الفنانة كلشيفته فراهاني تؤدي دور آنا كارينينا على مسرح فرنسي

قامت  الممثلة الايرانية كلشيفته فراهاني في أداء  اول دور لها على المسرح في فرنسا منذ انتقالها من إيران قبل ثماني سنوات حيث جسدت  دور آنا كارينينا “التي دفعت مثلي ثمنا عاليا لحريتها” على ما تؤكد.

المسرحية التي عرضت على  مسرح “لا تامبيت” في مجمع لا كارتوشري المسرحي في فينسين قرب باريس تشكل بالنسبة لها “عودة الى جذوري العميقة” على ما تؤكد مبتسمة.

وقبل ان تصبح اول ممثلة منذ الثورة الاسلامية في إيران تمثل في افلام هوليوودية (“بادي اوف لايز” لسكوت ريدلي الى جانب ليوناردو دي كابريو) كانت فراهاني تخوض بالتزامن غمار المسرح مع والدها المخرج والمؤلف الايراني بهزاد فراهاني، والسينما كذلك.

وبعد شهرتها العالمية المباغتة بفضل فيلم “بادي اوف لايز”، اثارت حفيظة السلطات الايرانية. فتعرضت لانتقادات لاذعة بعد التقاط صور تظهر ذراعيها عاريتين الى جانب ليوناردو دي كابريو ومنعت من مغادرة البلاد بعد مصادرة جواز سفرها الا انها نجحت في نهاية المطاف في مغادرة البلاد سالكة طريق المنفى.

وتقول “المنفى اشبه بطفل يموت ولا ننساه ابدا. انا غير نادمة على اي شيء. اختبار هذا الشعور العميق وغير العادي في سن الرابعة والعشرين يشكل امرا كبيرا”. وتؤكد الان وقد باتت في سن الثانية والثلاثين “لقد فقدت بلادي لكني كسبت العالم”.

وقد شاركت منذ ذلك الحين في الكثير من الافلام الا ان المسرح كان غائبا عن حياتها المهنية. وتقول “كان هناك عائق اللغة فكنت لا أفقه اي كلمة بالفرنسية عند وصولي قبل ثماني سنوات”.

وكادت تغير رأيها وتنسحب من المسرحية بسبب الحوارات الفردية الطويلة لشخصية آنا كارينينا التي اقتبسها المخرج غايتان فاسار من رواية تولستوي.

وتؤكد مبتسمة أن “مواظبة غايتان واصراره هما اللذان جعلاني اصمد”.

وتضيف “الحمل كان ثقيلا فدور آنا معقد جدا فهي تنتقل من الشيء الى نقيضه”.

 – رمز للتحرر – ولم يقع خيار فاسار على الممثلة الايرانية صدفة. فاقتباسه للرواية يتمحور على تحرر المرأة الذي تعتبر فراهاني رمزا له في إيران.

فبطلة تولستوي المتزوجة وام لصبي في السادسة تقاوم اولا حبها لضابط شاب قبل ان تضرب عرض الحائط كل الاعتبارات الاجتماعية. وتقول فراهاني “آنا لا تقوم باي مساومة وتقرر العيش بالكامل هذه العلاقة وصولا الى الاحتراق الكامل. والسلطة تخشى عادة اشخاصا مثلها”.

وتتنقل المرأة الشابة شأنها في ذلك شأن بطلة تولستوي من حد الى اخر فتصفر سعيدة لحظة قبل ان تتحدث بوجه مقطب عن بلدها “الحبيب”.

وتضيف “ارغب دائما بالعودة. الامور أفضل ظاهريا في إيران الا ان كل الاسباب التي تمنعني من العودة لا تزال قائمة اشعر احيانا اني ساموت في المنفى وان ايرانيي باريس سيقومون بمساع لدفني في مقبرة بير لاشيز (الباريسية)”.

هي سعيدة جدا بعودتها الى المسرح وتوضح “اشعر مع المسرح اني اعود الى جذوري العميقة. والدي الاشتراكي اليساري الميول بعض الشيء، كان يقول اننا في خدمة الشعب وهنا في هذا المسرح يبدو لي الامر كذلك احب هذا الجانب الملتزم وان يحصل الجميع على الاجر نفسه. ان الامر اشبه بفقاعة حب وتعاطف”.

ولفراهاني الكثير من الافلام السينمائية منها “لي مالور دو صوفي” من اخراج كريستوف اونريه والجزء الجديد من “بايرتس اوف ذي كارابيين الذي يبدأ عرضه في العام 2017. وستشارك في مهرجان كان الذي ينطلق الاربعاء من خلال فيلم “باترسن” لجيم حارموش وهي قصة سائق حافلة شاعر.

وتختم قائلة “نبحث دائما عن المشاهير الا ان الفنانين الفعليين هم اشخاص لا نعرفهم يعيشون بتواضع في منزلهم”.

———————————————————–

المصدر : مجلة الفنون المسرحية –  باريس – أ ف ب 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *