المؤتمر الفكري “التجارب المسرحية المغربية الامتدادات والتجديد مساءلات علمية وعملية لتجارب مسرحية مغربية” حوصلة الجلسة الأولى يوم 11 يناير 2023 من 11.40 إلى 14.00 د. فاطمة إكنفر- المغرب

 

المؤتمر الفكري “التجارب المسرحية المغربية الامتدادات والتجديد مساءلات علمية وعملية لتجارب مسرحية مغربية”

حوصلة الجلسة الأولى يوم 11 يناير 2023 من 11.40 إلى 14.00 د. فاطمة إكنفر- المغرب

 

نظمت الهيئة العربية للمسرح بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة والتواصل مؤتمرا فكريا بعنوان “التجارب المسرحية المغربية الامتدادات والتجديد مساءلات علمية وعملية لتجارب مسرحية مغربية”. انطلقت أشغال الجلسة الأولى يوم الأربعاء 11 يناير 0202 ، وتناولت التجارب السينوغرافية المغربية المتمثلة في تجربة عبد المجيد الهواس، وتجربة يوسف العرقوبي، وتجربة طارق الربح. أدار الجلسة الأولى الدكتور محمد العزيز الذي افتتح الجلسة بشكر الهيئة العربية للمسرح، لكونها ساهمت في مواكبة التحولات التي شهدها المجال السينوغرافي بالمغرب، ومكنت السينوغرافيين المغاربة من مشاركة تجاربهم وتقاسم رؤاهم الفكرية والفنية مع المسرحيين العرب. فسح الدكتور محمد العزبز المجال للمسائل المغربي الدكتور حسن يوسفي للحديث عن التحولات التي عرفتها الممارسة السينوغرافية المغربية، مستحضرا السياقات والعوامل المساهمة في تطوير مفهوم السينوغرافيا وانتعاشه بالمغرب في العقود الأخيرة، منها: 2 احداث المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.  مساهمة الجامعة المغربية في تكوين باحثين ودكاترة في المجال المسرحي.  تفاعل المسرحيين المغاربة مع الحساسيات المسرحية الجديدة.  الانفتاح على التجارب المسرحية الغربية واستيعاب أدواتها وتقنياتها  ومفاهيمها. وبحسب الدكتور حسن اليوسفي، ساهمت التجارب المسرحية المغربية، من خلال المنجز الركحي لكل من عبد المجيد الهواس وطارق الربح ويوسف العرقوبي في تطوير المد التجريبي للمسرح المغربي، نظرا لنزوعها نحو التجديد والمغايرة، وانفلاتها من سلطة النموذج المصوغ سلفا، وخلقها ثورة على مستوى هيكلة العرض وبنائه شكلا وبنية، حيث أكد الدكتور حسن اليوسفي أن الممارسة السينوغرافية الخاصة بالتجارب المسرحية المغربية السابقة، أعادت الاعتبار إلى المسرح المغربي، وبلورت منظوراته عبر الانفتاح على الحساسيات المسرحية الجديدة التي تفرضها دينامية الساحة المسرحية العالمية، حيث أضحى من الضروري أن يواكب السينوغراف ما يستجد في العالم التكنولوجي والرقمي من وثبات متلاحقة وقفزات نوعية تفتح ممكنات مذهلة للمسرح على عوالم التشكيل الرقمي المستثمَرة سينوغرافيا، لا سيما أن الفن المسرحي فن مرئي بامتياز، لا يمكن أن يعيش على المنطوق، ما دامت الثقافة الأيقونية موردا أساسا يتسرفد منه مقدَّراته العلاماتية داخل كون يتحول باستمرار ليُبَنْين علاقاته الوظيفية وتشكيلاته الجمالية. وبعد ذلك، أخذ السينوغراف عبد المجيد الهواس الكلمة للحديث عن أبعاد تجربته السينوغرافية، مبرزا الأسئلة والإشكالات التي كانت تؤرقه في بداياته المسرحية، ولعل الغموض الذي يلف مفهوم السينوغرافيا من أبرز الإشكالات التي واجهها، خاصة أن تجارب المسرح المغربي قيدت معنى السينوغرافيا، واختزلته في حدود المنظر )الديكور ( والإنارة، واعتبرته زخرفة وتكوينا للصورة المسرحية، لكن مع تجربة مسرح اليوم، تمكن عبد المجيد الهواس من إعادة استكشاف هذا المفهوم، وتجاوز أبعاده الضيقة، وفي هذه 3 المرحلة حاول لهواس أن يستوعب السينوغرافيا في مفهومها الموسع، ويبحث في أبعادها وخصائصها، ويكون تصورا فكريا وجماليا عنها. أدرك عبد المجيد الهواس أن السينوغراف ينبغي أن يكون ذا شخصية مستقلة وواسعة المعرفة، وملمة بأشكال التعبير المختلفة، كالفن التشكيلي، وفن العمارة، والنحت، والتقنيات الرقمية وغي رها، ومنفتحة على الأسئلة الكبرى ، ومتجاوزة لكل ما هو سائد ومألوف وجاهز. ومن ثم، دعا عبد المجيد الهواس في مداخلته إلى ضرورة العناية بشعرية الفضاء المسرحي، واستيعاب ما جاءت به المسارح العالمية من أساليب وتقنيات وأدوات متعددة، ومحاولة تطويعها وتطويرها عن طريق التجريب، لأن الفن المسرحي فن هجين غير منفصل عن التغييرات الطارئة. تحدث السينوغراف يوسف العرقوبي في ورقة بعنوان “مسارات يوسف العرقوبي من الامتداد إلى التجديد” عن الملامح التي ميزت تجربته السينوغرافية، وعرض الخلفيات الفكرية والمرجعيات الجمالية المتحكمة في مساره التكويني، ولخصها في خمس محطات 0210 ، مرحلة مهمة في مساره _ أساسية، مرتبة زمانيا، ويرى العرقوبي أن مرحلة 0210 الفني، وعلامة فارقة في تجربته السينوغرافية، نظرا لحصوله على جوائز دولية، وانفتاحه على المشرق على مستوى التأطير والإبداع، مما انعكس إيجابيا على أعماله اللاحقة، يشيد العرقوبي في مداخلته بأهميته التكوين الأكاديمي، لأنه ساهم في نضج تصوراته السينوغرافية على المستوى الوظيفي والرمزي وعلى المستوى الدلالي والجمالي، ومكنه من تعميق رؤيته الفنية والدلالية، وتوسيع مساحات اشتغالاته المسرحية. وفي السياق نفسه، قدم السينوغراف طارق الربح مداخلة بعنوان “شرفة السينوغراف وشرفة للمسرح على العالم”، واستعرض رؤيته السينوغرافية، واعتبر السينوغرافيا مجالا فنيا عابرا للحدود، لأنه يوظف أدوات وتقنيات مستلهمة من مجالات متعددة، وينفتح على عناصر جمالية وفكرية تجعل الممارسة المسرحية فرجة كونية، ثم بعد ذلك رصد مساره الأكاديمي الذي مكنه من اكتساب رؤية عميقة، والانفتاح على المفاهيم والمعطيات والخلفيات العلمية المختلفة التي ساهمت في فرز 4 اختيا راته ومشاريعه الفنية بشكل متدرج اقتضته طبيعة التجريب وإيقاعه. وقد ارفق السينوغرافيون مداخلاتهم بعروض رقمية توضيحية وتوثيقية، تغطي مختلف منجزهم التجريبي. واختتمت الجلسة الأولى بمجموعة من الأسئلة طرحها المسائل الدكتور حسن يوسفي، وهي أسئلة تساهم في فتح آفاق الاشتغال السينوغرافي في المغرب، وربطه بمستجدات التطور الرقمي الرائجة عالميا حتى لا يتخلف التجريب السينوغرافي المغربي عن موعده مع التجديد السينوغرافي العالمي. وقد فتح مسير الجلسة المجال للحضور لطرح أسئلة دقيقة ومباشرة على أصحاب التجارب، وهم الفنان سعد الله عبد المجيد، والكاتب محسن زروال، وأ.د الزهرة براهيم، والباحث علي علاوي، ود. كمال خلادي، د. نزهة حيكون . وقد أعيدت الكلمة إلى أصحاب التجارب للإجابة عن الأسئلة المثارة، وإضاءة بعض ما ظل عالقا خلال عرض مداخلاتهم.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش