“اقرأ كتب الهيئة” تفتح عوالم المسرحي جواد الأسدي الكتاب يتطرق إلى تاريخ الدراما المسرحية منذ الإغريق عبر ظاهرة المخرج المؤلف مستحضرا تجربة العراقي جواد الأسدي.

“اقرأ كتب الهيئة” تفتح عوالم المسرحي جواد الأسدي

الكتاب يتطرق إلى تاريخ الدراما المسرحية منذ الإغريق عبر ظاهرة المخرج المؤلف مستحضرا تجربة العراقي جواد الأسدي.

صراع الإخوة في مسرحية “حمام بغدادي”

الشارقة – “اقرأ كتب الهيئة” منصة نقاش شهري يتم عبرها تداول ومناقشة إصدارات الهيئة العربية للمسرح، في شكل من التحليل والتفكير بعد قراءة الكتب والاطلاع على محتوياته على الموقع الإلكتروني للهيئة، حيث يجد القراء كتابا كل شهر بصيغة PDF مرفوقا بفيديو لصاحبه، يقدم فيه بإيجاز فكرة الكتاب ونظرة شاملة حول مضمونه، وهي مفتوحة لكل القراء والنقاد والمتدخلين لنقاش الكتاب.

وتُتوّج قراءة الكتاب على الموقع الإلكتروني بالتعليق عليه وطرح الأسئلة حوله من طرف القراء والمتتبعين، ببرمجة حلقة إلكترونية يحضرها المؤلف واثنان من الباحثين أو المسرحيين لتقديم مداخلتيهما حوله، ثم يُفتح المجال للحاضرين عبر برنامج زوم للمداخلة أيضا والمساءلة وإبداء وجهات النظر المختلفة حول الكتاب على مدار حلقة النقاش.

وفي شهر فبراير الجاري، اختارت الهيئة طرح سؤال الإخراج المسرحي عبر كتب أصدرتها، وتناولت تجارب مخرجين عرب لهم حضورهم البارز في المشهد المسرحي العربي، من خلال أثرهم الفني وتميز عروضهم المسرحية.

وتنطلق “اقرأ كتب الهيئة” هذا الشهر، من أسئلة من قبيل: أين تبدأ وظيفة المخرج؟ وما تخوم مساحات الفكر والجمال التي يأخذ المتلقي لزيارتها ونهل المعرفة والمتعة منها؟ ما الأسس التي يشيد عليها مشروعه المسرحي في عملية إخراجه للمسرحية وفي منظوره الشامل للمسرح؟

     كل ذلك وغيره من الأسئلة سيتم تداوله عبر حلقات سلسلة “اقرا كتب الهيئة” القادمة، لفتح المجال للاطلاع على تجارب بعض المخرجين العرب ومناقشة مقترحاتهم الفكرية والجمالية، عبر مختارات من إصدارات الهيئة التي تطرقت لتجاربهم الفنية والمسرحية، وذلك من خلال توفير فرصة قراءة هذه الإصدارات التي تهم التجربة الإخراجية عبر أسماء مسرحيين عرب، والدخول في نقاش حر ومباشر معهم ومحاورتهم وطرح السؤال حول تجاربهم الإخراجية.

 

حضور بارز في المشهد المسرحي العربي

 

تجربة المخرج العراقي جواد الأسدي هي محور الحلقة الخامسة من سلسلة “اقرأ كتب الهيئة” وبرنامج “عين على المسرح”، من خلال كتاب “التوليد الدلالي للمخرج المؤلف في المسرح المعاصر.. جواد الأسدي نموذجا”، تأليف الباحث صميم حسب الله يحيى، والذي تفتحه الهيئة على موقعها عبر الإنترنت بشكل مجاني لكل القراء والراغبين في الاطلاع عليه، خلال شهر فبراير 2021، مرفوقا بفيديو يقدم فيه المؤلف أهم محاور الكتاب.

يحتوي الكتاب على مقدمة بقلم الباحث وثلاثة فصول، يبدأها حسب الله يحيى من البحث في مسألة “المخرج المؤلف” في تاريخ الدراما، بداية من هذه الوظيفة في المسرح الإغريقي ومن ثم الروماني، وصولا إلى مسرح العصور الوسطى ومسرح عصر النهضة.

وخصص المبحث الثاني في الكتاب لتحولات العلامة في تجارب “المخرج المؤلف” عالميا، أما المبحث الثالث فخصص لتجارب “المخرج المؤلف” في المسرح العراقي، وخص بالذكر كلا من المسرحيين قاسم محمد، عقيل مهدي، سعدي يونس.

وتناول الكتاب تجارب الكاتب والمخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي، التي تركت بصمة في المسرح العربي خلال العقود الأربعة الأخيرة، وأصبحت مشروعا مسرحيا واضح الملامح، جعلت من الأسدي واحدا من المخرجين البارزين في المسرح الحديث على الصعيد العربي.

وركز المؤلف على ثلاث تجارب للأسدي، هي مسرحيات “ليالي أحمد بن ماجد” و”حمام بغدادي” و”نساء في الحرب”، قرأ من خلالها تحوّلات العلامة في تجارب “المخرج المؤلف” عالميا.

كان مسرح جواد الأسدي الذي تمحور حول تجربته الكتاب، خلاصة لوحي الفن الذي وضع مخترعه في مكانة ميّزته عن سواه من المسرحيين العرب، لا باعتباره مخرجا أو كاتبا مسرحيا مختلفا وحسب، بل وأيضا كونه المفكر المسرحي الذي لا تزال عروضه بشغبها وعنفوان تمردها، تسعى إلى إخراج المسرح العربي من غرفة العناية المركزة التي انتهى إليها.

وتعتبر مسرحية “حمام بغدادي” التي ناقشها الكتاب من أبرز المحطات المسرحية للأسدي، ويقدم من خلالها حكاية أخوين عراقيين (مجيد وحميد)، يمثلان نموذجين للشعب العراقي في اختلاف وجهات نظر أبنائه للاحتلال الأميركي، وأسلوب التعامل معه، وهما ضحيتان رغم اختلاف الجاني: الأول ضحية حاكم مستبد، والثاني ضحية محتل، يختلفان في كل شيء، وحين يلتقيان يكون الحزن هو المعادل الموضوعي الوحيد الذي يجمع في ظلاله العراق كله.

يحيل العرض عبر أسلوب المسرَحَة وليس الانعكاس المرآوي، إلى الواقع العراقي بعد الاحتلال بكل تداعياته على الحياة العامة، ويبرز حالة التناقض التي تعتري هذا الواقع من خلال منظورين مختلفين تجاه الاحتلال.

وقد ركز الأسدي في عرضه على التجريب في السينوغرافيا والمؤثرات الضوئية والصوتية والأداء، مؤكدا أن عرضه “يسعى إلى تأسيس منصة جمالية سينوغرافية عبر مناخات حمام بغدادي”، وتكوين علاقة رمزية بين العري في المساحة وعري النفوس ذات الأجساد المتفجرة، حيث يشكّل الحمام رمزا لحمام الدم الذي يعيشه العراق تحت الاحتلال في جحيم بغداد المفتوح.

 

                                                                                   تجربة المخرج العراقي جواد الأسدي هي محور الحلقة الخامسة من سلسلة “اقرأ كتب الهيئة”

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …