.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *