«الجلســــة».. عرض حركى متميز ــ آمــــال بكيـر

 

ما شاهدته لك هذا الاسبوع كان مسرحية تحمل اسم «الجلسة» وهى يمكن أن أقول إنها ربما تكون أول مسرحية حركية.. لا أقول إنها بانتوميم.. ولكن مسرحية تقول لك بالضبط ما يريد النص أن يقوله ولكن من خلال الحركة..

الحركة فقط ولكن ليست أى حركة.. ولكن حركة تحتاج إلى بروفات وتدريبات تتعدى شهورا حتى يستطيع الفنانون تقديمها بالصورة التى شاهدتها خاصة وهم ليسوا خريجى معهد الباليه مثلا أو خلافه من تلك المعاهد التى تدرس الرياضة وما يشابه اللياقة البدنية.

قد تكون هى أول مسرحية تقدم النص وهو بالغ الصعوبة خاصة ويتناول الايمان والشعوذة ويمكن أن نقول الشيطان وما يفعله فى الانسان.

نص فعلا يصعب تقديمه حتى من خلال الكلمات فما بالك بالحركة بالغة الجرأة وفيها كلمات بسيطة للغاية.

الجلسة أى المسرحية لم تستغرق أكثر من ساعة و10 دقائق وهو وقت متميز لتقديم العروض التى لا يضطر المتفرج إلى أن يقضى بها الساعات وأيضا تنتهى ويتحرك إلى منزله متأخرا.. «الجلسة» بدأت فى السابعة مساء لتنتهى فى الثامنة وأما مكانها فهو القاعة بمسرح الطليعة.

بالطبع فى كل مرة أشاهد فى هذه القاعة عرضا أجد ليس فقط ديكورا مختلفا فهذا أمر طبيعى ولكن أجد مكان المتفرجين فى جهة المسرح بمعنى خشبة المسرح فى جهة مقابلة مع تغيير كامل فى شكل المسرح أو القاعة.

المهم أن هذا العرض من أحسن العروض التى شاهدتها على خشبة المسرح هذا الموسم ولو أن الموسم فى الحقيقة كان قليل الانتاج حتى مسرحية القومى التى ازدهر بها المسرح وهى «ليلة من ألف ليلة» للفنان القدير يحيى الفخرانى كانت لمؤلف توفى وأيضا موسيقى لفنان توفى وقد عرضت من قبل فى مسرح الجمهورية ولكن الفخرانى بما له من طلة بالغة القدرة على اجتذاب المتفرج كانت هى السبب فى هذا الإقبال الكبير من الجماهير.

مسرحية «الجلسة» تميزت تقريبا بكل فروعها فالملابس تقدم لنا الشياطين فى شكل مخيف والماكياج زاد من قيمة الملابس حيث كان من قام بتلك المهمة فى منتهى القسوة حتى أنه صبغ أوجه الفنانين بألوان غريبة واستبدل العين بأخرى وهى التى تسمى عدسات ملونة فرأينا وجوها بالفعل غريبة حتى أن أحدهم بدا من خلال العدسات أيضا كما لو كان «أعور»

ثم يجيء الديكور وهو بسيط مجرد ساحة للمتفرج أمامها خشبة مسرح لا يتجاوز ارتفاعها نصف متر وتحتها فتحة يخرج منها بعض الشياطين.

الموسيقى اعتقد أنها كانت لها مكان أكبر من الذى استولت عليه.

ثم نجيء للمخرج والمؤلف وهو مبدع فعلا وننتظر منه الكثير لو قدمت له الفرصة.

والآن أقدم لكم أسماء فنانى المسرحية.

المخرج والمؤلف مناضل عنتر والشيخ فهد إبراهيم ودور الفتاة التى استولى عليها الشيطان أى أنها كما يقال «ملبوسة» هى إيمان غنيم والقس هو ميدو عبد القادر والماكياج لاسلام عباس والديكور والاضاءة وكانت متوسطة لعمرو الأشرف والأداء الحركى الرائع لمن ابتكره قدمه عمرو البطريق.

الجميع كانوا متميزين فى أدوارهم خاصة الفتاة وباقى الشياطين الذين قدموا عرضا حركيا بالغ الجمال والقوة والقدرة.

تحية لعرض بديع لهيئة المسرح أخيرا.

المصدر/ الاهرام

محمد سامي / موقع الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *