اختتام مهرجان عمون لمسرح الشباب في الأردن

المصدر / العرب / نشر محمد سامي موقع الخشبة

الدورة السابعة عشرة لمهرجان عمون تختتم فعالياتها بفوز مسرحية “ثامن أيام الأسبوع”، تأليف الكاتب العراقي علي الزيدي.

اختتمت في عمّان فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان عمون لمسرح الشباب في الأردن، الذي نظمته مديرية الفنون والمسرح التابعة لوزارة الثقافة. وفازت مسرحية “ثامن أيام الأسبوع”، تأليف الكاتب العراقي علي الزيدي، وإخراج محمد الجراح بثلاث جوائز من أصل خمس هي: جائزة التحكيم الخاصة لأفضل عمل متكامل، وجائزة أفضل إخراج مناصفة مع مسرحية “محاكمة زنوبيا”، تأليف محمد الجبريني وإخراج محمد العشا، وجائزة أفضل ممثل لراتب عبيدات.

ومنحت لجنة التحكيم في حفل الختام الذي أقيم في المركز الثقافي الملكي بعمّان جائزة أفضل نص محلّي لمسرحية “تفاح” تأليف وإخراج جمال الرشيد، وجائزة أفضل تأليف موسيقي ومؤثرات صوتية لعبدالرزاق مطرية عن مسرحية “محاكمة زنوبيا”، وجائزة أفضل ممثلة لدانا أبولبن عن دورها في مسرحية “هستيريا بلا توقف” للمؤلف والمخرج حسام الزغموري، فيما لم تفز مسرحية “بيانو بيانو” للمؤلف والمخرج محمد الإدريسي بأيّ جائزة.

وأوصت لجنة التحكيم في تقريرها بزيادة عدد العروض المشاركة لإفساح المجال لأكبر عدد ممكن في المشاركة بالمهرجان، وتفعيل مشاركة غير الأكاديميين من خلال عقد ورشات أكثر مختصة بالفنون المسرحية، داعية إلى الاهتمام باللغة العربية.

مسرحية “ثامن أيام الأسبوع”، مزجت بين الوهم والحقيقة، وبدت شخصياتها رموزا أكثر من كونها واقعية، وقامت على صراع بين شخصيتين هما الرجل الذي يزور المقبرة والدفان الذي لا يهمّه أيّ شيء سوى دفن الموتى حتى إن كانوا أحياء

وكان المهرجان قد افتتح في التاسع من شهر مايو الجاري بمشهدية مسرحية عنوانها “السؤال”، تأليف وإخراج خليل نصيرات، وتمثيل نزيرة أديب ومرام أبوالهيجاء وعمران العنوز، وطرحت، بأسلوب كوميدي، سؤال المسرح في الأردن اليوم، وإلى أيّ مدى استطاع أن يوصل للجمهور القضايا العربية المعاصرة، والأهم هل استطاع فعلا أن يتبنّى هذه المستجدّات ويتناولها في قالبها الملح والجديد والإشكالي؟ كما تناولت ما آل إليه هذا المسرح، وكيف يمكن النهوض به من جديد وتطويره بجهود الشباب.

مسرحية “ثامن أيام الأسبوع”، الفائزة بجوائز المهرجان الثلاث، مزجت بين الوهم والحقيقة، وبدت شخصياتها رموزا وأفكارا أكثر من كونها واقعية، وقامت على صراع بين شخصيتين هما الرجل الذي يزور المقبرة والدفان الذي لا يهمّه أيّ شيء سوى دفن الموتى حتى إن كانوا أحياء. الرجل يحب الحياة، ومتفائل ويرفض أن يُدفن وهو حي.

أما الدفان فهو شخص متشائم لا يهمّه أيّ شيء سوى دفن الموتى وأخذ أجرته، وعندما يسأله الرجل عن صاحب القبر الذي يقوم بحفره، يجيبه بأنه له (أي للرجل)، فيرفض الرجل، لكن الدفان يحاول أن يقنعه بالموافقة على الدفن ليتخلص من الحياة المتعبة؛ وبأن الإنسان مهما طال عمره فسيموت ويُقبر. ويستمر الصراع بين الشخصين إلى أن يستسلم الرجل لإرادة الدفان الذي ينتهي من حفر القبر فيدفنه. وهكذا انتهت المسرحية بهذا المشهد المأساوي.

يُذكر أن المهرجان، الذي أقيمت على هامشه ورشة بعنوان “نص العرض بين المؤلف والمخرج”، وندوات نقدية لمناقشة العروض المسرحية المشاركة، هو امتداد لمهرجان مسرح الشباب الذي كانت تقيمه رابطة الفنانين الأردنيين سابقا، بالتعاون مع وزارة الثقافة، في دوراته الخمس الأولى، إذ عقدت أول دورة له عام 1992، وانقطع ست سنوات ثم استأنف نشاطه منذ عام 2014.

ويهدف إلى تقديم التجارب المسرحية للجيل الشاب من المخرجين والممثلين والتقنيين، وتنظيم اللقاءات بينهم في مختلف مجالات الفنون المسرحية، ورفد الحركة المسرحية في الأردن بمواهب جديدة، ونشر الوعي المسرحي، والإسهام في تنشيط الحركة النقدية من خلال الندوات الفكرية والتقييمية. ومن ميزات هذا المهرجان أنه قدّم للحركة المسرحية في الأردن، خلال دوراته السابقة، عددا من المخرجين الموهوبين الذين واصلوا تجاربهم، وأثبتوا حضورا أهّلهم للتحول من مرحلة الهواية إلى الاحتراف.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *